إسلام فؤاد عبد الفتاح(العيسوى الصغير)

يا متكبرين .. يا غافلين .. يا أصحاب الشيطان الرجيم !!<!-- / icon and title -->  <!-- message -->

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سبوح قدوس رب الملائكة والروح

إخواني في الله .. جميعنا نعلم جيدا الصفة التي يكرهها الله عز وجل ولا يحب أن يراها في عباده، ومن يتصف بهذه الصفة فسيناله عذاب وعقاب من رب العالمين في الأخرة ألا وهي صفة

( التكبر )

خلق الله عز وجل بني آدم ورزق كل منهم رزقه فهناك الغني وهناك الفقير .. وهناك صاحب البشرة البيضاء وأيضا صاحب البشرة السمراء .. هناك من ولد في بلد حر وهناك من ولد ببلد إحتله الأعداء ..

وفي العمل هناك درجات .. ففي مقر عملك .. هناك رب العمل .. ومدير مكتبه .. ومن ثم بعض الموظفين ! .. وفي المدرسة التي كنا ندرس فيها هناك مديرة المدرسة .. والمدرسات .. ومن ثم الطالبات .. وأيضا في الفصل الدراسي .. هناك طبقات من الطالبات تتفاوت درجاتهن في الإختبارات فمنهم من رزقها الله سرعة الفهم ومنهم من لديها تأخر في الفهم ! منهم من تحصل على أعلى الدرجات ومنهم من ترسب في الإختبار ولكل شيء سببا !!

الأن .. جميعنا نعلم أن الله عز وجل يقدر أرزاق كل منا من قبل مولده ويحفظ كل شيء عن إبن آدم في اللوح المحفوظ الذي لا يبدل فيه أي حرف بأمر الله عز وجل كما قال تعالى في كتابه "ما يبدل القول لدي وما انا بظلام للعبيد " فهو سبحانه من قدر لكل منا رزقه أين سيولد .. ومن والديه .. وما لونه وشكله وهيأته .. ودرجة الذكاء التي سينالها في الدنيا .. المكان أو الوظيفة التي سيشغلها .. كل شيء مقدر لإبن آدم عند الله تعالى وعلى إبن آدم أن يسعى ليبارك الله تعالى له في رزقه ولكن هل معنا هذا أننا نعترض على قضاء الله وقدره ؟!

سنقول جميعا لا نحن لا نعترض على قضاء الله تعالى وقدره ومن نحن لكي نعترض او ننطق كلمة أمام الله تعالى .. وأنا معكم .. ولكن هناك أشخاص يعترضون على قضاء الله تعالى وقدره ويتصفون بالصفة التي ذكرتها منذ قليل ألا وهي صفة الكبرياء !!

بالتأكيد مرت عليكم احد المواقف التي ترون فيها بعض الخلق يتكبر على الأخر لأنه يرى أنه أفضل منه .. وأنه لا يتنازل أن يعرفه لأنه في مستوى أقل منه أو أنه من نسب أفضل منه !! نعم مرت علينا هذه المواقف وسأسرد عليكم بعض المواقف التي شهدتها بنفسي ..

" المشهد الأول "

داعية إلى الله تعرفت على فتاة مسكينة إستنجدت بها لكي تعلمها طريق الصواب ولكي تكون لها مثل أختها الكبيرة وتنصحها في أمور دينها ووافقت الداعية وعندما رأت الفتاة خافت منها وإرتبكت وتغير لون وجهها وتذمرت منها حتى أنها لم تصدق أنها الفتاة التي تحدثها عبر الهاتف فسألتها هل أنتي فلانه .. فقالت البنت المسكينة نعم أنا هي ما بك ألا تصدقين أنني هي !! فصمتت الأخرى ورحلت عنها حتى أنها ما حدثتها بعد ذلك اليوم وأصبحت في ريبة وخوف من أن تسبب هذه المسكينة لها مشاكل هي في غنى عنها ... أتعلمون ما سبب تصرف الداعية هكذا مع الفتاة المسكينة ؟!

" لأنها صاحبة بشرة سمراء " الذين يطلق عليهم الجاهلين بلفظ ( العبيد ) !!

