authentication required

  • أ.د. نرمين محمد الشافعي

   أستاذ باحث هستولوجي بالمركز القومي للبحوث

من بين العديد من أنواع المكملات الغذائية التي تظهر سنوياً في الأسواق ، تقف المورينجا أوليفيرا كنوع متفرد لاحتوائها على العديد من المواد الغذائية ذات القيمة العالية. وبالرغم من أن فوائد المورينجا قد استخدمت لقرون عديدة في الدول النامية كمكمل غذائي هام له صفات علاجية متعددة إلا أن هذه الفوائد لم تسجل في المقالات الطبية والنباتية إلا حديثاً فقط.

وبحسب ما نشر في العديد من الأبحاث في علم النبات والأبحاث الطبية فإن إضافة المورينجا أوليفيرا إلى الوجبات اليومية للفرد يعطي وعداً كبيراً كعامل مساعد لتحسين الصحة من خلال مجموعة متنوعة من الطرق الهامة.

يعتبر مسحوق الأوراق والبذور والثمار لنبات المورينجا مصدر طبيعي غني بالفيتامينات والمعادن، وتبعاً للتحاليل فإن الأجزاء  القابلة للأكل من المورينجا أوليفيرا والتي تشمل البراعم والأوراق الطازجة ومسحوق الأوراق الجافة تحتوي على الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء مثل: فيتامين ب1 (ثيامين) وفيتامين ب2 (ريبوفلافين) وفيتامين ب3 (حمض النيكوتين) وفيتامين ج (حمض الأسكوربيك) بالإضافة إلى الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون مثل فيتامين أ و فيتامين هـ.

تحتوي المورينجا أيضاً على الكولين والأ لياف والعديد من المعادن كالكالسيوم والماغنسيوم والفسفور والبوتاسيوم والنحاس والحديد والسيلينيوم. ومن أهم فوائد المورينجا هي قدرة هذا النبات على توفير بروتين عالي القيمة، قليل السعرات يحتوي على 19 من أصل 20 من الأحماض الأمينية المعروفة والذي يمثل ثلث الجزء القابل للأكل.

والأدوار التي تلعبها الأحماض الأمينية في العمليات  الأساسية في تكوين الأنسجة وتجديدها ووظائفها أدواراً مميزة تجعل هذه الفئة من المواد هي المكون الأولي للمادة الحية. كما أن الأحماض الأمينية هي اللبنات التي تتكون منها العديد من الجزيئات الحيوية الهامة مثل الهرمونات  والفيتامينات والإنزيمات المساعدة  والقلويدات والبروفيرين. والجسم البشري لا يستطيع تكوين كل الأحماض الأمينية التي يحتاجها لكي يكون بصحة جيدة وهذه الأحماض التي يجب أن نتناولها في غذائنا تسمى الأحماض الأمينية الأساسية ويحتوي نبات المورينجا على الثمانية أنواع كلها من هذه الأحماض الأمينية الأساسية.

وتعتبر البروتينات الموجودة باللحم والبيض واللبن هي الأفضل من حيث القيمة الغذائية ولكنها يجب أن تتناول بحذر لما لها من تأثير سيئ على نسبة الكوليسترول بالدم ، ولذلك فإن الأشخاص الذين لايستطيعون أو لا يريدون تناول هذه الأطعمة (كالذين لا يتحملون اللاكتوز أو النباتيين) من الممكن أن يتعرضوا لخطر نقص البروتين.

الإجهاد اليومي والحمل من الممكن أن يتسبب في نقص البروتين كذلك، ولذلك فإنه في هذه الحالات يحتاج الجسم لكمية أكبر من الأحماض الأمينية ليكون بصحة جيدة ، وتعتبر المورينجا مصدر جيد لهذه المواد الغذائية الهامة لمثل هؤلاء الأشخاص.

وتحتوي جذور نبات المورينجا - وليس باقي أجزاء النبات- على بعض القلويدات الهامة مثل المورجينين الذي يرفع توترية القلب والأوعية الدموية.

