عقد الخوف
كان صديقي ومشغّلي، وكان يبلغ من العمر ستين عاما، وخزانته مليئة بالبدلات المقلمة، كلها متطابقة، وصوت متصدع بسبب سنوات من تدخين سيجارة تلو الأخرى. يختلف مزاجه اعتمادا على عبوره المعوي، وهو أمر غير منتظم بشكل متزايد. حتى لو كان لديه زوجة، فإن فرص النوم معها تبدو منخفضة جدا.
يضع وثيقة أمامي. هذا عقد يمنحني زيادة كبيرة في الراتب وأتعهد مقابله بعدم الإفصاح عن زناه لزوجته.
قمت بتمزيق الوثيقة. قفزت عاليا... لعنتك قٓبالة دين مفترض... أمسكت بالكرسي وألقيته عليه، نطّ بدوره وسقط بقوة على ظهره، وبقي خاملا، وقد احمرت عيناه، وخرج اللعاب من فمه مكونا فقاعات صفراء تغلي غليان بركان متوهج. لم أصدق ألمه، ربما كان ذلك تمثيلا يستخدمه عادة عندما يكون في خطر.
ثم عبرت الممر إلى المصعد، بكل الفخر الذي أستطيع حشده، والذي يجب أن أعترف أنه ليس شيئا مذهلا. ليعلم أنني لست واشيا.
كنت تعرف دائما، وجيدا عدم التستر! قلتها مبتسما، مفتخرا ومتهكما من نفسي... هذه هي مضادات الاكتئاب اللاتي يحرمونني من التمتع بما تبقي من حياتي... قلتها مستعرفا بدوخاتي.
بقلمي عبد الفتاح الطياري