مهارة الكتابة بقلم: محمد عبد القادر محمد ==========================
في عالمنا اليوم عدة مهارات مختلفة باختلاف أذواق الناس وتخصصاتهم، وباختلاف أماكن الناس ومنتجعاتهم، وباختلاف أطوار البشرية ومراحلها من طلبة وتجار، ومن شباب وشيوخ، ومن ذكور وإناث..
إلا أن المهارة الوحيدة التي لم يختلف عنها الإثنان بأنها الطريق الأمثل والنهج الأقوم ليكشف المتعلم والمعلم مستوى علمه ودراسته، وليوصل أفكاره إلى العالم حوله عن كثب وعن بعد.. ألا وهي "الكتابة".. فما مفهوم الكتابة إذا؟
فالكتابة باختصار شديد "نقل التّفكير بالكلمات من عقل لآخر".. وهي من الإبداعات الّتي جمّل بها الإنسان هذا العالم، فالكتابة، وهي صياغة الكلمة، لا تصبح إبداعاً إلّا إذا انطبعت بروح الكاتب، فتلمس قلب القارئ وتنير عقله. وتمسي القطعة الأدبيّة هي المبدع لأنّها تعبّر عن أفكاره وهواجسه ومشاعره وأحلامه. كما تصبحهويّته الأساسيّة تعرّف عنه وتعكس صورته.
إذا فمما لا مراء فيه أن أهمية هذه المهارة تحتل المركز الثاني بعد مهارة القراءة، التي هي مفتاح العلوم والكتابة.. فجدير بالطالب- خاصة طالب العلم الشرعي- أن يكثر ممارسة هذه المهارة، فلا يخاف ولا يتردد بحجة أنه ليس موهوبا أو أنه لا يحسن ذلك، وذلك احتجاج ضعيف بل واه..
والشيء الذي لا ريب فيه هو أن الكتابة كذلك عادة تكتسب بالممارسة كما تكتسب أي عادة أخرى. فنحن لم نعرف في تاريخ الكتابة الطويل كاتباً قد ولد وهو قادر على الكتابة دون أن يحاولها ويمارسها طويلاً. وإذا كان هناك من يقول بأن الكتابة صعبة، فان صعوبتها تأتي من أنها تفكير، والتفكير صعب ولكننا حين نتعود عليه فانه يغدو سهلاً ميسوراً. وما يصدق على التفكير يصدق على الكتابة كذلك إذ أنها بالممارسة الطويلة تصبح لا صعوبة فيها.
فأكثر القصاصات على مكتبك الصغير، وخصص وقتا للكتابة وتكلم كل حين موضوعا تحب الكلام عنه وغير معقد ولك إلمام جيد فيه.. ثم في كل أسبوع أعد النظر والقراءة مما كتبت في القصاصات واعمل التعديل فيها، فسترى التغيير المفاجئ الذي حل بك.. فهذا -وأكثر- مما يساعدك على ممارسة هذه المهارة بشكل افضل. وإذا أردت المزيد فراجع واقرأ كتاب " لكي يكون لحياتنا معنى" للكاتب: عبد الله أبو العينين.
==========================
محمد عبد القادر العطا
ساحة النقاش