حدائق الاسطح
ما هى حديقة الأسطح ؟ حدائق الأسطح هى نوع يندرج تحت أنواع حدائق المبانى، وتوصف بأنها تلك المساحة الخضراء التى يتم زراعتها فوق أسطح المنازل أو الفنادق أو أى سطح يعلو مبنى وهذا غير المألوف لأن الحديقة مقترنة وجودها بالأرض التى تحيط بمبنى على الأرض وفى موقع سفلى وليس علوى مثل الأسطح.
وتتم زراعة الخضراوات أو الفاكهة أو الأعشاب فى صناديق خشبية أو أنابيب بلاستيكية فوق أسطح المنازل. ويطلق على هذا النوع من الحدائق أيضاً "الزراعة بدون تربة".
ولابد أن نفرق بين حدائق الأسطح (Roof gardens) وبين زراعة الأسطح، فالأولى بغرض التجميل والارتقاء بالحس الجمالى لعدم توافر مساحات أرضية كافية أمام المبانى على سبيل المثال لزراعتها وعمل حديقة، وتكون زراعة الخضراوات والعناصر الغذائية التى يحتاجها الإنسان فى نظامه الغذائى اليومى جزء ثانوى فى هذه الحديقة وليس الأساس، وهنا تتم الزراعة بالطرق التقليدية العادية. أما زراعة الأسطح أو الزراعة بدون تربة يكون الأساس فيها تحقيق الاكتفاء الذاتى فى الأطعمة من الخضراوات والفاكهة والأعشاب أو بغرض التجارة والبيع كوسيلة لاكتساب الرزق.
وهذا النوع من الزراعة متواجد منذ قديم الأزل، وخير مثال "حدائق بابل المعلقة" .. كما أنها كانت موجودة عند القدماء المصريين. وقد وُجد مع هذا النوع من الزراعة أنه ليس هناك ضرورة للتربة إلا فقط من أجل تثبيت الجذور وليس لنمو النبات. وتحمل زراعة الأسطح فى طياتها الكثير من المشكلات، مثل: عدم توافر الموارد المائية، التقلبات المناخية أو عدم خصوبة التربة.
يمكن الاستعاضة بهذه الحدائق فى ظل غياب المساحات الكبيرة من الأراضى التى تقام عليها الإنشاءات البنائية، من أجل الاستمتاع بجمال النباتات والزروع التى تبعث على الهدوء، بالإضافة إلى أنها تعطى فرصة الاسترخاء لأى شخص عند النظر إلى اللون الأخضر.
المزيد عن وسائل الاسترخاء المتنوعة ..
وإلى جانب عنصرى الاستمتاع والاسترخاء الذى من الممكن أن تقدمه حدائق الأسطح لأى شخص .. فلها ميزة علمية وخاصة لقاطنى الأدوار الأخيرة حيث تحميهم من التأثر بالعوامل الجوية من برودة أثناء فصل الشتاء أو من سخونة أثناء فصل الصيف. تعوضنا حدائق الأسطح عن ظاهرة "التلوث البصرى" (المزيد عن أنواع التلوث وماهيته)، غياب المظهر الجمالى للأبنية التى يعيش بداخلها الإنسان، وجود المظهر الجمالى بلا شك يساعد على تحقيق جودة الحياة بشكل غير مباشر وإعادة توازن البيئة بمواردها وما أحدثه الإنسان فيها لنشاطاته التى تعدت الخطوط والحدود الطبيعية المسموح بها.
لكن يا تٌرى ما هى المواصفات التى توضع فى الاعتبار من أجل زراعة حديقة على سطح المبنى الذى تقطنه وأن تكون ملائمة بالمثل لأن هذا ليس بالأمر الهين!
1- توفير الخصوصية فى حديقة السطح:
الحديقة مكان لجلوس الإنسان فيه، وقد يحيط بها أسطح أبنية أخرى مما لا يوفر الخصوصية للجماعة أو للفرد أثناء فترات التواجد فيها، لذا لابد أن يكون هناك سور مرتفع أو ساتر من النباتات المتسلقة.
2- أمان حديقة السطح:
لابد من ضمان أمانها لكافة الأفراد التى تتردد عليها وخاصة الأطفال، نظراً لارتفاع الأسطح الكبير والبعيد عن الأرض مما يعرضهم للخطر. فتوفير الحماية لكل فرد يلجأ إليها ضرورة لا مفر منها وذلك عن طريق الأسوار العالية المبنية.
