إن فترة الراحة التي يمنحها المربي لطيوره البادجي خلال فترة معينة في السنة والتي تكون عادة في الأشهر شديدة الحرارة في الصيف تحقق هدفا رئيسيا للطيور نعرفه جميعا وهو إعادة بناء الذكور والإناث لكل ما فقدته من مواد وعناصر أساسية تشترك في بناء جسم الطائر كالبروتينات والدهون والكربوهيدرات والأحماض الأمينية والفيتامينات والكالسيوم والمعادن الأخرى التي كانت الطيور قد إستهلكتها بالفعل طوال موسم التفريخ في فترات تكوين البيض ووضعه وتغذية الأفرخ خلال عدة دورات متلاحقة وكذلك لإزالة الإجهاد الجسمي والنفسي للطيور نتيجة تواصل الإنتاج لفترة طويلة نسبيا،كما أنها تحقق هدفا مهما وهو تجنب بعض المشكلات والأمراض والصعوبات التي تصاحب الإنتاج في هذه الفترات الغير مناسبة مناخيا .
..إلا أن فترة الراحة يمكن أن يكون لها أيضا فوائد أخري عديدة للمربي نفسه وتزيد من مهاراته وتنعكس في النهاية بالإيجاب على تربيته للبادجي ويمكن تلخيصها في النقاط التالية :
1 - منح المربي نفسه فترة راحة يمكنه فيها مراجعة وتقييم كل ما قام به مع طيوره طوال الموسم، هل حقق أهدافه من التربية ؟،هل كان إنتاج طيوره على المستوى المطلوب من حيث الكم والكيف؟،هل نجح في إنتاج الألوان التي كان يرغب فيها؟،ما هي الصعوبات التي واجهته خلال موسم الإنتاج ؟ ، وما هي الإيجابيات التي سوف يدعمها والسلبيات التي سيحرص على تجنبها في الموسم القادم ؟.. أي يقوم المربي بعمل تقييم شامل لما قام به مع طيور طوال موسم الإنتاج والتفريخ وبناء على هذا التقييم يبدأ موسم جديد ناجح.
ملاحظة : (عدم القيام بهذا التقييم يجعل المربي يكرر نفس الأخطاء مع الطيور في المواسم التالية ولا يستطيع تنمية هوايته(
2 - منح المربي فترة يعيد فيها تجديد وتعويض التالف في مستلزمات الإنتاج والتفريخ كالأقفاص والعشوش والسقايات والسلاكات وأدوات التنظيف وعلب الطعام..خاصة وأن طيور البادجي نظرا لنشاطها الملحوظ تستهلك هذه المستلزمات بسرعة كبيرة أو تعرضها للتلف.
3 - تعطى فترة الراحة فرصة للمربي لتنظيف مكان التربية بشكل مركز وتجميله وتزيينه بالنباتات وإضافة أي لمسات جمالية تزيد من روعة المكان وتسعد بها الطيور.فمن الملاحظ أن البادجي شديد التأثر بالمكان المحيط ويستجيب بشكل إيجابي للتغيرات المبهجة في البيئة المحيطة به.
4 - يمكن للمربي خلال هذه الفترة أن ينمي بعض مهاراته اليدوية فمثلا يستطيع إستغلال فترة الراحة ليقوم بدهان العشوش بألوان مميزة أو دهان الأقفاص والسلاكات،وكذلك يقوم بتصميم بعض المجاثم والأقفاص أو السلاكات بطريقة مبتكرة.وتربية البادجي تحديدا تشجع كثيرا على تنمية هذه المهارات لتنوع وتعدد أشكال أقفاصه وعشوشه وغيرها من مستلزمات إنتاجه.
5 - منح المربي فرصة لمراقبة سلوك الطيور في غير فترات الإنتاج ومحاولة فهم أعمق لسلوكياتها ونشاطها.خاصة وأن ببغاوات البادجي تبدي الكثير من السلوكيات في الحركة والطيران وإصدار النغمات والأصوات والتفاعل مع الطيور الأخرى خارج فترات التزاوج والتفريخ والتي ربما نغفل عنها أو لا نتابعها جيدا لإنشغالنا بتفريخ البادجي طوال الموسم.
6 - منح المربي فرصة ووقت أكبر للإضطلاع والقراءة ومتابعة كل ما هو جديد في تربية طيور البادجي وتفريخها وإنتاج الألوان النادرة.وكما نعلم أن إنتشار تربية طيور البادجي على مستوى العالم كله أدت إلى ظهور أفكارا جديدة كل يوم عن البادجي وتربيته على مستوى العالم كله وهي تحتاج لمتابعة جيدة للإستفادة منها في تنمية وتطوير الهواية.
7 - تتيح الفرصة للمربي أن يحاول المشاركة بطيوره المميزه التي أنتجها خلال موسم التفريخ في المسابقات والمعارض وانشطة الجمعيات المهتمة بهذا المجال.وهي على مستوى ببغاوات البادجي عديدة ومتنوعة وعلى مستوى عال جدا من المنافسة.
8 - يمكن للمربي أن يستغل هذه الفترة لتنمية مهارات وإمكانيات بعض طيوره وتدريبها على الكلام والحركة خاصة وان البادجي يحتاج لجهد وتفرغ أكبر في هذا المجال مقارنة بالببغاوات كبيرة الحجم كالرمادي والكوكاتو والمكاو..إلخ.
9 - تتيح الفرصة للمربي أيضا أن يهتم بالجوانب التجارية المصاحبة للهواية ،فينظم عمله ويحدد أرباحه وخسائره وجدوى مشروعه ،ويحدد الطيور التى يحتاج لشرائها في الموسم القادم وعددها وأنواعها وألوانها.خاصة وأن البادجي يتميز كثيرا عن أنواع عديدة من الببغاوات بتعدد ألوانه وأحجامه وأنواعه وبالتالي تتسع مساحة الإختيار امام المربي ويحتاج للتفكير والتأني عند الشراء.
10 - واخيرا تساعد فترة الراحة المربي على إستعادة قواه وتجدد نشاطه لبدء الموسم الجديد بحيث يكون لديه اشتياق لبدء التفريخ والإنتاج من جديد ،وهذه نقطة مهمة لأن كثير من المربين للبادجي قد يشتكون من الملل أو الإرهاق من تعاقب دورات الإنتاج للطيور بشكل روتيني ،والبادجي تحديدا تعتبر دورات إنتاجه خلال الموسم قصيرة المدى (تستغرق كل منها شهرين تقريبا)،مما قد يفقدهم الإحساس بلذة الهواية والإستمتاع بتربية البادجي الرائع.