من المتوقع أن يستمر خطر الإصابة بمرض السكري في التصاعد في أنحاء العالم المختلفة طالما استمرت التغيرات الإجتماعية والإقتصادية، والتحضر، وزيادة العمر المتوقع لمرضى السكري. حيث أشارت الإحصائيات إلى أن عام 2017 قد شهد إصابة عدد 451 مليون شخص (من بين البالغين في الفئة العمرية من 18-99 سنة) بمرض السكري، ومن المتوقع أن يرتفع معدل انتشار المرض إلى 693 مليون مريض بحلول عام 2045. ومن المأمول أن يؤدي هذا البرنامج التعليمي المصمم خصيصاً لمرض السكري إلى تعزيزمعرفة المرضى بمرض السكري من النوع الثاني لما لذلك من تأثيرٍ إيجابيٍ على تعديل النمط الغذائي والسلوكي إضافة إلى زيادة النشاط البدني.

هدفت الدراسة الحالية إلى تقويم تأثير برنامج تعديل نمط الحياة في التحكم في نسبة السكر في الدم لمرضى السكري من النوع الثاني بمستشفيات جامعة قناة السويس في مدينة الإسماعيلية. حيث استخدم في الدراسة التصميم شبه التجريبي في عيادة طب الأسرة وعيادة الغدد الصماء (عيادة السكر) بمستشفيات جامعة قناة السويس بالإسماعيلية. وقد اشتملت عينة الدراسة على عدد  92 من المصابين بمرض السكري من النوع الثاني، حيث تم اختيارهم باستخدام "تقنية انتقاء العينات المستهدفة"، ثم أُعيد توزيعهم عشوائيا على مجموعة الدراسة وكذلك المجموعة الضابطة (والذين بلغ عددهم 46 مشاركا/المجموعة). هذا وقد تم جمع البيانات الخاصة بالدراسة بإستخدام ثلاث أدوات هي:

<!--الأداة الاولى : استبيان المقابلة  والذي اشتمل على ثلاثة أجزاء:

الجزء الاول : وهو عبارة عن البيانات الديموجرافية مثل: الجنس والعمر والحالة الاجتماعية ... إلخ.

الجزء الثاني: وهو عبارة عن نموذج التاريخ المرضي لمرض السكري مثل: تاريخ العائلة المرضي لمرض السكري، ومدة التشخيص السابق للمرض  ... الخ.

الجزء الثالث: استبيان قياس مدى المعرفة بمرض السكري (DKQ): وهو اختباراً يتكون من 24 سؤالا، تم وضعه من خلال دراسة تعليمية عن مرض السكري في ولاية "تكساس مقاطعة ستار" (Garcia و آخرون, 2001م).

الأداة الثانية: ملف  نمط الحياة الصحي التعزيزي الثاني  ( HPLP II) أعدهWalker  وآخرون عام (1995) ويتكون  من 46 بنداً على النحو التالي: المسؤولية الصحية، النشاط البدني،  التغذية، النمو الروحي او الوجداني، العلاقات الشخصية، و إدارة الإجهاد (التوتر).

الأداة الثالثة: نموذج التقييم البدني حيث اشتملت هذه الأداة على قياسات الجسم البشري (من حيث الطول والوزن ومؤشر كتلة الجسم)، وقياس مدى السيطرة على نسبة الجلوكوز في الدم من خلال مستوى السكر التراكمي(HbA1c) وقياس مستوى السكر في الدم صائما. تم استخدام الأدوات الثلاثة مرتين (قبل بدء البرنامج و بعد إنتهاء البرنامج مباشرة) لكلا المجموعتين.

هذا ويمكن تحديد النتائج الرئيسية لهذه الدراسة في النقاط التالية:

<!--كشفت النتائج أن أكثر من ثلثي عينة الدراسة (68.5٪) كانوا من الإناث, وأن 64.1٪ تراوحت أعمارهم بين 45 و 64 عامًا ، والذين بلغ متوسط أعمارهم   9.19± 49.76 عامًا.

<!--و فيما يتعلق بمستوى التعليم, 42.4 ٪ من عينة الدراسة كانوا أميون. بينما 63.0 ٪ كانوا بلا عمل، وأن 68.5٪ منهم جاءوا من المناطق الحضرية، و كان مستوى الحالة الإجتماعية والإقتصادية لثلاثة أرباع عينة الدراسة (76.2 ٪) منخفضاً.

<!--وفيما يتعلق بالتاريخ المرضي، فلقد كان هناك نسبة 43.5 ٪  قد أصيبت بنوبات نادرة من نقص السكر في الدم، وغالباً اغلب افراد العينة (96.7 ٪) قد تناولوا ادوية لضبط سكر الدم عن طريق الفم، و الغالبية منهم (94.6٪) لم يتبعوا نظام غذائي خاص بالسكري، و نسبة 76.1٪ لم يقوموا بأي نشاط بدني.

<!--فيما يتعلق بإجمالي نقاط المعرفة بمرض السكري بين المجموعتين، لقد أظهر اختبار t المستقل فرقًا مهمًا و كبيرًا في قيمة (P-value <0.005)، هذا الفارق كان واضحا بين نتائج  الدراسة  التي أجريت قبل الفحص. هذا وقد أسفر اختبار t المستقل عن وجود أهمية إحصائية فقط في قيمة                      (P-value <0.023) بين المجموعتين فيما يتعلق بالمسؤلية الصحية قبل الفحص. وعليه فيمكننا أن نستنتج من تلك المخرجات أن متوسط الدرجات بين مجموعتي الدراسة قد أدى الى تحقيق نوعا من التجانس بين معظم أفراد المجموعات الفرعية.

