اذا عرفت الاسباب تمكننا من التغلب والتوافق مع المشكلات ومن هناا نطرح الاسباب المختلفة للقلق لكى نتمكن من الوقاية فالوقاية خير من العلاج كما ذكرنا وتتحد أهم اسباب القلق فى الآتى

أسباب القلق :

        يشير مصري عبد الحميد حنورة 2002 ، أن هناك أسباب عديدة لنشوء القلق معظمها يكمن في خبايا العقل بسبب خبرات الحياة المعقدة والضغوط المستمرة وعدم الكفاءة في التصدي لمشكلات الواقع .

 

       بالإضافة إلى ذلك يشير حامد زهران 1997 ، أن هناك أسباب متعددة للقلق أهمها :

1-    الاستعداد الوراثي في بعض الحالات وقد تختلط العوامل الوراثية بالعوامل البيئية بمعنى اندماج العوامل الوراثية مع البيئة .

2-   الاستعداد النفسي (الضعف النفسي العام) ، والشعور بالتهديد الداخلي أو الخارجي الذي تفرضه بعض الظروف البيئية بالنسبة لمكانة الفرد وأهدافه ، والتوتر النفسي الشديد ، والأزمات أو المتاعب أو الخسائر المفاجئة والصدمات النفسية ، والشعور بالذنب والخوف من العقاب وتوقعه ، والمخاوف الشديدة في الطفولة المبكرة ، والخوف من الفشل ، والشعور بالعجز والنقص ، وتعود الكبت بدلاً من التقدير الواعي لظروف الحياة وأحياناً قد يؤدي فشل الكبت إلى القلق وذلك بسبب طبيعة التهديد الخارجي الذي يواجه الفرد أو لطبيعة الضغوط الداخلية التي تسببها الرغبات الملحة ، ومن الأسباب النفسية كذلك الصراع بين الدوافع والاتجاهات ، والفشل اقتصادياً أو زواجيـاً ، ومهنياً وغيرهــا والحلول الخاطئة وكثرة المحرمات (1) (الثقافية) .

3-    مواقف الحياة الضاغطة ، والضغوط الحضارية والثقافية والبيئية ومطالب المدنية المتغيرة ومطامحها (نحن نعيش في عصر القلق) وعدم تقبل مد الحياة وجزرها ، والبيئة القلقة المشبعة بعوامل الخوف والهم ومواقف الضغط والوحدة والحرمان وعدم الأمان ، واضطراب الجو الأسري وتفكك الأسرة ، والوالدان العصابيان القلقان أو المنفصلان وعدوى القلق وخاصة من الوالدين .

4-    مشكـلات الطفولة والمراهقــة والشيخوخة ، ومشكلات الحاضر التي تنشط ذكريات الصراعات في الماضي ، والطرق الخاطئة في تنشئة الأطفال مثل القسوة والتسلط والحماية الزائدة والحرمان وغيرها واضطرابات العلاقات الشخصية مع الآخرين .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Taboos .

5-    التعرض للحوادث والخبرات الحادة (اقتصادياً أو عاطفياً أو تربوياً) والخبرات الجنسية الصادمة خاصة في الطفولة والمراهقة ، والإرهاق الجسمي والتعب والمرض ، وظروف الحرب .

6-          الطرق الخاطئة لتجنب الحمل والحيطة الطويلة خاصة الجماع الناقص .

7-          عدم التطابق بين الذات الواقعية والذات المثالية وعدم تحقيق الذات .

8-          وجود مشاعر الإثم والخجل لدى الفرد .

9-          مواقف الإحباط والصراعات الشديدة .

10-     الأخطار الموجودة في الحياة الواقعية .

11-     توقع العقاب نتيجة التعبير عن رغبات ممنوعة جنسية أو عدوانية أو أي دوافع أخرى

12-  ويشير السلوكيون أن القلق استجابة مكتسبة قد تنتج عن القلق العادي تحت ظروف أو مواقف معينة ، ثم تعميم الاستجابة بعد ذلك .

13-  ويربط سيجموند فرويد " Freud " بين القلق وبين إعاقة (الليبيدو) من الإشباع الجنسي الطبيعي ووجود عقدة أوديب أو عقدة إليكترا وعقدة الخصاء (غير المحلولة) وأرجع ألفريد أدلر القلق إلى عقدة النقص ومشاعر النقص عند الفرد سـواء مشاعر النقص الجسمي أو المعنوي أو الاجتماعي وإلى تهديد أسلوب حياته .

 

وعزا أوتورانك " Rank " القلق إلى صدمـة الميلاد ، فهي تؤدي إلى باكورة القلق (1) أو القلق الأولى (2) ، كما أرجعت كارين هورني " Horney " القلق إلى ثلاثة عناصر هي :

·        الشعور بالعجز .

