و أنا مالي..مشِّى حالك..هذه المرة فقط..

كلمات عادية جداً نقولها كلنا ولا يستطيع أحد أن يلومنا..و لكن أليست مستفزة نوعاً؟

أعرف أننا ابتكرنا نظرية جديدة في العمل تقول: إذا كان الآخرون يعملون فما فائدة عملك؟وإذا لم يكونوا يعملون فلماذا تعمل أنت بالذات؟

ولا عيب في هذه النظرية، إنما العيب أننا لم نكتشف خطأها حتى الآن!!؟..

فأنا لا ألوم الفاشل على فشله لأن منه يتعلَّم النجاح و من ثّمَّ يحققه.و لكنِّى ألوم الكسول و لاسيَّما إذا نجح من الباب الخلفي حيث يجعل العجز مبدأه و الوصولية طريقه و الخداع هدفه...

و إلى هؤلاء الذين يتعللون بالظروف السيئة التي لا تساعد على النجاح الحقيقي أؤكد أن الظروف لم تكن أبداً مواتية إنما العظماء يواجهونها بشجاعة و يحققون أهدافهم رغماً عن             من كانت الأيام سائــرةُ به .... فكأنما قد حــــل بالموت

    والمرء مرتهنُ بسوف و ليتنى ...وهلاكه فى السوف و اللـيت

  لله إنَّ فتىً تدبــــر أمره.... فغدا و راح مـــبادر الموت

و إلى من يشكو أن الناس كلهم أو معظمهم يفعلون نفس الخطأ بل أسوأ  أعترف بأنه محق و أطالبه عندما لا يتوافر الرجال بأن يكون رجلاً،و أذكره بحديث الرسول-صلى الله عليه و سلم-: " لا يكن أحدكم إمَّعة يقول إذا أحسن الناس أحسنت وإن أساءوا  أسأت و لكن وطنوا أنفسكم إذا أحسن الناس أن تحسنوا و إن أساءوا أن تجتنبوا إساءتهم ".

و أذَكّره أيضاً بأن الجنة لا يدخلها إلا القليلون، فكيف يرضى لنفسه أن تكون من الأغلبية الخاسرة !؟..

أعرف أنك تسمع كل يوم من يقول " كبّر دماغك " و أنّ هذه الجملة لها رنين مريح جذّاب فاعلم أنّك إذا وافقته تكون قد أعطيت الظروف كامل الحرية في أن تلعب بك كيف شاءت و لا تتوقع أبداً أن تكون نتيجة الانزلاق هي الاستقرار على قمة الجبل.

       و نفسك أكرم عن أمـور كثـيرة    ...   فما لك نفس بعدها تستعيرها

       فمن يتبع ما يعجب النفس لم يـزل ... مطيعاً لها في فعل شيءيضرها

       و لا تقرب الأمر الحــرام فإنه      ...   حلاوته تفنى و يبقى مريرها

       و لا تلهك الدنيا عن الحق و اعتمد    .. لآخرة لا بد أن ستصيــرها

حتى السلحفاة ينبغي أن تخرج رأسها لتتلمس الطريق و ليس من المنطق أبداً أن تمشى حافياً إذا نثرت الأشواك، بل أكثر من ذلك أنت من دون معرفة في خطر من أن تصدّق كل ما يقوله العارفون.

هل أظلمت الدنيا الآن في وجهك؟ لا تبتئس..فأنت عظيمُ بالفعل. إنما ينقصك أن تعترف لنفسك بهذه العظمة و تثبتها للناس في تواضع و ثقة. و اعلم أنه أبداً لم يوجد من يبذر و يحصد في يوم واحد، كذلك إذا أنت لم تزرع و أبصرت حاصداً ندمت على التفريط في زمن البذر.

فاجعل الله غايتك و وسيلتك لأن الشيطان لا يخشى كتاباً مقدساً يغطيه التراب إنما يخشى العمل الصائب و النية الصادقة المخلصة.

و إذا راودك الشك في جدوى الأخلاق تذكر أن الأخلاق كالصفر في الحساب لا تصنع شيئاً وحدها، لكنها تضيف قيمة كبرى لكل شيء آخر.

 ابدأ حيث أنت                و لا تتوقف حيث أنت

المصدر: عمرو خالد & دعاء فاروق عنان
  • Currently 302/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
103 تصويتات / 1532 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

4,311