سبعون عاما ويزيد والقدس في الوريد
سبعونَ عاماً بل يزيدُ قدِ انقضَت
والقدسُ لا زالت تئِنٌّ وتنزفُ
شهداءَها وحجارةً من ثائرٍ
دون البلوغ إلى التحرُّر يشغفُ
وصبيّةً بعد الزفاف ترمّلَت
وبكل وقتٍ بالرصاص تُخوّفُ
وأجنّةً قبل التخلُّقِ أُجهضَت
من بطن أُمٍّ في السجون تُعنّفٌ
وتُقلَّعُ الأشجارُ رغم تجذُّرٍ
في الأرض من ماضي الزمان وتُجرفُ
كم حاولوا طمس الهويّة عنوةً
من بعد عهدٍ للسلام فأخلفوا
لا عهدَ يُرجى من هواة عداوةٍ
لو بالذي اتّخذوهُ ربَّاً حُلّفوا
مثل العقارب لا يُقاربُ جنبهُمْ
فبطبعهِم فتكُ السموم يُعرَّفُ
والعُرب عن هذا الذي في قدسنا
قد حلَّ مالوا للسُبات وأسرفوا
وتناحروا والثأرُ مزّقَ جمعهُم
والكيدُ أمسى بينهم يتطوّفُ
ونسوا فلسطينَ الجريحةَ مثلما
نسيَ الرصاصةَ في أخيه المُسعِفُ
والجرحُ ينعي بالدماءأُخوّةُ
من آل عُربٍ بالهوان تكيّفوا
والنّزفُ يبقى والأنينُ بلا صدى
مادام أجناد الجهاد توقّفوا
خسىء اليهودُ فللعهود وفاؤنا
لِنسوأَ وجهَهُمُ الذي يتعجرفُ
ي
ولَسوف تمضي للأمام مراكب
حتى ولو وحدي بقيتُ أُجذّفُ
فالقدس أقصى ما تأمّلَ ناظري
قد كنتُ نحوَهُ في الطفولة أزحفُ
الشاعر. عبد الناصر عكوش