·        الشعور بالعزلة .

·        الشعور بالعداوة .

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Prototype of Anxiety .

(2) Primary Anxiety .

14-  العوامل البيولوجية والوراثية ، حيث أشارت الأبحاث إلى وجود محددات جسمية(1) للاضطرابات ، كما أن هناك مؤشرات لدى المرضى بالقلق أن هناك محدد وراثي عن طريق الجينات .

15-     الفشل في العلاقات الإنسانية .

        أما كارين هورني " K. Horney " يشير إلى أن القلق يتولد من المؤثرات والظروف البيئية الاجتماعية خلال تنشئة الطفل ونموه .

 

        بينما يرجع " روجرز " القلق إلى صراع الفرد في تحقيق الذات حيث يشير إلى أن حاجة الفرد في حفاظه على الذات الظاهرية وتأكيدها ، فعندما يفشل في ذلك بسبب سوء التوافق الذي يحدث للفرد نتيجة للخبرات الحسية والحشوية ، فالفرد يدرك من خلال الاحساسات الداخلية له شيئاً في الوقت الذي تنشأ من خلاله فكرته عن نفسه شيئاً آخر ، ويتباعد باستمرار فكرة الفرد عن نفسه عندما يفشل في تحقيق ذاته ويزداد توتر ، من هنا ينشأ القلق ويؤكــد روجرز على أنه مظهر من مظاهر الذات .

 

        أما ايريك فيروم " Erick Fromm " يفسر منبع القلق عند الإنسان بأن الطفل يقضي فترة طويلة من الزمن معتمداً على الكبار وخاصة والديه ، وهذا الاعتماد يقيده بقيود يلتزم بها حتى لا يفقد حنانهما ، ثم يأخذ الطفل بعد ذلك في النمو ويشعر بذاته كوحدة مستقلة من الأم ، ومع مرور الوقت يزداد نموه ، ومن ثم تزداد رغبته في التحرر والاعتماد على نفسه ، ويشير فروم إلى هذه العملية بالتفرد (2) الذي يكون سبباً في توليد شعوراً بالعجز والقلق يكون نتيجة ما يود إنجازه الفرد من أعمال وعدم اكتمال قدرته لإنجاز هذه الأعمال . (

 

        ويرى الفيلسوف  كيركجارد " Kiereggard " أن منبع القلق عند الإنسان يكمن في قدرته على الاختيار ، فالإنسان يملك حرية التصرف ، ويواجه عدداً لا يحصى من الاختيارات ، وهذا هو منبع قلقه ، كما أن حرية الإنسان وقدرته على الاختيار تعني قدرته على الخلق والإبداع والتجديد ، وكلمـا زادت إمكانيات المرء  في هذا المجال زاد قلقه ، لأن

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) Physical .                (2) Individuation .

النمو والابتكار والارتقاء يتطلب توسيع مجالات الاختيار ، وهذا يستدعي نوعاً من التحدي والمغامرة ، وكل ذلك يسـاعد على تفسير القلق .

        وتشير أسماء وسام 2004 ، أنه من ضمن مسببات القلق أن يتبنى المرء معتقدات متناقضة ، أو مخالفة لسلوكه الظاهري ، فالمرء لا يرغب في مواجهة جميع الناس بمساوئه التي يمكن إخفاؤها ، مثل الأفكار العدوانية والنزعات الجنسية الأخرى والدوافع الأخرى المكروهة ، لأن ظهور العيوب والتصرفات اللاأخلاقية يفقد الاحترام ، فهو يفضل أن يكبت ما من شأنه أن يزعجه ويقلقه ، والكبت مصدر للقلق ، كما أن الاختلاف بين ظاهر الإنسان وباطنه يكون أيضاً مصدر للقلق ، وتنبت جذور القلق في المراحل الأولى من حياة الفرد نتيجة الحرمان من العطف والحب ، فالطفل الذي لا يشعر بالحب تنمو في أعماقه بذور الكراهية بل ويشعر بالعداء نحو الآخرين ويتوقع الضرر والأذى من كل إنسان ، ولما كان الطفل ضعيفاً ويعتمد على والديه في جميع حاجاته فهو لا يستطيع إظهار كرهه وشعوره العدائي ، ولذلك فهو يختزن الكراهية الأمر الذي يؤدي به إلى القلق .

        أما مالمو " Malmo, 1975 " ، فيشير إلى أن القلق يرجع إلى فكرة التنبيه الزائد أو الإثارة الزائدة " Overarousal " وهذا الافتراض الذي يقوم على أساسه تفسير القلق فسيولوجياً .

ويشير ناجى داود إسحاق إلى بعض الأسباب بالإضافة إلى الأسباب السابقة :

1-          ضعف الوازع الديني يعد من أهم المسببات لإثارة القلق لدى الأفراد .

