ــــــــــ بِـــلادي ـــــــــ
العِــزُّ في حِصنِ الأسُــودِ أصـيلُ
و المَــجدُ في أصلابِـــنا مَجـبُولُ
صُنَّــاعُ تـــارِيخٍ عَظيـــمٍ خـَــالِدٍ
يَحكي مَدانا الحَرفُ و الإزمِــيلُ
"عَينٌ" بِـلادِي بـِالعُلومِ تَفَـــجَّرَت
في جَـانِبَيــها النُّــورُ و القِنـدِيلُ
رَوضٌ كساهَـا و النَّـخِيلُ جـَدائلٌ
نَهــرَانِ كالشَّــهدِ العَبيـقِ يَسِـيـلُ
آيـــاتُ أديــانِ السَّـماءِ تَـــفَتَّقت
مِن عُمقِ "شَنعــارٍ" و ذاكَ دَلـيلُ
قَلبٌ و "جُـــودِيُّ" السَّـفينَةِ كَفُّهُ
لَمّــا طَغى طُوفـــانُها المَســلولُ
هذا عِــراقُ الفَجـرِ رُبّــانُ الهُدى
مَـــا مَسَّ يَــومًا نَهجَـهُ التَّضليلُ
لِلحُـبِّ في آثــــارِهِ أُحـــــــدوثَةٌ
"تَمُّــوزُ" في "عِشــتَارِهِ" مَتـبولُ
أنغَــامُ قِيــــثَارٍ بـ "أورٍ" غَرَّدَت
و الكُلُّ في الحَــــانِها مَــذهولُ
سِحـرٌ تَجَلَّى في جَنـائنَ بَــــابِلٍ
حَارَت بِتِـلكَ المُـذهِلاتِ عُــقولُ
مِن صَرحِ كوفَـانٍ كـ ذاكَ بِبَصرَةٍ
للعِـلمِ و الدّيـنِ الحَنيــفِ أُصولُ
أسيـافُنا لا تُــرتَجى يَـومَ الوَغى
يَحدو خُـطاهَا في اللِّقــا عِزرِيلُ
في غَيرَةٍ قَد أسقَـرَت مَن مَسَّها
لِلمُستَجيـــرِ بِحِصنِـــــها إكلِــيلُ
و الدُّرَّةُ الحَسنـاءُ فيهِ تَـوَسَطَت
وَهجٌ و سِحــرٌ مَـــــا لَهُـنَّ مَثـيلُ
بَغـــدادُ أعيَت لِلمَقيــلِ مَــوارِدًا
فالشِّعـرُ يَهفـو نَحـــوَها و يَـمِيلُ
ظَلَّت بِـــرُغمِ النَّـــــائباتِ صَبـيَّةً
ما نَـالَ مِن وَجنِ الــورودِ ذُبـولُ
نَـــالَت رِداءً يُـوسُـفيًّــا خَــــالِدًا
حتّـى قَضى في عِشقِها هَــابِيلُ
تَسمو بِــلادُ الرّافــدينِ قَـــداسَةً
أرضٌ أنيـطَ بِتُـــــربِها التَّـــقبِيلُ
كافٌ و نُــــونٌ للإلـــهِ بــــــأمرِه
حِينَ اصطَفـاها فاعتَلى التَّهليلُ
تَستَبـشِرُ الأفـلاكُ إن صَدَّت إلى
أرضِ العِراقِ ، فَحُسنُهُ التَكحِيلُ
**عقيل الماهود *العراق