3- حماية النباتات من العوامل الجوية:
أ- الرياح، فالأسطح مكان مكشوف ومستقبل لمختلف العوامل الجوية وخاصة هبوب الرياح .. فوجود مصد للرياح فى اتجاهها هام للغاية بحيث يكون هذا المصد فى شكل سور خشبى، سلك معدنى أو نباتات.
ب- أشعة الشمس وارتفاع درجات الحرارة، تتعارض مع احتياج النباتات من الظل، وهنا يتم اللجوء إلى المظلات الصناعية (لكن النباتات لا تُجدى فى هذه الحالة).
4- احتياجات الرى:
تزرع معظم النباتات فوق الأسطح فى أحواض أو أصيص، ويكون احتياجها للمياه أكثر من احتياج النباتات المزروعة فى تربة أرضية.
5- ثقل التربة على الأسطح:
لابد من الوضع فى الاعتبار قوة تحمل السطح لتربة النباتات المزروعة فيها، وهل سيتحمل الثقل من عدمه؟
6- تسرب مياه الرى للسطح :
الماء الذى يستخدم فى سقاية النبات، يتم امتصاص جزء منه والمتبقى عن حاجة النبات يبقى وقد يتسرب إلى الأرضية التى تمثل سطح الدور الأخير فى المبنى .. الأمر الذى يضر بهذا السقف ويحتاج إلى تجديد وصيانة على نحو مستمر.
7- البحث عن نبات بلا صيانة:
اللجوء إلى زراعة النباتات التى لا تحتاج إلى متابعة وصيانة مستمرة، مما يضيف إلى أعباء أصحاب هذه الحدائق، مع الانتباه أيضاً إلى عدم الإهمال الشديد لها.
- أسباب اللجوء إلى زراعة أسطح المبانى:
- أولها، لتعليم الزراعة للشخص الذى يعشق الزرع واللون الأخضر.
- ثانيها، إضفاء جمال على المكان وجعله أكثر نقاءاً.
- ثالثها، الابتعاد عن مصدر التلوث الأساسى فى المبانى ألا وهو الأسطح التى تكون مكاناً لإلقاء المهملات ومخلفات الأثاث.
- رابعها، أنها فرصة عمل يسهل العثور عليها وتناسب جميع الأعمار.
- خامسها، تقليل نسبة التلوث عامة لقلة الغطاء النباتى فى المدن.
- سادسها، وسيلة من وسائل الدخل الثابت.
- سابعها، أن درجة الحرارة تنخفض (7) درجات مئوية فوق الأسطح المزروعة.
- ثامنها، تنقية الهواء من التلوث وخاصة بتقليل نسبة ثانى اكسيد الكربون، لاستهلاكه فى عملية البناء الضوئى التى تقوم به النباتات الخضراء.
- تاسعها، إنتاج غذائى ذاتى صحى وطازج على أساس يومى.
أصبحت زراعة الأسطح من المشاريع الضخمة التى تطبق فى العديد من الدول، وخاصة عند تبنى "منظمة الأغذية والزراعة/الفاو" التابعة لمنظمة الأمم المتحدة لهذه الفكرة والتى تم تطبيقها بالفعل فى بعض البلدان النامية مثل السنغال وكولومبيا.
حيث يتم استخدام بيئة زراعية بديلة للتربة العادية "بيئة البيتموس" وهى نوع من الطحالب المستخدمة فى الدول الباردة أو استخدام "البرليت" وهى صخور ناتجة عن انفجارات بركانية توضع فى درجة حرارة عالية تصل إلى ألف درجة مئوية حيث تتحول خلالها إلى حبيبات صغيرة تصلح للزراعة، وأكبر الدول المنتجة لهذه الصخور هى اليونان والأدرن.
- توجد طريقتان لزراعة الأسطح:
1- الطريقة البسيطة:
للاستهلاك الشخصى، ويستخدم فيها طاولات خشبية بها تربة من "البتموس" أو "البرليت" وتتم ريها يدوياً، على أن تصرف المياه الزائدة عن حاجة النبات فى أوانى بلاستيكة تفرغ يدوياً أيضاً.
2- الطريقة المكثفة:
للأغراض التجارية، وتتم هنا الزراعة على الجدران أو ما تسمى بـ"حدائق الجدران". وتكون المزروعات على جدران الحدائق إما بواسطة المواسير البلاستيكية المعلقة المثقبة لكى يتم الزراعة فى هذه الفتحات، وتعلق على الحائط بواسطة قطح حديدية أو بواسطة الأكياس المغلقة. ونظم الرى والصرف المستخدمة تتم بشكل أوتوماتيكى.
