بستـان دوحة الحروف والكلمات ! للكاتب السوداني/ عمر عيسى محمد أحمد

موقع يتعامل مع الفكر والأدب والثقافة والخواطر الجميلة :

authentication required

بسم الله الرحمن الرحيم

حيـن تنادي الأمة ( وا معتصماه ) !!

الانتكاسات تشتكي منها المفاصل .. وبأسبابها تداعت أركان المكانة والقيمة .. حيث تكاثفت مظاهر الضعف في أمة كانت تمثل الهيبة والشكيمة .. وقد رحل مع التاريخ ماضي البطولات والسيرة .. وجاء عصر يستنكر شرف الانتماء لقلة الحيلة !.. ماتت قلوب الرجال وتلك النفوس لا تحمل في جوفها مثقال ذرة من الغيرة .. ثم ذلك الإرث المخيب لأجيال تمتطي الواجهات زيفاُ وقد تنازلت عن شرف الفضيلة !.. أجيال تعرض العزة والكرامة في أسواق النخاسة ولا تستحي من الجريرة !.. ولا ترى العيب والمهانة إذا باعت مكانة الأمة بأبخس التسعيرة !.. كم وكم من هياكل ومسميات تدعي سلامة الدرب والمسيرة !.. فإذا بها تطعن الأمة في عمقها بألوان الخديعة !.. وتلك كرامة الأمة تنحر بأبشع ألوان الجريمة !.. ونرى الأعلام والرايات ترفرف وهي تدعي الكرامة والعزة بغير عزة .. مجرد خرق بلهاء لا تسمن ولا تغني من الجوع عند الشدة !.. وقد تكالبت على الأمة جياع الضباع حتى أركعت الأسود على الركبة .. ضباع تنال ما تريد ومتى تريد دون خشية من مغبة الموت والفتنة .. وهيبة الأمة تتراجع وتتخاذل يوما بعد يوم وقد رضيت بقسمة الضيزى .. ورغم ذلك لم تنل رضا الأعداء الذين قالوا لا نرضى بتلك القسمة !.. ثم نادوا جهاراُ ونهاراُ وقالوا القدس هو عاصمة اليهود رغم أنف الأمة !.. وكذا فإن هضبة الجولان هي ملك لليهود بشرعة القوة !.. وعندها لم تجري الدموع في أعين الأدعياء الذين قالوا نحن نمثل الأمة !.. بل هانت عليهم مكانة الأمة وهانت عليهم الطعن في الذمة !.. وقد أدرك الأعداء أن مكمن الضعف في الأمة أسبابه الشقاق والفرقة !.. وهي أمة قد أصبحت في وزنها تعادل الريشة في كفوف الصبية !.. تفتقد عدة العزيمة والمواجهة عند مواقف الشدة .. ولا تملك من عدة السلاح إلا سلاح التنديد والاستنكار في مقارعة الحجة .. ومن سخرية الأحوال أن يقول قائلهم لما لا نؤجل الحساب ليوم الحسرة !.. وذاك قول يؤكد ضعف الإيمان في أمة كانت تلبي حتى ولو نادت الحرة .. ويوم أن نادت الحرة وقالت ( وا معتصماه ) كانت الغضبة الكبرى .. فتلك كانت صيحة تكفي لتحريك الجحافل لنصرة الحق والمرأة .. واليوم نسمع الصيحات والصيحات من كافة الأمة .. ثم لا حياة لمن تنادي رغم أن الكل يقف فوق حافة الجمرة .. وقد مالت الهامات خجلاُ حين أصبح الخوف من الأعداء أشد خوفاُ من رب العزة !.. وذاك ابن الأيوبي نراه يتململ في قبره ويقول ألا يوجد في الأمة من يقاتل الأعداء بالهمة ؟.. وحينها ترتجف أوصال البعض وجلاُ وتقول ألسنتهم لما لا يخرس ذلك القابع في الحفرة ؟.. فقد يسمعه الأعداء وعندها تدور علينا الطامة الكبرى .. حتى ولو عجز الأعداء عن سماع الأيوبي فهنالك في الأمة من يسمع الأعداء بحجة السمع والطاعة !.. فقد تفشت في الأمة مظاهر النفاق والتملق ثم امتطاء الشبهة !.. وكم وكم من راغب يرجو الإشادة والوسام من عدو يذيقه ألوان المذلة !.. ثم من العجب العجيب أن يتواجد في الأمة من يحرص على سلامة الأعداء ولا يحرص على سلامة الكعبة !.

OmerForWISDOMandWISE

هنا ينابيع الكلمات والحروف تجري كالزلال .. وفيه أرقى أنواع الأشجار التي ثمارها الدرر من المعاني والكلمات الجميلة !!! .. أيها القارئ الكريم مرورك يشرف وينير البستان كثيراَ .. فأبق معنا ولا تبخل علينا بالزيارة القادمة .. فنحن دوماَ في استقبالك بالترحاب والفرحة .

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 265 مشاهدة
نشرت فى 9 إبريل 2019 بواسطة OmerForWISDOMandWISE

ساحة النقاش

OmerForWISDOMandWISE
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

801,166