خزف الواحات يواجه حاليا المجهول حتي في أبسط أشكال الاحترام للمنتج وتسويقه رغم ان الطلاينة يعشقونه ويروجونه الا ان المصريون نسوه.
في الوقت الذي عرفه العالم بخامته الفريدة وأشكاله المتعددة وقيمته الاقتصادية فنجد المكان الوحيد بمنطقة الخارجة لصناعة الخزف والفخار لا يوضع في أية برامج سياحية لدخول السياح هذا المكان, والتعرف علي الخام والمنتج لاكتساب الدعاية التي تخدمه في الأسواق الخارجية رغم نداءات كثيرة من بعض المعنيين والفنانين التشكيليين لمسئولي السياحة لوضع وحدة خزف الخارجة في برامج الوفود السياحية.
هذا المنتج الذي نجحت جهات اكاديمية كثيرة من كلية الفنون الجميلة وجامعة أسيوط ومراكز بحثية عدة منذ بداية الثمانينات للارتقاء به, ليكون وسيلة فعالة في استغلال الخامات البيئية للوادي الجديد.
وفي الحقيقة هذه الجهود خلال تلك الفترة ازاحت الرمال والغبار عن هذا الانتاج وحولته من فخار لصناعات تقليدية الي أشكال جديدة غير تقليدية, وأضافت مكونات أخري أضافت الكثير للمنتج في تسويقه, وكان لها دور آخر في جذب الكثير من سكان الوادي في انتاج الفخار والخزف مما أضاف طرق عمل كثيرة, وأصبح انتاج الخزف شيئا مهما في الوادي الجديد حتي كانت تعليمات محافظ الوادي الجديد السيد أحمد مختار بأن يوضع انتاج الخزف في كل البرامج الميدانية لضيوف المحافظة, وأن يقام معرض للخزف والفخار في مدخل ديوان عام المحافظة للترويج لهذا المنتج.
محمد أبوزيد فنان تشكيلي يقول إن وصول الأفواج السياحية لوحدة الخزف يساهم بشكل كبير في تسويق المنتج والتعريف به لان ذلك يؤثر في الشكل الاقتصادي, ويضيف انهم خاطبوا المعنيين عن السياحة بالمحافظة لوضع مصرف خزف الخارجة ضمن ابداع السياحة للمحافظة لكن دون جدوي, لأن اللافتات والارشادات الموضوعة لا تكفي للترويج للمنتج, خصوصا ان المنتج في الوقت الحالي دخل في أشكال زخرفية جديدة تخدمه في التسويق, وهو انتاج لا يقل عن الانتاج الصيني المنافس الرئيسي في السوق المحلية, لكن تنقصه الدعاية الكافية, ونحن بالفعل ساعدنا محافظ الوادي الجديد في وصول خبراء ايطاليين, وقدموا دورات تدريبية حول الخزف استفاد منها أكثر من40 فردا من خريجي الدبلومات بالوادي الجديد, منهم من يعمل الآن في صناعة الخزف, وأضاف أن الايطاليين يعشقون الخزف الواحاتي ويروجون له في عدد كبير من المعارض خصوصا في لقاءات المعهد الثقافي الايطالي بالقاهرة.
ويقول أحمد وهبة رئيس قسم الفنون التشكيلية بقطاع ثقافة الوادي إن خام الوادي الجديد جيد وممتاز ويعطي قطعا من الخزف قادرة علي منافسة الاسواق العالمية, ونحن في الوادي نقوم بتصميم أشكال خزف كثيرة وتلاقي اعجاب وترحيب الوفود الاجنبية لكن ذلك يحتاج الي تكاتف الجهود للاهتمام بهذا الانتاج الذي يوفر جدوي اقتصادية كبيرة.
محمد شوقي.. صانع دولاب بدأ كلامه بالحمد لله علي هذا العمل رغم اقتصادياته الضعيفة بالنسبة له, وقال انه يعشق هذا العمل ويتمني ان يفضل عليه ـ رغم انه حاصل علي الثانوي وبلا مكان ـ العمل في وظيفة مكتبية أخري لكنه يحب العمل علي الدولاب لصناعة قطع الفخار والخزف, ويطالب بالنظر لهذا المنتج كقوي اقتصادية كبيرة قادرة علي توفير فرص العمل والقدرة المالية, ويؤكد تقديم التسهيلات اللازمة للشباب لاقامة مشروعات لصناعة الخزف والفخار وفرص التسويق المناسبة حتي يمكنهم من الحياة المعيشية المناسبة.
من جانبه, أوضح محمد النجار مدير عام فرع ثقافة الوادي الجديد ان وزارة الثقافة بالتعاون مع محافظة الوادي الجديد لعبت شوطا كبيرا للارتقاء بصناعات الخزف والفخار حتي وصل هذا المنتج لهذا المستوي التسويقي والمرحلة المقبلة ستشهد أدوارا أخري للارتقاء بالمنتج كمورد انتاجي لمنطقة الوادي الجديد الغنية بالخامات البيئية الكثيرة.
ساحة النقاش