<!--[if gte mso 9]><xml> Normal 0 false false false MicrosoftInternetExplorer4 </xml><![endif][if gte mso 9]><xml> </xml><![endif][if gte mso 10]> <mce:style><! /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} -->
لازم أتغير (3)...تعلم كيف تقول كلمة لا
أصدقائى الأعزاء..مازلنا نتابع رحلة التغيير لأحد مرضى الاكتئاب والقلق الذى استطاع أن يغير حياته للأفضل من خلال ما يتعلمه فى جلسات العلاج المعرفى السلوكى حيث أن تعلم العديد من المهارات الاجتماعية يعد جزءاً أساسياً لإكمال رحلة العلاج واليوم نتكلم عن عن جزء هام فى العلاج وهو يخص القدرة على توكيد الذات وتعلم قول كلمة لا تلك الكلمة التى لايعرف كثيرون كيف ومتى تقال...والأن لنرى ماذا قال هذا المريض عن خبرته وما تعلمه فى هذا الجزء من خلال العلاج المعرفى السلوكى....تعالوا نشوف قال إيه فى هذا الموضوع:
كان جزء مهم لازم أتعلمه زى ما عرفت من المعالج إنى عمرى ما حأرتاح إلا لو عرفت أعبر عن احتياجاتى وأقول رأيى بصراحة وأعبر عن مشاعرى فى المواقف المختلفة مع الأخرين بس كان مهم إزاى أعرف أعمل ده وكلمة إزاى أعرف أعمل ده معناها إنى أعبر عن رأيى وأقول اللى أنا عايزه بس مع الحفاظ على حقوق الأخرين...يعنى إيه حقوق الأخرين؟ يعنى حقهم فى الاحترام وحقهم إنهم كمان يعبروا عن رأيهم حتى لو كان ده مخالف لرأيى....لأنى ساعات كنت أقرر إنى أقول رأيى فكنت أعمل ده بانفعال شديد وهجوم على رأى اللى قدامى وكأنها معركة وإنى مش حأحقق ذاتى إلا لو انتصرت فى المعركة دى وطبعاً بعد كده كنت أندم وأقعد أعتذر وأقرر إنى ما أقولش رأيى لأنى كنت فاهم إنى رأيى هو اللى زعلهم لكن عمرى ما أخذت بالى إن الطريقة اللى قلت بيها رأيى هى اللى تزعل...اللحظة اللى اكتشفت فيها ده مرت على فجأة صور كل الأحداث والمواقف اللى زعلت فيها الناس لما قلت رأيى...حسيت وقتها بشعور فظيع بالخجل ويااااه إيه اللى كنت بأعمله ده؟ بس كان لازم أتخطى خبرة الخجل من نفسى لما هو أفضل وهو التغيير....التغيير اللى خلانى أحس إنى أصبحت أكثر ثقة بنفسى كل ما أقول رأيى بصراحة وده خلانى أفكر صح وأبطل فكرة إن الناس مستغلة...لأنى دايماً كنت أحس إن الناس بتستغلنى وده اللى كان بيخلينى سريع الغضب مع إنى أنا اللى كنت بأقول للناس أهلاً بيكم أنا جاهز لأى استغلال وده لما كنت دايماً بأوافق على أى حاجة حد يطلبها منى مهما كان الأمر ده حيكلفنى وقت ومجهود..يعنى كنت بأعمل حاجات للناس على حساب وقتى وممكن أعطل مصالحى لأداء مصالحهم بس ده كان بمزاجى أو بمعنى أصح بمزاجى من غير ما أخد بالى لأن مفهومى إنى لو رفضت حاجة للناس حيقولوا على وحش وحأخسرهم ...كانت أهم حاجة عندى إن الناس تجتمع على فكرة إنى إنسان طيب وخدوم بس الخدمات دى لم تكن لوجه الله لكن كانت لخدمة صراعاتى الداخلية وإنى دايماً أحس إنى كويس...لأنى ما كنتش متأكد من فكرة إنى إنسان كويس...بس إيه اللى كان المفروض أعمله؟ كان المفروض إنى بأعمل واجب يومى أرصد فيه كل المواقف اللى وافقت فيها على حاجات وأنا مش مقتنع بيها وأرصد مشاعرى وقتها وأعصف ذهنى وأفكر أنا ليه عملت كده والواجب اليومى ده كنت بأراجعه فى جلسات العلاج النفسى....لغاية ما أدركت أنا إمتى بأعمل ده ومين الناس اللى بأعمل معاهم كده....كانوا فى الغالب ناس بأحس فيهم إنهم أفضل منى أو تفكيرى كان كده وقتها فدايماً كنت أحب أكون ملتصق بيهم...وأحب أثبت لنفسى إن أنا اللى أفضل منهم....