تقلل مضادات الأكسدة من التلف الناتج عن سمية بعض المركبات أو عن عمليات الأيض والعمليات الحيوية في النبات والحيوان والإنسان. وتعتبر معظم مضادات الأكسدة النباتية مضادات للإلتهاب وواقية من الإصابة بالسرطان مثل مركبات الفلافونويد . واليوم تعرف المورينجا بأنها تحتوي على عدد من مركبات الفلافونويد القوية المضادة للأكسدة مثل الكويرسيتين والكامفيرول كما أن العديد من الفيتامينات الموجودة بنبات المورينجا تعتبر مضادات للأكسدة أيضا مثل فيتامين أ ، ج ، هـ.

 

لذلك فإن الوجبة الغنية بنبات مثل نبات المورينجا يمكنها تحسين صحة الإنسان عن طريق:

تخفيض نسبة الكوليسترول والدهون الثلاثية في الدم ، التحكم في نسبة السكر في الدم والمساعدة في توازن الطاقة في الجسم ، توفير المعادن والفيتامينات اللازمة لكي تقوم الأعضاء بوظائفها بشكل طبيعي ، توفير مواد طبيعية قوية مضادة للأكسدة ومضادة للإلتهابات وبعضها مضاد للإصابة بالسرطان.

وقد أجريت بالمركز القومي للبحوث تجربة على مستخلص أوراق نبات المورينجا لتقييم الدور الوقائي والعلاجي لهذا المستخلص ضد سمية رابع كلوريد الكربون على خلايا الكبد . وقد أجريت هذه الدراسة على الجرذان البيضاء والتي قسمت إلى 11 مجموعة كل منها يحتوي على 8 جرذان. أربع من هذه المجموعات تم إعطائها مستخلص أوراق نبات المورينجا بجرعات مختلفة لمدة شهر ثم إعطائها رابع كلوريد الكربون لمدة ثلاث شهور لدراسة الدور الوقائي لهذا المستخلص ضد سمية رابع كلوريد الكربون على خلايا الكبد. كما تم إعطاء الحيوانات في أربع مجموعات أخر عقار رابع كلوريد الكربون لمدة ثلاث شهور ثم مستخلص أوراق نبات المورينجا بجرعات مختلفة لدراسة الدورالعلاجي لهذا المستخلص ضد سمية رابع كلوريد الكربون على خلايا الكبد . واستعملت المجموعات الأخر كمجموعات ضابطة. وقد أجريت دراسات هستوباثولوجية وهستوكيميائية ودراسات على الحمض النووي لخلايا الكبد.

وقد أثبتت الدراسات الهستوباثولوجية لهذه المجموعات أن رابع كلوريد الكربون يسبب تلفاً شديداً في نسيج الكبد يظهر على هيئة تليف شديد في نسيج الكبد وارتشاح للخلايا الإلتهابية وتحلل فجوي في خلايا الكبد. كما أظهرت الدراسات على الحمض النووي أن كمية الحمض النووي قد نقصت بشكل ملحوظ في خلايا الكبد لمجموعة الجرذان التي عولجت برابع كلوريد الكربون . كما أكدت هذه النتائج أن هذا التلف في نسيج الكبد قد تحسن بشكل كبير باستخدام مستخلص أوراق نبات المورينجا ، وقد أكدت الفحوصات الهستوكيميائية هذه النتائج.

أما بالنسبة للحمض النووي في خلايا الكبد فقد أثبتت النتائج أن مستخلص أوراق نبات المورينجا قد أعاد كمية الحمض النووي في هذه الخلايا إلى مستويات أفضل كثيراً من تلك التي رصدت في الحيوانات المعالجة بعقار رابع كلوريد الكربون وحده .

وقد كانت كل النتائج مرتبطة بالجرعات المستخدمة ، وكانت أفضل النتائج للمجموعات التي استخدم فيها المستخلص كعامل علاجي.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1851 مشاهدة
نشرت فى 21 إبريل 2018 بواسطة Moringatree

وحدة إنتاج المورينجا

Moringatree
وحدة إنتاج المورينجا بالمركز القومى للبحوث تهتم بنشر زراعة شجرة المورينجا ونشر الفوائد الطبية والعلاجية والغذائية لشجرة المورينجا ونشر ثقافة شجرة المورينجا شجرة معجزة الشفاء وعنوان وحدة إنتاج المورينجا : المركز القومى للبحوث بشارع التحرير للتواصل ت وحدة إنتاج المورينجا : 01149981941 ونتلقى الإتصالات من الساعة العاشرة صباحا حتى الساعة »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

169,856