2-          فقدان الثقة بالنفس والآخرين .

3-          التذبذب المفاجئ في مستوى الفرد وسلوكياته .

4-          الخوف الغامض من المستقبل والمجهول .

5-          تورط الفرد في بعض العمليات المشبوهة .

6-          إحساس الشخص بأنه أصبح موضع شك من قبل الآخرين .

7-          عدم الصدق مع الآخرين يعمل على استثارة القلق خوفاً من اكتشاف الحقيقة .

8-          أخطاء وزلات اللسان في بعض المواقف تعمل على تناقض الآراء .

9-          الخوف من الفشل أو الهزيمة .

10-     التسرع في إصدار قرارات والتزامات يعجز الفرد عن الالتزام بتنفيذها .

11-     الحساسية المفرطة تعد سبباً أساسياً من أسباب القلق .

12-     شعور الفرد بالعجز في بعض المواقف .

13-     قلة الإمكانيات والشعور بالفقر الشديد .

 

تعقيب لللباحث ناجى داود إسحاق:

        تعددت أسباب القلق وتنوعت ، ويشير الباحث إلى أننا يمكن أن نتصور شعورنا بالقلق من خلال عوامل عدة تتمثل في الآتي :

-                الضغوط المستمرة وخبرات الحياة المعقدة وفقدان الثقة بالآخرين .

-      الفشل في العلاقات الإنسانية بالإضافة إلى دور كل من العوامل البيولوجية والوراثية والنفسية والبيئية في استثارة القلق .

-      تلعب الأخطاء والأفعال المحرمة التي يرتكبها الفرد ويخفي هذه الأخطاء عن الناس وينكر ارتكابه لها ولا يكشف عن حقيقة أمره للآخرين دوراً هاماً في استثارة القلق لدى الكثير من الأفراد .

-                خبرات الطفولة المعقدة .

-                المواقف المحبطة المتكررة تولد القلق المستمر لدى الأفراد .

-      صراع الفرد في تحقيق الذات وتأكيدها يؤدي أحياناً إلى فشل الفرد في حفاظه على الذات الظاهرية وتأكيدها مما يولد لديه التوتر الشديد والقلق .

-      الحرمان من العطف والحب في مرحلة الطفولة بالإضافة إلى تبني المرء معتقدات متناقضة مخالفة مع الدين والقيم والعادات والتقاليد الإيجابية ، تعد من أهم أسباب القلق كما يشير الباحث لأن ضعف الوازع الديني لدى الأفراد هو ليس السبب الرئيسي في استثارة القلق فحسب بل أنه يعد من الأسباب الرئيسية والأساسية الأولية في اضطرابات العصاب بوجه خاص والاضطرابات النفسية بوجه عام .

 

ومن خلال عرضنا للأسباب المختلفة للقلق نرى وجود اتجاهات عديدة يرجع أصحابها القلق إلى أسباب قد يكتسبها البعض في مرحلة الطفولة ، والآخر يرجع القلق إلى انحراف الذات والخروج عن القيم والعادات والتقاليد الإيجابية يؤدي إلى استثارة القلق ، بينما يؤكد الكثير بل جميع العلماء والباحثين على دور الوازع الديني في خفض القلق واستثارته ، فعندما يضعف الوازع الديني يزداد القلق ، وعندما يقوى الجانب الديني لدى الفرد ينخفض القلق وأكد البعض على دور كل من العوامل البيولوجية والوراثية والاجتماعية والنفسية والبيئية التي تسبب الضغوط النفسية ومن ثم الاستثارة الشديدة للقلق ، وبذلك نرى اتجاهات عديدة تحاول تفسير أسباب القلق في ضوء ما يعتنقه الفرد من أطر ثقافية وبيئية مما يؤدي إلى اختلاف وجهات نظر الباحثين والعلماء في تحديد الأسباب بصورة واضحة وثابتة .

 

المصدر: جزء من دراسة للباحث ناجى داود اسحاق السيد
Nagydaoud

مع اطيب امنياتى بحياة سعيدة بناءة من اجل نهضة مصر

  • Currently 66/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 1026 مشاهدة
نشرت فى 17 مايو 2011 بواسطة Nagydaoud

ساحة النقاش

دكتورناجى داود إسحاق السيد

Nagydaoud
هدف الموقع نشر ثقافة الارشاد النفسى والتربوى لدى الجميع من خلال تنمية مهارات سيكولوجيا التعامل مع الاخرين ، للوصول إلى جودة نوعية فى الحياة مما ينعكس على جودة العملية التعليمية مما يساهم فى تحقيق الجودة الشاملة فى شتى المجالات للارتقاء بوطننا الحبيب ، للتواصل والاستفسارات موبايل 01276238769 // 01281600291 /nnng75@hotmailcom »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

868,786