- خطوات زراعة الأسطح:
1- لابد وأن يكون السطح معرضاً للشمس فى اليوم ما بين 4-5 ساعات.
2- البدء بالطريقة البسيطة فى الزراعة، لكى توافر القدرة التى تمكن الشخص من زراعة الكميات والأنواع المتعددة.
3- الطاولات الخشبية المستخدمة فى الزراعة تكون مساحتها 1 م × 1 م، ولها أرجل تصل ارتفاعها 50 سم ولها جوانب ارتفاعها 10 سم.
4- يتم تغليف الطاولات الخشبية من الداخل بالبلاستيك السميك، على أن يثقب هذا البلاستيك ليتم تصريف الماء الزائد عن حاجة النبات.
5- التربة المستخدمة هى خليط من "البيتموس" و"البرليت" بنسبة 50% إلى 50%.
6- بعد وضع التربة فى الطاولات الخشبية تروى بالماء ثم توضع البذور والشتلات.
7- أما عن طريقة الرى، فتتم كالتالى:
أ- الخضروات مرتان فى اليوم (تزيد عدد المرات فى الأيام الشديدة الحرارة).
ب- الفاكهة مرة على الأقل فى اليوم (تزيد عدد المرات فى الأيام شديدة الحرارة).
ج- عدم سقاية النبات أثناء الحرارة الشديدة، ويكون ذلك إما مبكراً فى الصباح أو فى آخر النهار.
8- الماء الزائد عن حاجة الرى (مياه الصرف) يتم تجميعها فى إناء يوضع تحت الثقوب التى توجد فى الطاولات الخشبية لتصريف الماء، ويعاد به رى النبات فى اليوم التالى مع إضافة العناصر الغذائية لمياه الرى يوماً بعد يوم.
9- بالنسبة للمواد غير الكيميائية التى تستخدم لمكافحة الآفات:
أ- الرش بالكبريت الميكرونى أو لبفيرتميك كل ثلاثة أسابيع صيفاً وكل أسبوعين شتاءاً.
ب- محلول الثوم، فرى حوالى 6 جرام من الثوم وإضافته للتر من الماء ثم يرش به النبات بعد ذلك .. المزيد عن الثوم
ج- محلول الخميرة، وذلك بإضافة ملعقة خميرة + ملعقتى سكر على لتر من الماء، تترك يوم واحد فى الثلاجة ويرش بها النبات مرة كل أسبوعين.
- تكلفة المشروع: ليست ثابتة، لكنها غير مكلفة فى نفس الوقت.
وهناك عدة نماذج لحدائق السطح تم تنفيذها غاية في البساطة وقلة التكلفة وأهمها :
1.
المواسير البلاستيكية 5 بوصة حتى 10 بوصة يتم شطرها طولياً نصفين وتقطع بأطوال حوالي 3 متر ( أي نصفين ) (ملحوظة طول الماسورة 6 متر) ويثقب القاع ثقوب صغيرة على مسافات 25-30 سم بمثقاب ( شنيور) لإخراج الماء الزائد عند الري إن وجد ثم يتم غلق جانبي الماسورة بطبات بلاستيكية متواجدة لهذا الغرض ويملأ الفراغ داخل المواسير طولياً بخليط البيتموس ونشارة الخشب والكمبوست 2:3:1 بعد التقليب الجيد تماماً وتحمل هذه المواسير على حوامل مثلثة قمتها من أعلى بإرتفاع حوالي 2 متر في ثلاث إرتفاعات متعاقبة الأول على إرتفاع 60 سم والثاني 120سم والثالث 180سم ويتم تحميل المواسير على الحوامل بأنصاف دوائر حديدية ملحومة على الحوامل تسمح بثبات المواسير داخلها دون إهنزاز ويكون بين كل حامل والآخر 1.5 متر أي ثلاثة حوامل لكل مجموعة مواسير (6 مواسير بطول 3 متر) وأحياناً تضاف ماسورة سابعة في القمة لزيادة الإستغلال للمساحة وقد توضع مواسير الزراعة دون قطع طولي وتثقب بها فتحات للزراعة على المسافات المطلوبة. ثم تشد خراطيم الري مقاس 16مم على سطح بيئة الزراعة وتثقب ويوضع بالثقوب نقاط 2 لتر/ ساعة على مسافات25 سم بين النقاط والآخر تتصل جميعاً بمصدر الري ( حنفية ) يتبعها سماده صغيرة يمكن تنفيذها من جركن سعة 20 لتر يذاب السماد خارجه ويصفى ثم يضاف إلى ماء الري عند الحاجة ليدفع في خراطيم الري المغذية للمزروعات وللتخلص من ماء الصرف أن وجد من الثقوب في قاع المواسير المزروعة يتم تثبيت نصف ماسورة مقسومة طولياً أيضاً تثبت بماسورة الزراعة بأسلاك مجلفنة 12 أو 14 في صورة أحزمة علي مسافات 1 متر بين الحزام والذي يليه تجمع جميعها في النهايات في خرطوم للصرف في مواسير المجاري ولكي يتم الصرف بسهولة يكون هناك ميل خفيف في مواسير الزراعة وبالتالي مواسير الصرف لدفع المياه في إتجاه خراطيم الصرف لتجمع في النهاية متجهة لماسورة صرف المبني.