" المشهد الثاني "

مجموعة من الرجال في العمل رزقهم الله خيرا وفيرا من أموال إلى سيارات باهظة الثمن إلى أباء معروفين في البلاد ....إلخ يرفضون أن ينتسب إليهم أو يتحدثون مع أحد غيرهم في العمل وينظرون إليهم بنظرات تكبر وإحتقار !! لماذا يا ترى

" لأنهم يرون أنهم فقراء وليسوا من مستواهم ليحدثوهم أو ليصاحبوهم " !! قمة الجهل

" المشهد الثالث "

وهذه أخرى ترى في نفسها أنها إبنة الحسب والنسب فعندما تدخل غرفة المعلمات لا تلقي السلام على أحد ولا تتنزل أن تنظر إليهم وتنتظرهم أن يأتوا هم ليسلموا عليها ويرحبون بها !!

" الأخت المسكينة لديها حب نفس وكبرياء على الأخريات لأنها أجمل منهن فترى أن جمالها سلاحها ولا أحد أجمل منها فعليهن أن يحترمنها ويذهبون هم إليها " !!

وإن ظللت أسرد عليكم كم المشاهد التي نراها لن ننتهي وأوجه كلمة إلى من يتصف بهذه الصفة صفة الكبرياء التي يبغضها الله تعالى ويكره أن نتصف بها جميعا وويل لمن يتصف بها وأقول لهم

عباد الله .. لقد خلقنا الله جميعا .. غنيا وفقيرا .. أبيض وأسمر .. عربي وعجمي .. كلنا عباد الله ولم يفرق الله تعالى بيننا جميعا إلا بالتقوى كما قال عز وجل "يا ايها الناس انا خلقناكم من ذكر وانثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ان اكرمكم عند الله اتقاكم ان الله عليم خبير "

فليس لان فلانة سمراء لا أحدثها ولا أتعرف عليها لأنها أقل مني نسبا أو لأنها سمراء .. إياكم أن تظنوا أنكم تحسنون صنعا فوالله أنكم مخطئون والله تعالى سيحاسبكم على هذا لأنه خلقنا جميعا لنتعاف لنتواد لنتحاب في الله .. الغني يساعد الفقير ونتناصح فيما بيننا لا نقول هذا أسود وهذا أبيض ولا هذا غني وهذا فقير .. ولا هذا سيد وهذا عبد .. لأننا جميعا عباد الله .. والله تعالى يخاطبنا جميعا بلفظ " عباد أو يا عبادي " وغيرها في القرأن الكريم لم يخصص أصحاب البشرة البيضاء بلفظ والسمر بلفظ أخر !!

بل ولم يخصص خطاب للأغنياء وأخر للفقراء ما عاذ الله وتعالى الله عز وجل أن يكون هذا .. فتعلموا من رب العالمين إفتحوا كتابه الكريم وإقرأوه بتدبر وإعملوا بما جاء فيه .. وكفاكم هدرا للوقت فالزمان يمر .. والوقت يمضي .. وإسرافيل ينتظر الأمر بان ينفخ في السور ..! فإلى متى غفلتكم يا ساده يا كرام !!

إلى متة غفلتكم يا سادة يا كرام .. يا أصحاب الثياب الحرير وعالي المقام !! إنظروا إلى الفقراء وتعلموا التواضع .. إنظروا إلى الأيتام وتعلموا معنى الصبر .. خالطوا البسطاء لتتعلموا منهم القناعة والرضى بالقليل .. تخلوا عن القصور وخالطوا الناس لتعلموا وتتعلموا معنى السعادة الحقيقة فانتم غير مرتاحين ولا مطمئنين نعم أعلم هذا .. تناموان وتفكرون بالغد وتخافون من الفقر وفي قلوبكم خوف على أموالكم في البنوك !!

الله تعالى يكره المتكبرين في الأرض وكلكم ستموتون فبماذا سينفعكم التكبر ؟ هل سيدخل معكم القبر ليقيكم عذابه ؟ أو يذهب معكم إلى الصراط فينقذكم من حدته ؟؟ او أنه سيكون معكم عند الموت فيخفف عنكم سكراته .. والله ثم والله أنكم " في غمرة ساهون"

" ردا على المشهد الأول "

