تحصيل كارتة السيارات
بدا تحصيل ماسمى بالكارتة على طريق مصر اسكندرية الصحراوى بعد توسعته ورصفه وذلك لدعم حصيلة صيانة الطريق وكانت مبلغا بسيطا لكنه فى مجموعه يراكم حصيلة تؤدى الغرض منها مع حافز ايضا لورديات موظفى الطرق والكبارى العاملين على تحصيلها فى الثمانينات ...
ولما تنبهت جهات عدة فى الدولة لحجم الاموال المحصلة فانتقلت المهمة لجهات عدة حسب قوى الجهة ودورها مع كافة حكومات مصر السابقة ؟؟ بل وتطور الامر الى ان جهات لاتمت للحكومة بصلة كرابطة تسمى نفسها اى اسم السائقين .. الشيالين ؟؟ الخ وقفت على الطرق الغير رئيسية الواصلة للقرى والارياف وباسلوب الفتونة والبلطجة تحصل هذه الكارتة دون رقيب او محاسب وحتى حصيلة كارتة الجهات التابعة للحكومة لم تكن لها جهة محاسبية او رقابية وكانت تحصل لتوزيع مكافئات ضخمة للمسئولين واصحاب الحظوة والرضا ؟؟ بل ان المحافظين كانت هناك كارتات ورسوم على المحاجر والعربات التى تجلب الرمال للبناء والرخام تحصل ويجنى المحافظ مبالغ لايستطيع حصر جهات تحصيلها او يسال حتى عن مصدرها فهناك من يرتب الاظرف من البطانة المحيطة والتى تلتقطه منذ تولى المنصب ؟؟
واصبحت صيانة هذه الطرق بلا صيانة وتصدى فى التسعينات بعض الصحفيين الشرفاء لعمل حملة ضد هذا الموضوع واسموها ( مافيا الكارتة ) ؟؟ ولكن لقوة تشعب المنافع لهذا المصدر الذى لاوسيط ولا رقيب ولا محاسب عليه الزمتهم الصمت ؟؟
وكانت تسند بعض صيانة للطرق الرئيسية كمصر اسكندرية الصحراوى بالاجبار وبالابتزاز لشركات النقل الجماعى والخاصة وشركات المقاولات ؟؟ والا سيكون لهم حساب فى اعمالهم من نوع اخر وعقاب اخر ؟؟ وكانت هذه الصيانة ذرا للرماد فى العيون فقط ..
وكان عبء هذه الكارتات يقع فى النهاية على عاتق المواطن البسيط فى غلو سعر السلعة التى تنقلها السيارات كالخضر او الموبيليا او الاجهزة الخ .
مرت قصة الكارتة بمراحل طويلة خلال سنوات هذا القرن وتشعبت اساليبها وطرقها ودفاتر مختومة لاسماء وجهات لم نسمع عنها من قبل ؟
حتى اخذ الجيش كل مواقع الكارتة هذه خلال السنوات التى اعقبت هوجة 25 يناير 2011
فماذا حدث ؟؟
اصبحت قيمة الكارتة تحدد بما تحمله السيارة وساتحدث هنا عما مر بمنتجات الاستثمار الزراعى حتى اكون دقيقا فيما اكتب ؟ وساضرب امثلة لايضاح الامر ..
هناك على طريق مصر اسكندرية الصحراوى الاف المزارع التى تغذى كل مصر بالخضر والفاكهة ومن ضمن مكونات الزراعة قامت شركات اسسها الشباب لصناعة مايسمى بالكمبوست حيث ياخذ مخلفات النبات الزراعية وكذلك مخلفات الحيوان لصنع سماد عضوى يضاف للارض هامش ربحه معقول لاصحابه ؟؟ السيارة المحملة للكمبوست ولو ستصل به 20 كيلو لتوصيله من المصنع لمزرعة تدفع 150 ج ؟؟ الشركة المصنعة لايصل مكسبها فى حمولة السيارة لنصف هذا المبلغ ؟؟
اتخربت بيوتهم واقفلت هذه المصانع ومستمر القفل تباعا الان حتى تنتهى وانظروا كم ضررا سيحدث للزراعة ولترك مخلفات ثمينة ستحرق وتخلق سحب مضرة للبيئة وتعطل لفكر شباب لايبحث عن وظيفة تضاف لل 7مليون موظف المراد التخلص منهم ؟
( 2 )
<!--عند انشاء مزرعة ما فمطلوب ميكنة زراعية كالحفر او تسوية الارض فيتم احضار اللودر على سيارة – او نحن مقبلين على حصاد القمح فمطلوب للمساحات الكبيرة احضار الكومباين للحصاد الالى السيارة التى تحمل هؤلاء وغيرهم فانا اختصر يدفع 1500 ج ومثلها فى العودة لكارتة الطريق ؟؟ فمن سيتحمل هذا المبلغ ؟؟ المنتج الزراعى الذى سيبيع القمح للحكومة ؟؟ وحتى ثمن بيع القمح بعد زيادته لن يفى بتكلفة طن القمح بعد اضافة كارتة نقل السيارة لسطارة القمح عند بدء وضع البذرة ؟؟ ولا لاحضار كومباين الحصاد عند جمع القمح فقط للكارتة 6000 جنيه للمعدتين ؟؟
<!--وهكذا سار تحديد سعر الكارتة واصبحت حتى السيارة الملاكى التى كانت تقطعها مرة واحدة للمشوار اصبحت تقطع للدخول وللخروج ثانية ؟؟
نحن نلفت النظر فقط بغية اصلاح ولا ننتقد احدا ونضع امام نظر المسئول وسيادة الرئيس الذى يطالب الجميع ليل نهار بالوقوف مع المواطن ومع محدود الدخل ؟؟ ونحن نضع امام الجميع اسباب ارتفاع مدخلات الانتاج بل واسباب عزوف المستثمر فى الزراعة عن العمل فيها مما سيحيق باقتصاد بلد استثمارها الرئيسى هو الزراعة شئنا ام ابينا خطر يجبرنا على استيراد كل طعام ال 90 مليون وليس الاكتفاء منه ؟؟ وكذلك انهيار مشاريع للشباب ذات راسمال محدود تلتهم نواتج ربحه كارتة السيارت ؟؟
ان نريد لهذا الوطن الا خيرا ونفتح اعين مسئولينا عن مفاتيح
العلاج بعكس عبارة ( تمام ياافندم كل شىء هادىء فى الميدان الغربى )
اللهم هل بلغت اللهم فاشهد
بقلم
دكتور / محمد يحى حجاب سيد
استاذ بمركز البحوث الزراعية بالجيزة
www,drhegab.com
20ابريل 2016
ساحة النقاش