خريف هذا العام
مختلف عن كل الأعوام
تساقطت أوراقه قبل الأوان
أصبحت الأشجار عارية
تكاد تقتلع من الجذور
عواصف بداخلي لا تهدأ
تجعل قلبي يتخبط
بين الماضي و الحاضر
كأنها اعاصير
اقتلعت الأخضر و اليابس
فجرت ينابيع جديدة
مياهها حلوة
كأنها عسل من الجبال
انبتث ورودا تخطف الروح
من الجمال
جداول تخر كأنها سمفونية
تمتع السمع
اختف السواد بعد الزلزال
عم الهدوء و السكينة
تنهدت القلوب الحزينة
آخر تنهيدة الم
ولى عهد الشجن
انتهى عصر الحداد
عم الفرح و ساد
عادت الأميرة سليلة الأسياد
ما عادت اسيرة
كسرت تلك القيود
التي مدت يدها بكامل ارادتها
لاحد العبيد
الذي ادعي انه في الحب شهيد
مع الايام سقط قناعه
اخترق حصونا منيعة
اخرجها من السرداب
ادخلها متاهة السراب
بعد أن ضلت الطريق
عادت برفقة ظلها
دخلت حصونها المنيعة
وضعت السلاسل و الأقفال
اغلقت كل الأبواب
لن يدخل المتطفلون قلعتها
لن تمنح للانا ثقتها
اكتفت بقلمها و محبرتها
اكتفت بذاتها و امنياتها
خريف هذا العام
أسقط الاقنعة عن الوجوه
كشف الحقائق
أظهر الكاذب من الصادق
منحنا رؤية واضحة
بدأنا نفرق بين المعادن
ما ظنناه ماس مجرد حديد
صدا و تناثر
ما ظنناه طين وجدناه
ذهب لمع و تكاثر
اظهر الوان القلوب
كنا نظنها بيضاء خالية من العيوب
اخفى الظلام و نشر النور
اخرج الوليد من أرض بور
خريف هذا العام
مختلف عن كل الأعوام
تبلدت فيه المشاعر
و تلاشت الأحلام
زهرة محمد الساهل