مصادر الضغوط لدى الطلاب :
أن حياة الأفراد بوجهٍ عام والطلاب بوجهٍ خاص مليئه بالمتغيرات والأحداث السلبيه التى تثير الضغوط لديهم ، فالطلاب فى هذه المرحله تعترضهم العديد من الصعوبات والمشكلات التى تكون من أهم مسببات الضغوط لديهم والتي تشكل عامل من أهم عوامل ضعف المستوى الدراسى عندهم ، وتنحصر مصادر الضغوط لدى الطلاب كما أشار إليها حمدي ياسين فى إهمال الطلاب وغيابهم ، وعدم تعاون الزملاء وضعف التمثيل ، والإمتحانات ، والأساس المستهلك ، والرسوب أو الفشل الدراسى ، والمذاكره والمناهج الممله ، بالإضافه إلى الحشو الزائد فى المقرارت الدراسيه بما لا يتناسب مع فكر وميول الطلاب .
بالإضافه إلى عدم وجود هوايات يمكن ممارستها فى وقت الفراغ ، والخوف الشديد من إقتراب موعد الإمتحانات ، والخلاف بين الإخوه فى المنزل ، بجانب إنعدام الحوار بين الأفراد ، ومطالبتهم الملحه بالمذاكره .
ويتفق "عبد الرحمن الطريرى"" مع ما ذهب إليه كل من "رضا أبو سريع و"رمضان محمد"" على أن المنافسه للحصول على درجات مرتفعه أو تقديرات عاليه لدى الطلاب ، بالإضافه إلى نظام الإمتحانات والواجبات المنزليه ، وإتجاهات المدرسين والآباء نحو مستوى التلميذ وآدائه الدراسى تعد من أبرز مسببات الضغوط لدى الطلاب .
ويعد العقاب البدنى والتحقير بالألفاظ السيئه من قبل المدرس ، وعدم مراعاة الفروق الفرديه بين التلاميذ من أهم مصادر الضغوط النفسية لديهم ، وقد أظهرت نتائج دراسة "على محمود شعيب1990" والتي إهتمت بالتعرف على أهم مصادر الضغوط لدى الطلاب ، وإنتهت الدراسة إلى أن أكثر مصادر الضغط النفسى التى تعبث على القلق الشديد ، الخوف من المستقبل ، والخوف من عدم وجود عمل مناسب بعد التخرج ، وكثرة الواجبات المدرسيه ، وصعوبة المحافظه على المستوى الدراسى وصعوبه وشكوى مستمره من الإمتحانات .
وإتفقت نتائج دراسة كاندلر"Chandler, " إلى ما ذهب إليه حمدي ياسين 1992" أن الفشل الأكاديمى ، والعقاب المستمر الذي يؤدى إلى إيذاء الطفل جسدياً ، بجانب بداية دخول المدرسه وعدم تقبل الطفل من زملائه ، والحرمان المؤقت من المدرسه أو من نشاط آخر يفضله التلميذ ، وحصوله على درجات منخفضه من أهم مصادر الضغوط لديهم.
وخلصت نتائج دراسة "تشارلز وزملائه "Charles," التى إهتمت بالتعرف على أهم العوامل التى تشكل الضغط الأكاديمى لدى الطلاب ، إلى أن الخوف من الفشل ، الأصدقاء ، الوالدين ، والمدرسه ، من أهم مصادر الضغوط ، بالإضافه إلى أهمية العوامل والمتغيرات الشخصيه والإجتماعيه فى إثارة وتنشيط الضغط الأكاديمى.
كذلك تعد المناهج غير المرنه التى تدرس لجميع التلاميذ بنفس الطريقه دون مراعاة الفروق بينهم ودون النظر إلى ميولهم وإستعدادتهم ، كما أن طموحات الوالدين المتعلقه بمستقبل الأبناء قد تتخطى قدرات الأبناء وإمكانياتهم ، تلعب دوراً مهماً فى إستثارة الضغوط لدى الأبناء .
وقد حددت إليزابيثElizabeth,Cohen," " ثلاثة عوامل تشكل مصادر رئيسيه للضغوط لدى الطلاب والمراهقين تمثلت فى الآتى:-
1- الأحداث السلبيه . 2- التغيرات الحياتيه .
3- سوء التوافق .
وفى دراسه قامت بها سونيا شارب وديفيد سيمسون"Sonia Sharp&David Thampson,1992 " بهدف التعرف على الإختلاف بين إدراك كل من المدرس والتلميذ لمصادر الضغوط ، وذلك لعينه مكونه من (320) تلميذ بالصف الثامن ، و(27) من تلاميذ الصف العاشر، وقد طبق عليهم مقياس للضغوط التى تعرضوا لها وكشفت النتائج أن أهم الضغوط التى يتعرض لها التلاميذ هو موت أو مرض عضو من أعضاء الأسره ، مرض الشخص أو إصابته ، وضعف العلاقة بالمدرسين والمشاحنات داخل الأسره ، والإضطرار لحضور دروس أو حصص لا يفضلها ، والمشاحنات مع الأصدقاء ، والإمتحانات ، وتوبيخ المدرس ، والوقوع فى مشاكل بالمدرسه ، وصعوبه الدراسة .
وتوصلت دراسة هوتشن "Houchen,1995" إلى أن هناك أربعة عوامل أساسيه مسببه للضغط بين الطلاب وهى عوامل طلب الوقت والإداره ، وعامل طلب الدور، وضغط الصراع ، والتوقع ، وكذلك المكافاه ، إلى جانب التفكير المستمر فى المستقبل وخاصة إختيار مهنة المستقبل ، إختيار الأشخاص الحميمين ، كما أن الفقر الشديد وضعف العلاقات الأسريه ومشكلات النمو ، وسوء إستخدام العقاقير والكحول بالإضافه الى التغيرات التى يواجهها الطلاب وخاصة المراهقين تعد من أهم العوامل المثيره للضغوط لدى الطلاب .
كذلك الأزمات الأسريه عندما تتطور إلى الأسوأ بسبب تراكم المشكلات بين الوالدين سواء بالوفاه أو الطلاق أو السجن أو الإنفصال قد ينعكس على الأبناء من الذكور والإناث معاً ويمثل ضغوطاً عليهم ، نظراً للحياه الأسريه المليئه بالأحداث الضاغطه التى تتمثل فى الحرمان والصدمات المفاجئه ، وأساليب التنشئه غير السويه والمشاحنات المستمره بين الوالدين من أهم المصادر المباشره لإستثارة الضغوط لدى الأبناء في سن مبكر من حياتهم وفى مقتبل مراحلهم التعليميه .
وهكذا فإن مصادر الضغوط متنوعه فى مجملها ، متعدده فى صورتها ، مطلقه فى طبيعتها ، محدده تبعاً لعلاقتها بمواقف وأحداث طارئه ، لذا كان من الممكن الوقايه أو الحد منها بإستخدام أساليب وطرق تكيفيه متاحه لدى الأفراد ، ومن ثم جاءت هذه الدراسة لتكون أحد الدراسات التى اهتمت بتنمية بعض الأساليب الفعاله لدى الطلاب لمواجهة الضغوط لديهم ، لما لها من أثر شديد على مستوى تحصيلهم الدراسى ، وخاصة التلاميذ والطلاب المتأخرين دراسياً .مع مقال أخر يتناول مهارات مواجهة الضغوط ...
ساحة النقاش