إنهُ أتٍ

كلُّ قصائدي كانتْ لكَ

لكَ وحدكَ ..

اليومْ تلكَ القاعدةُ إنكسرتْ

حتى خُلدي استغنى عنكَ 

لمْ يعد قلمي يطاوعني 

بأن أخطَ لكَ كلمةُ حبٍْ واحدةٍ 

قلبي باتَ خالياً من عشقكَ

و اليومْ قصيدتي ليستْ لكَ

أكتبُ من حنايا الروح

و من غياهبِ أعماقي

لمنْ هو دونكَ ..

أكتبُ لمنْ سوفَ يسكنُ قلبي بعدكَ

لمن .. لمْ يخترقَ خلدي قطْ 

لمن .. لمْ يدغدغَ مشاعري و حُشاشتي  بعدْ ..

أكتبُ قصيدةٌ 

فيها طابعُ الأنتظارِ

إنتظارٌ لغدٍ مشرقٍ

إنتظارٌ لمجهولٍ يسعدني ..

ينتابني شعورٌ غريبُ الأطوارِ

القادمُ ملاكٌ على هيئةِ بشرٍ

أنهُ ملاكٌ لا يحملُ صفاتُ الأشرارِ ..

مزايا الملائكةُ فيهِ

وبرأءةُ الأطفالِ 

الرومنسيةُ فيهِ عنوانٌ

و الصدقُ فيهِ دفءٍ و حنانٌ

و تجلياتُ الروحِ فيهِ مطرجةٌ بالأمانِ 

فيهِ عشقٍ يلفُ الكونَ كلَّهُ 

و لا يعطى إلا لإنسانِ

كلِّ أملٌ بكبرياءٍ و عنفوانِ

أنْ أكونَ معشوقةٍ لهُ على مرّ الأزمانِ ..

روحي تحدثني بأنَ موعدنا إقتربَ

وصالٌ غيرُ مقطوعٍ

لا في صحوٍ و لا منامِ

دونَ درايةً مني 

كيفَ سيكونُ اللقاءُ

بينَ الأشجارِ أم في ذاكَ الزقاقِ 

بينَ السهولِ  أم في آخرِ الرواقِ

على ضفافِ النهرِ أو في الأسواقِ 

هلْ ؟ سيطرقُ بابي 

أم يرمي نافذتي ببعضِ الحصياتِ

أو  يرمي برسالةٍ من فوقَ جداري 

أم سيخترقُ منامي في غفلةٍ ..

يُناجيني قلبي دونَ تخبطاً  

 أنهُ سَيخطفني على أجنحةِ الشوقِ فوقَ البُراقِ 

بينَ السحبِ ربما خلفَ تلةٍ بعيدةٍ يأخذني 

ليحلو هناكَ العناقِ ..

ما زلتُ أنتظرُ وتختلجُ مشاعري 

بينَ صدٍ و ردٍ

بينَ مدٍ وجزِ 

من شدةِ حرارةُ الإستياقِ ..

إنهُ آتٍ .. 

 إحساسي لا يعرفُ النفاقُ

إنهُ آتٍ .. 

نبضُ قلبي يتسارعُ دونَ إرادةٍ 

أنهُ أتٍ ..

ما زِلتُ أنتظرُ 

لنْ يطولَ الأنتظارُ ..

إنهُ آتٍ ..

ما زلتُ أنتظرُ

لنْ يطولَ إنتظاري

يحدثني قلبي بأنهُ أتٍ 

ما زلتُ أنتظرُ  .....؟!

الشاعرة ملاك الزين