2.
تعمل مجموعة من القوائم الحديدية ( مواسير نصف بوصة وتجمع في مجاميع تلحم مع بعضها من أعلى ومن أسفل على مسافات حوالي 75 سم بين كل سورة وما حولها ثم تثبت على هذه القوائم حوامل من صاج لا يصدأ ذات حواف بإرتفاع حوالي 2 سم تثبت مائلة تجاه القائم وفي نهاية الميل في القاع ثقب مركب عليه وصلة ماسورة 1/2 بوصة لتجميع ماء الصرف من كافة حوامل القائم الواحد في خراطيم وتجميعها في خرطوم أوسع حتي الصرف في ماسورة صرف المبنى وهذه الحوامل هي التي يوضع عليها أكياس الزراعة وهي أكياس بولي إيثلين سمراء مخصصة للزراعة تختلف مقاساتها حسب إحتياج النبات المزروع.
3.
قد ترص مجموعة من الأكياس على فرشة من بلاستيك سميك ينحدر في إتجاه معين نحو مجرى صرف الماء الزائد عن حاجة الري ومنه لماسورة صرف المبنى.
4.
في جميع الأحوال لكافة الأنظمة يمكن التغطية شتاءاً داخل صوبة بلاستيكية لإمكان الإنتاج في الأشهر الباردة مثلها مثل أية صوبة إنتاج عادية.
5.
من الزراعات التي نجحت بالنظام رقم 1 الفراولة و الخس و الخضر الورقية ومن الزراعات التي نجحت مع النظامين 2، 3 الفاصوليا و البسلة و قد تنجح بعض أصناف الطماطم محدودة النمو ولكنها لم تجرب بعد على نطاق يحكم على نجاحها.
6.
يفضل الإعتماد في التسميد على الأسمدة المركبة الجاهزة التي تحوي العناصر الكبرى والصغرى وهي تباع في محلات بيع البذور والمبيدات وبعض محال الزهور في صورة عبوات 1/2 ،1 كليو تذاب في ماء الري وتدفع عن طريق السماد بتركيز 1 جرام لكل لتر ماء ري وتزداد معدلات التسميد صيفاً عنه شتاءاً وتزداد أيضاً حسب المحصول المنتظر وتختار تراكيب سمادية مرتفعة الآزوت في أول عمر النبات والخضر الورقية ثم تراكيب سمادية مرتفعة البوتاسيوم مع الأزهار والثمار في الفراولة مثلا وباقي الخضر الثمر وبصفة عامة يمكن إستشارة متخصص في حالة الإنتاج الكبير سواء للإستهلاك أو للبيع ومن أجود نوعيات الفراولة هي التي تنتج من الحوامل لأنها لا تلامس التربة بل تدلي الثمار علي جانبي مواسير الزراعة وخالية تماماً من الأعفان في معظم الزراعات.
7.
هناك تركيبات متعددة لمخلوط تربة الزراعة فقد يستعاض عن نشارة الخشب بالفرموكليت أو مطحون قوالح الذرة ولا يفضل إضافة الرمل حتي لا تزاد الأحمال على الأسطح .
8.
أخيراً لنجاح وإنتشار هذا الأسلوب الحضاري لإستغلال الأسطح فلابد من توفير خامات الإنشاء لدى جهات مثل الجمعيات التي تهتم بالشباب ونماذج جاهزة لها مثل بطاريات الأرانب والدواجن التي تباع جاهزة وكذا إنتشار بيع الشتلات والبذور بأعداد وعبوات صغيرة تسمح بالتداول وليكن لدى محلات بيع الزهور والمراكز التجارية مع التركيز على المدن الجديدة والأحياء المحرومة من الحدائق.
ساحة النقاش