يعنى اختلقت معركة وهمية داخل نفسى استهلكت فيها تفكيرى ومشاعرى....والحاجة اللى وصلتنى بعد فترة من العلاج إنى كنت بأضيع وقتى..لا عملت حاجة لنفسى ولا عملت حاجة لوجه الله أخد عليها ثواب.....بس إزاى اتعلمت أغير الحكاية دى..لما دورت على إيجابياتى وعرفت إنى إنسان جدير بالاحترام بقيت أحترم نفسى ولما أحترمت نفسى لاقيت الناس بتحترمنى..أه ما هو الناس بتشوفك زى ما أنت شايف نفسك لو شفت نفسك محترم الناس حتشوفك كده ولو شفت نفسك ضعيف ومهزوز وقليل برضه الناس حتشوفك كده يعنى الناس ورؤيتها لك هى مرأة تعكس رؤيتك لذاتك...حطيت لنفسى أهداف حقيقية واقعية...وبالتالى بقى عندى نوتة يومية أكتب فيها اللى مطلوب أعمله كل يوم وبكده بقى عندى حاجة اسمها أولويات....وبما إن الأولويات واجبة التنفيذ لو حد طلب منى حاجة تتعارض مع الأولويات يبقى لازم أعتذر إنى مش حأقدر أعمل ده...وبقيت أرفض وأعتذر من غير ما أقعد أقول جمل طويلة وألف وأدور وأقدم سلسلة من الاعتذارات...لأن اللى قدامى لو ناضج هو حيفهم ويقدر ولو زعل يبقى العيب عليه...لأنه فى الحالة دى لايرى إلا نفسه وطلباته...ما اضحكش عليكم برضه ساعات أنا كنت بأوافق على أى حاجة يطلبها أى حد كنوع من الهروب من إنى أشوف اللى ورايا علشان أحقق هدف معين يمكن لأنى أصلاً أهدافى ما كنتش واضحة أولأنى كنت بأشوف نفسى أقل من إنى أحقق أى هدف أو خوفى من الفشل كان بيخلينى أعمل حاجات تانية بيطلبها الناس كنوع من التأجيل والتسويف للى المفروض أعمله وخايف أعمله أحسن أفشل واللا حاجة أهو ساعتها يبقى اسمى بأخدم الناس وده كان مبرر كويس علشان أخبى خوفى من تحمل مسئولية اتخاذ أو تنفيذ أى قرارات لحياتى...ولما بقى عندى أهداف وأولويات لما بقى حد يطلب منى حاجة أعطيت لنفسى الحق فى إنى أقول أدينى فرصة أراجع وقتى ومواعيدى وأشوف لو حأقدر أعمل ده واللا لأ يعنى كمان علشان ما يوصلش للى قدامى إنى ستاند باى طول الوقت وجاهز لتنفيذ أى حاجة تتطلب منى من غير ما أفكر...بس كمان من حقى إنى أقول لأ أحياناً من غير ما أفكر كتير ومن غير ما أقدم سلسلة من الاعتذارات.بس المشكلة ممكن تكون فى الشغل لما المدير يطلب منى شغل زيادة وأنا ما أقدرش أعمله وهو شايف إنه بيدينى عرض حلو وحاجة مهمة بالنسبة لى بس الرفض هنا برضه ممكن يكون له أسلوب ظريف وهو إنى مش عارف أشكر حضرتك إزاى على تقديرك لى وتكليفك لى بالعمل ده اللى بيؤكد ثقتك فى بس أعذرنى أنا وقتى مش حيسمح إنى أنفذ العمل ده بالشكل اللى يرضيك وأنا بعد إذنك شايف -مثلاً- إن فلان أو فلانة أقدر منى على العمل ده وإن شاء الله وقته أو قتها يسمح بتنفيذ اللى حضرتك طالبه....حاجة مهمة قوى كان لازم أعرفها إن زى ما أنا بأقول للناس لأ الناس برضه ممكن تقول لى لأ على اللى بأطلبه منهم أحياناً وده مش معناه رفض لشخصى لأ ده رفض لطلبى...من ساعة ما بقيت أقول لأ مابقتش أزعل لما حد يقول لى لأ لأنى أنا كنت أزعل قوى لو طلبت حاجة من حد وقال لأ وكنت أقول بقى أنا عملت له كذا وكذا وهو دلوقت بيرفض اللى بأطلبه منه....لو مش عارف تقول لأ جرب الموضوع قدام المراية...حد بيطلب منك حاجة وأنت قررت تقول لأ بس إديت لنفسك فرصة جرب إنك تبدأ الموضوع ده فى المراية...وشوف نفسك وأنت بتعرف تقول كلمة لأ على حاجة مش عايز تعملها...واحدة واحدة حتلاقى دنيتك بتتغير زى ما دنيتى اتغيرت لما عرفت أقول كلمة لا....
د.نهلة نور الدين حافظ
أخصائى الطب النفسى
ساحة النقاش