<!--ومع ذلك، كانت الإختلافات المتعلقة بالبيانات السريرية بين مجموعة الدراسة والمجموعة الضابطة قبل الفحص كانت غير ذات دلالة إحصائية. وبشكل عام، فإن متوسط درجات مجموعتي الدراسة  كان متجانساً لجميع المجموعات الفرعية.

<!--نتائج اختبار t الجمعي بين مجموع نقاط المعرفة بمرض السكري، وبين قيم مجالات تعزيز نمط الحياة، و بين البيانات السريرية قبل الفحص و بعده الخاصة بمجموعة الدراسة، قد أظهر إختلافا كبير في تأثيراستخدام البرنامج على مجموعة الدراسة تتمثل في القيم التالية (P-value <0.009 أو P-value <0.001 أو P-value <0.0001). حيث حقق المرضى الذين تلقوا البرنامج تعديلا للأفضل من حيث مجموع نقاط المعرفة بالمرض، وكذلك من حيث قيم تعزيز الصحة وأيضا من حيث قيم البيانات السريرية.

<!--النتائج الإحصائية للاختبار الجمعي t  بين مجموع نقاط المعرفة بمرض السكري قبل الإختبار و بعده الخاصة بالمجموعة الضابطة، قد أظهر فروقاً ذات دلالة إحصائية عالية في قيمة (P <0.0001). حيث ظل هؤلاء المرضى يعانون من نقص وعدم كفاية في درجات قياس مدى معرفتهم بمرض السكري.

<!--النتائج الإحصائية للاختبار t الجمعي بين مجموع نقاط مجالات تعزيز نمط الحياة الصحة قبل الإختبار و بعده الخاصة بالمجموعة الضابطة، قد أظهر فروقاً ذات دلالة إحصائية في جميع مجالات تعزيز نمط الحياة الصحية بإستثناء تلك الخاصة بالنشاط البدني، والعلاقات الشخصية التداخلية. على الرغم من أن المرضى لم يتلقوا تدخلاً لتعديل نمط الحياة، فقد ارتفعت درجاتهم ارتفاعا طفيفا (رغم عدم وجود تغيير في الاتجاه) في مجالات تعزيز نمط الحياة الصحية والمسؤولية الصحية والتغذية والنمو الروحي وإدارة  التوتر.

<!--لم تكشف النتائج الإحصائية لإختبار t الجمعي بين مجموع البيانات السريرية قبل الاختبار و بعده الخاصة بالمجموعة الضابطة، عن أي دلالة إحصائية سواء قبل أو بعد الاختبارات المتعلقة بالبيانات السريرية.

<!--أظهرت قياسات الهيموجلوبين  السكري المتكررة تراجعا  خطيا ذو دلالة احصائية فيما يختص بالتنبؤ الإيجابي والمستقل  (بقياس نسبة سكر الدم صائما بقيمة P <0.0001)، في حين كان هناك دلالة احصائية قد تمثلت في وجود تنبؤاً سلبيا ومستقلا فيما يخص مجال النشاط البدني حيث بلغت قيمته (P-value <0.015) وذلك بعد تطبيق البرنامج على مجموعة الدراسة.

وبناءً على نتائج الدراسة الحالية، امكننا استنتاج التالي :

أن مرضى السكري من النوع الثاني الذين تلقوا برنامج تعديل نمط الحياة (التعديل الغذائي، والنشاط البدني، والضابطة الذاتية لنسبة السكر في الدم، والرعاية الذاتية لمرض السكري)، والذين قد تترددوا على العيادة الخارجية لطب الأسرة وعيادة مرضى السكري بمستشفيات جامعة قناة السويس في مدينة الإسماعيلية في مصر في فترة الدراسة قد تمكنوا من السيطرة على نسبة السكر في الدم، و أيضا حقق هؤلاء المرضى تحسن في مستوى معلوماتهم و ممارستهم بعد تطبيق البرنامج.

وفقًا لنتائج الدراسة الحالية، يمكننا استنتاج التوصيات التالية:

1. تثقيف صحي عن مرض السكري من النوع الثاني يجب أن يقدم في كل الأماكن الصحية التي تعطي الرعاية الطبية لهم.

2. توعية و إرشاد مرضى السكري عن أهمية تعديل نمط الحياة، و ما له من تأثير في ضبط مستوى السكر لديهم.

3. يجب توفير كتيب توضيحي في جميع الأماكن التي تقدم رعاية صحية لمرضى السكري من النوع الثاني عن أهمية تعديل نمط حياتهم، و تأثير ذلك على ضبط معدل السكر في الدم.

4. تطبيق بحث تعديل نمط الحياة للمرضى المصابين بالسكري من النوع الثاني و مدى تأثير هذا البرنامج على التحكم في معدل السكر في الدم لتعميم النتائج.

 

 

 

المصدر: Fatma Ibrahim Abdel-latif Megahed Lecturer of Family and community health nursing , Faculty of Nursing, Suez Canal University , Egypt.
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 197 مشاهدة

Dr. Fatma Ibrahim Abdel-latif Megahed

MegahedF
- Lecturer of Family and community health nursing Faculty of Nursing -Suez Canal University- Egypt- »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

5,115