الدكـتــور / عمــرو محـمـد نـاصـف - البيئـة البحريــــة

ما هو البطريق؟....
البطريقيات  طيور بحرية لا تطير، وينتمي البطريق لرتبة ( الأسفينيات : (Sphenisciformes  من الطيور التي تشمل عائلة واحدة- فقط  هى (البطاريقPenguins :).

 وهى ذات أجسام بدينة وأرجل قصيرة ويصل طول البطة أو(البطريقة) الواحدة الى حوالى  (4) قدم ووزنها الى (80 ) رطل ، فمثلا يبلغ ارتفاع النوع المسمى الإمبراطور، وهو أكبرها حجماً 1,2م، كما يبلغ وزنه 45 كجم تقريباً. وتختلف الفصـائل الأخـرى في أحجامهـا؛ إذ يبلـغ ارتفاع أصغـرها، وهو مايعـرف بالجني، 40سـم تقـريباً.. ورغم عدم قدرتها علي الطيران  فأنها تسبح بمهارةٍ فائقة مستخدمة أجنحتها  وجسمها الطوربيدى الأنسيابي فى الدفع فى الماء بسرعة تتراوح من 25.  الى 32 كم / ساعة ، كما يمكنها الغوص الى عمق يصل الي130 متر تحت سطح البحر كالبطريق ذو الأرجل السوداء. وفقدت طيور البطريق القدرة على الطيران منذ ملايين السِّنين، ولهذا تحوَّلت أجنحتها إلى زوائد مجدافية الشكل تُعينها على العوم ،ويوفر لها ريشها الكثيف القصير وقايةً من الماء، كما تقيها من برودته طبقاتٌ سميكةٌ من الشحم.

تصعد الي سطح الماء للتنفس قبل عودتها للماء وتمشى على اليابسة بصورة مترنحة ووضع منتصب مما يعطيها نوعا فريدا من الجمال الحركى يميزها عن غيرها .

هل تعيش جميع البطاريق في أنتركتيكا؟!


بخلاف الرأي الشائع، فأن هناك نوعان فقط - من 17 نوع البطاريق-
يعيشان في أنتركتيكا أو المناطق الثلجية بالقطب الجنوبى هما بطريق الأديلاي ونوع الإمبراطور ، وتعيش أنواع أخرى إلى الشمال قليلاً، على الشواطئ المائيـة الباردة لتلك المناطق. ومنها النوع الذي يُسمى البطريق الصغير ـ أو الأزرق ـ ويعيش علي الشواطئ الجنوبية لأستراليا ونيوزيلندا. ويعيش النوع المسمى البطريـق الجحش على شواطئ إفريقيا الجنوبية. ونوع آخر يعيش في جزر جلاباجوس قرب خط الاستواء ويعرف باسم بطريق جلاباجوس ويوجد أبضا فى جزر فوكلاند -المجاورة للأرجنتين - والخاضعة للسيادة البريطانية ،ولا تستطيع طيـور البطريق العيش بعيداً عن تيّارات القطب الجنوبي الباردة، فلا تُوجد في مناطق أخرى من العـالم لعدم قدرتها على العـيش في أماكن دافئة.

ماذا تأكل البطاريق؟


تبحث البطاريق عن فريستها في البحر وتتغذّى على الأسماك والسرطانات البحرية والحبّارات. ومن أجل الإمساك بفريستها طوّرت البطاريق قدرة على الغوص والسباحة. حيث تقضي معظم حياتها في الماء
و يمكنها المكوث بشكل متواصل في البحر لأشهر عديدة.

سلوك البطريق

 