ألم يكن حريا بالأخت المسلمة الداعية إلى الله أن ترفق بالمسكينة التي إستنجدت بها بعد الله عز وجل وطلبت منها ان تعينها على العبادة أن لا تتصرف معها بهذا الإسلوب لتشعرها أنها أقل منها قيمة لأنها سمراء !! وأن تعاملها برفق ولين ؟؟ ألم تتذكر أن بلال عليه السلام كان أسمرا مع هذا جميعنا نقول سيدنا بلال رضي الله عنه وأرضاه ورسول الله تعالى رأه في منامه يسبقه بقدمه في الجنة !! فهل هناك فرق بين أبيض وأسود ؟ هدانا الله أجمعين

" ردا على المشهد الثاني "

وهؤلاؤ الأغنياء ألا يرحمون من في الأرض ليرحمهم من في السماء .. أيها الغني الله تعالى لم يهبك هذا المال لتلعب به وتنفقه على الخراب في الدنيا .. لم يرزقك المال لتعصيه به في الدنيا .. بل ان مصيبتك أعظم من الفقير على الأقل الفقير ليس لديه المال الذي سيسأله الله عز وجل عن كل درهم فيه أين أنفقه وفي ماذا ؟؟ إنتبه أيها الغني فالله تعالى وضعك في إختبار عظيم جدا .. سبحان الله رسول الله صلى الهل عليه وسلم في يوم كان معه 4 دنانير ولم ينم ولم يهدأ له بال حتى أنفقها لأصحابها .. وأنتم أيها الأغنياء تنامون وتهنأون على الأسرة الحريرية والغرف المكيفة بالسنترال ولديكم أموال طائلة في البنوك !! رحماك يارب .. اللهم إحشرني مع زمرة الفقراء والمساكين يارب .

" ردا على المشهد الثالث "

فأقول لاختي الحبيبة .. من تواضع لله رفعه .. والله عز وجل يمهل ولا يهمل .. فإن وهبك الجمال فالله تعالى رزقك ما لم يرزقه لبعض العباد غيرك وكلنا جميلات بديننا وحبنا لله تعالى ولرسوله والجمال يرعاك الله ليس جمال الشكل ولا الجسد بل جمال القلب وجمال الدين وجمال الأخلاق .. فتواضعي لأخواتك ولا تتكبري لأن الله تعالى قادر ان يحرمك هذا الجمال فإنتبهي وتوبي إلى الله وتواضعي للخلق حتى يحبوك ولا تتكبري عليهم فالله تعالى خلقته جميلة وحسنة قال تعالى "لقد خلقنا الانسان في احسن تقويم "

أنتم يا من تتكبرون على خلق الله وتنظرون للمقيمين في بلدكم أنهم دونكم وأقل منكم "ما لكم كيف تحكمون " ألم تعلموا أن الله تعالى خلقكم "وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا " فلماذا لا تحترم أخيك المهاجر من أرضه إلى بلدك ؟! لماذا ترى نفسك أفضل منه بدلا من أن تساعده وتقف بجواره وتأخذ بيده لإنكم إخوة في الله !! هل أخذتك العزة بالإثم !! نعم هذا ما حدث لك .. وتذكر جيدا لعلك في يوم تكون أنت المهاجر وهو صاحب الدار فكيف سيكون حالك !!

لن أطيل عليكم ولكنها رسالة وددت أن أقولها لكم جميعا .. إياكم والتكبر على خلق الله لأننا جميعا سنحشر على نفس الأرض .. وسندفن في ذات الحفرة .. وسنلبس عند الموت ذات الكفن وذات اللون وجميعنا سيسألنا عند الموت منكر ونكير وكلنا عباد الله

فتوبوا إلى الله وإرجعوا إلى صوابكم وإستغفروا الله على ما فعلتم ف ي دنياكم وتكبرتم على إخوانكم وأهلكم وذويكم وأغضبتم الله عز وجل بما يكفي بتكبركم على خلقه وإعتراضمك على قضاءه وقدره . فما زال باب التوبة مفتوح على مصرعيه فإغتنموا الفرصة قبل أن يغلق الباب و "ان تقول نفس يا حسرتى على ما فرطت في جنب الله وان كنت لمن الساخرين "

"فَلِلَّهِ الْحَمْدُ رَبِّ السَّمَاوَاتِ وَرَبِّ الأَرْضِ رَبِّ الْعَالَمِينَ
وَلَهُ الْكِبْرِيَاء فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ "

<!-- / message -->

 

  • Currently 90/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
30 تصويتات / 232 مشاهدة
نشرت فى 30 أغسطس 2007 بواسطة MAXMAN2015

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

365,456