قلب لا يخون

 

دخلت السكرتيرة إلى مكتب مديرة المدرسة وأخبرتها عن رغبة , والد أحد الطلاب المتقدمين للالتحاق بالمدرسة فى مقابلتها، فوافقت هدى على الفور فلم تكن ترفض تقديم أى مساعدة و ما كان يعرف عنها سوى الالتزام وحسن الخلق وسعة الأفق وتفهم الامور

دخل والد الطالب مصطحبًا زوجته الى مكتب هدى وما إن وقعت عيناه عليها حتى هتف:

هدى؟ معقول...... أأنت مديرة المدرسة ؟!

أومأت هدى برأسها إيجابًا، واندهشت فى بادىء الأمر ولكنها سرعان ما انتبهت وهى تقول:

مجدى؟ 

أقصد أستاذ مجدى

أهلا بك تفضل

وبعد أن تبادلا التحية عرفت هدى أنه يرغب فى إلحاق ابنه بالمدرسة التى تديرها، طلبت هدى من السكرتيرة إحضار مستندات التفديم لتفحصها ووعدت  بأنها ستتابع الأمر بنفسها

 

عادت هدى إلى بيتها بعد انقضاء مواعيد العمل وجلست شاردة الذهن على الأريكة المفضلة لها فى ردهة منزلها، وتذكرت مجدى ….

ذلك الشاب الذى كان يسكن فى نفس الحى الذى تسكن به فى إحدى المدن الساحلية 

وكانا قد تعاهدا على الزواج بعد الانتهاء من الدراسة الجامعية، وكانت هى تدرس بكلية الآداب وكان هو يدرس بالتجارة ومرت السنوات وتخرج كل منهما واستعد مجدى لخطبة هدى وطلب موعدًا للقاء والدها ولكن طلبه قُوبل بالرفض فلم يكن مجدى وقتها يملك أدنى مقومات الزواج كشأن أى شاب فى مستهل حياته العملية

وتمسكت هدى برغبتها فى الزواج من مجدى رغم رفض الأب وأمام إصرارها وافق أبوها ووعده مجدى بأنه سيبذل قصارى جهده ليفوز بهدى وتمت الخطبة بالفعل، وقدم مجدى لهدى خاتم خطبة بسيط جدًا و منذ اليوم التالى للخطبة سارع مجدى بالبحث عن عمل وتقدم للعديد من الوظائف وقام بالعديد من المقابلات الشخصية فى الشركات المختلفة وكانت هدى تشجعه وتدعمه واستمرت الحال على ذلك قرابة  ستة أشهر حتى وجد فرصة عمل ممتازة فى إحدى الشركات الخليجية وساعدته هدى فى استخراج أوراق التعيين المطلوبة إلى أن جاء يوم سفر مجدى فودعته بالدعوات الطيبة بالنجاح والتوفيق، وخلال مدة سفر مجدى كان يبعث لها الرسائل ليطمئنها على أحواله ومدى تقدمه فى العمل وكانت هى سعيدة بذلك فقد كانت تنتظر ذلك اليوم الذى يجمعهما فيه بيت واحد

 إلى أن بعث لها آخر رسالة يتخلى فيها عن وعده لها ويُحل نفسه من خطبتها

أصابت هدى صدمة عصفت بكيانها وخضعت العلاج لمدة تزيد عن ثلاثة أشهر إلى أن منّ  الله عليها بالشفاء وتجاوزت المحنة بسلام وشغلت وقتها بالعمل فى المدرسة

حتى التقت بحسام شقيق إحدى صديقاتها والذى يدرس الدكتوراة بالخارج، وكان يعرفها منذ أن كانت طفلة تذهب مع شقيقته إلى المدرسة، وطلب حسام منها الزواج

عاشت هدى مع زوجها فى سعادة بالغة ، ودمعت عيناها حين تذكرت ذلك اليوم الذى جاءها فيه نبأ وفاة زوجها فى حادث سيارة تاركًا لها بنتين فى المرحلة الابتدائية 

افاقت هدى من شرودها على صوت ابنتها تدعوها لتناول الطعام فقامت وجلست مع بناتها تحدثهن عن يومها وما حدث فيه.

لاحظت هدى تكرار زيارة مجدى  للمدرسة وفى إحدى المرات أخذ يقص عليها ما واجهه فى حياته من صعوبات وأنه اضطر لفسخ الخطبة حتى لا ……..

قاطعته هدى قائلة:

لا داع للحديث فى الماضي

قاطعها مجدى هذه المرة 

وأخبرها أنه شعر بالتعاسة مع زوجته التى لا تفهمه 

وفى نهاية حديثة عرض عليها الزواج فهى الآن بحاجة إلى من يساندها بعد وفاة زوجها

تعجبت هدى من جرأته فى الطلب فهى لم تعد تلك الفتاة الساذجة

ردت هدى بشكل قاطع:

أستاذ محسن؛

تقدمت بطلب لالحاق ابنك بالمدرسة وهذا طلب مقبول

أما الطلب الثانى فهو مرفوض 

واكدت انها لايمكن ان تخون زكريات زوجها ولا أن تخون زوجته هى الأخرى

فهى تملك قلبًا لا يخون

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 64 مشاهدة
نشرت فى 19 أغسطس 2023 بواسطة NouraSadek

عدد زيارات الموقع

3,247