تبيض طيور البطريق وتربي أفراخها على اليابسة أو فوق الثلوج. وعندما تكون على اليابسة تبني أعشاشها في أسراب كبيرة تُعرف باسم (المغادق) أومجمعات التفريخ، حيث تتميز بالذكاء والأرتباط ببعضها البعض ، فقد يبلغ عدد الطيور في المجمع الواحد ما يربو على مليون طائر. وتبني معظم أنواع البطريق أعشاشها فوق أرض جرداء أو على الحشائش. وتبيض في حفر غير عميقة، أو على منصات من حجارة قليلة الارتفاع. وتتخذ بعض الأنواع أوكارها داخل أنفاق أرضية تبيض بداخلها.
وتشتهر الأنواع المعروفة باسم الإمبراطور بالبراعة في تنظيم أعشاشها،فتخرج الأنثى من المحيط عند حلول الخريف القطبي لتضع بيضةً واحدة، تتركها على الثلج ثم تعود إلى الماء. فيقوم الطائر الذكر بحضانة البيضة وإمدادها بما تحتاجه من دفءٍ ضروريٍّ لفقسها، إذ يبدأ بدحرجة البيضة على قدميه حتى يحتويها بأسفل بطنه الذي يحتوي على عدّة طبقات من الشحم.
وتجتمع ذكور البطاريق في مجموعات كبيرة، يحمل كلٌّ منها بيضةً بأقدامه يتولى حضانتها، فتلتفُّ بأجسامها ملتصقة في كتلة واحدة طلباً لأكبر قدرٍ من الدفء. وتمكث في ذلك الوضع لايترك أحدٌ مكانه، أو يتناول طعاماً مدة شهرين.
وفي نهاية فترة الحضانة يفقس البيض فيخرج فرخ البطريق، فيقوم الذَّكر بتغذيته بمادة لبنية يُخرجها من الحوصلة إلى داخل فم الفرخ.
وسرعان ماتعود إناث البطريق بعد هذه المرحلة لتتولى رعاية الأفراخ، وعندئذ تذهب أسراب الذكور إلى المحيط طلباً لغذائها وغذاء الصغار. تستغرق رحلة الطعام ثلاثة أسابيع. وتمتد فترة العناية والرعاية بالأفراخ؛ فتقوم فيها الطيور الكبيرة بالتحلق حول الصغار لمنحها مزيداً من الدفء لفترة تمتد ستة أشهر تتولَّى بعدها صغار البطاريق شؤون حياتها بنفسها.

 

 من غرائب البطريق

أظهرت دراسة علمية حديثة ان ذكور طائر البطريق التي تتميز بالبنيان الضخم تلجأ الى تخزين الطعام غير المهضوم في معدتها لمدة ثلاثة اسابيع من اجل ضمان توافر غذاء لصغارها وهو الامر الذي وصفه العلماء بأنه موهبة نادرة تتفردبها ذكور البطريق. يذكر ان ذكور هذا الطائر تقوم باستخدام ما يوجد بمعدتها من أجل اطعام صغارها في حالة سوء الاحوال الجوية وتأخر عودة الاناث بالطعام
وقد كشف تحليل لمعدة هذه الطيور انها تستطيع الحفاظ على الطعام طازجاً عن طريق تدمير البكتيريا الموجودة بالمعدة.
وهو ما أوحى للعلماء بأن هذه الطيور تفرز مواد معينة لقتل هذه البكتيريا اثناء قيامها بعملية هضم الغذاء، مما قد يفتح آفاقا علمية وتطبيقية جديدة لأستخلاص مواد فعالة ذات خصائص مثبطة لنشاط البكتيريا  .

 

ماهو الجوانو؟

 هل يعتبر ثروة طبيعية أم كارثة طبيعية؟
يُعدّ روث البطاريق مادة سماد جيّدة بشكل خاص ويسمّى جوانو.
وحرث الجوانو في أماكن تعشيش البطاريق أدّى إلى انقراضها تقريبًا،
لأنّه خلال عملية الحرث تضرّرت الجحور والبيض، وتُركت فراخ كثيرة
لتموت في الشمس الحارّة في جنوب أفريقيا. يمنع اليوم حرث
الجوانو في مناطق تعشيش كثيرة.

 

ماهى الأخطارالمحدقة بالبطاريق ؟

 

هناك العديد من المخاطر مازالت تحيط بالبطاريق والبيئة البحرية التىتقطنها فمثلا
البطريق الأسود مازال مهدّدا بالانقراض! فقد عاش في بداية القرن العشرين
مليون زوج بقي منها مئة ألف زوج فقط. من أسباب انخفاض عدد البطاريق:
جمع البيض من قِبل الإنسان، استغلال زائد للثروة السمكية في المناطق البحرية
المعيشية، تلويث البحار بالنفط، إدخال مفترِسات جديدة (كالقطط) إلىبيئة التنمية، حرث الجوانو الذي أضرّ بإمكانية التعشيش وغير ذلك من السياسات البيئية الخاطئة .

ومن هنا  نواصل الدعوة  والتأكيد على ضرورة حماية  البيئة عموما والبيئة البحرية خصوصا فالماء هو سر البقاء ، وحماية البيئة هو الأساس الركيــن للتنمية المتواصلة والنهضة المنشودة .

د. عمرو محمد ناصف

[email protected]

المصدر: قراءات ومطالعات أهمها: علم الأحياء البحرية لجون جونيـر- مترجم -ترجمة خفاجى عبد الكريم (1999 ) An Introduction to the biology of marine life ( 1999)Sumicb j .L

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

12,769