معظمنا لايعرف شيئا عن الإعاقة الذهنية، أو هى مجرد صورة "المتخلف عقليا"أو "المجنون"عند الكثير ممن يجهلون هذا النوع من الإعاقة.
من خلال طفلة صغيرة قريبة لى سرت مشوارا طويلا وصعبا ولم أصل إلى شىء، وقد حاولت بنفسى أن أدرس هذا النوع من الإعاقة لعلى أستطيع أن أساعد هذه الطفلة، التى أصبح عمرها الآن 30 عاما، ولا زالت المشكلة قائمة ومؤرقة لرجل يبلغ من العمر 76 عاما وزوجته التى لديها مشاكل صحية أيضا.
بدأ المشوار عندما وجدنا الطفلة لا تستجيب للتعليم فى المدارس الإبتدائية، وذهبنا بها إلى العيادة النفسية التابعة لوزارة التعليم بالدقى ولم نصل إلى شىء، وأعطونا بعض الأدوية منها ، ديباكين و سافينيز، ولا حل من ناحية التعليم والأمور تسوء
أذهب إلى وزارة التربية والتعليم وبعد مجهود كبير أستطيع إلحاقها بمدرسة التربية الفكرية بإمبابة، وذلك بعد عمل إختبار ذكاء وغيره، ولم يستمر وجودها بالمدرسة إلا إسبوع فقط لنعود مرة أخرى إلى نفس الحلقة المفرغة.
مررت فى هذا المشوار على جمعية "كريتاس" بالظاهر ولم تقبل الطفلة وكان عمرها حوالى 10 سنوات ، وتوجهنا بعدها إلى جمعيات ومؤسسات كثيرة، وكان الإتجاه فى ذلك الحين إلى إدخالها مدرسة داخلية، وقد يسألنى البعض .. وأين الأم ؟ أقول لهم أن الأم عقليتها ضعيفة أيضا ولا تستطيع القيام بالدور المطلوب لمثل هذه الطفلة، والأب قد انفصل هو الآخر عن الأم وترك المسؤلية كاملة للأم وأسرتها.
المهم ألحقنا الطفلة بمؤسسة الفتيات بحلوان على أن تعود إلى الأسرة الخميس والجمعة، وبعد فترة اكتشفنا الإهمال الشديد وتردى حالة الطفلة مما جعلنا نعيدها مرة أخرى إلى منزل الأسرة ، وحاولت فى هذا المشوار أن أعلمها بنفسى وأن أتعلم ما هى الإعاقة الذهنية ، وذهبت إلى جمعية الحق فى الحياة كى أدرس عن الإعاقة الذهنية، ولكن ظروف عملى وظروف الحياة منعتنى من إكمال المشوار.
توفيت جدتها لأمها والتى كانت ترعاها، وكان عمر الطفلة 15 عاما، وحاولت فى هذه الفترة ومن قبلها أن أجعل جميع من حولها يتعامل معها بإسلوب جيد من ناحية تعليمها وشغلها فى هذه الأمور، ولكن الجميع خذلنى ، وتتولى خالتها الرعاية للفتاة فى هذه الفترة مع استمرار التردد على العيادات النفسية حكومية وخاصةومحاولات مع المجلس القومى للمرأة ومواصلة تلقى العلاج.
وتتوفى خالتها2005 ويتولى المسئولية خالها البالغ من العمر حاليا 76 عاما ولا زالت المشكلة قائمة والمعاناة مستمرةن وحتى هذه الساعة نبحث عن مؤسسة أو قسم داخلى يرعى هذه الفتاة ويعطيها حقها فى الحياة والمعاملة الصحيحة مع هذا النوع من الإعاقة، مع الإستعداد لدفع رسوم شهرية أوسنوية.
كان الله فى عون جميع أصحاب الإعاقات والأمراض والمشاكل.
مع تحياتى وفى انتظار الآراء والمقترحات لحل هذه المشكلة، وللجميع منى جزيل الشكر مقدما.
ولكن كيف تحول الإعاقة الذهنية حياة البعض إلى نعيم ؟ هذا ما سنحاول معرفته فى المقالة القادمة.مع نشربعص الصور لهذه الفتاة.
ساحة النقاش