دكتورة/ ليلي عبد الله

دكتوراه الفلسفة في الإدارة العامة والمحلية

 

ان التغيرات المتسارعة و الكثيرة في مجالات العمل المختلفة في عالم اليـوم نتيجـة لزيادة التفاعل المستمر بين جميع المتغيرات الداخلية و الخارجية التي ترتبط بالمنظمـة ، وقد صاحب هذه التغيرات كثير من التحديات أمام إدارة الموارد البشرية لتحقيق أهـدافها اتجاه العاملين من جهة واتجاه المنظمة من جهة أخرى..

ومن اهم هذه التحديات ما يلي :

اولا - التحول من عصر الصناعة إلى عصر تكنولوجيا المعلومات:

أن التطورات الحديثة للتكنولوجيا وتكنولوجيا المعلومات ، واستخدام الحاسبات الآلية شكل قيدا على إدارة الموارد البشرية ، حيث ادت التغيرات الملحوظة في التكنولوجيا الالكترونية إلى تغيرات جذرية في أنواع الأعمال والمهارات التي تحتاج إليها المنظمات كما زادت أهمية بعض الأنشطة مثل التكوين والتنمية ، و التخطيط للمستقبل الوظيفي . و نتج عن التوسع في استخدام التكنولوجيا الاستغناء عن بعض العاملين ، لذا ينبغي على إدارة الموارد البشرية أن تعدل سياساتها اتجاه العمال لتتلاءم وتتكيف وفقا للتغيرات التكنولوجية.

 ثانيا- التغيرات في تركيبة القوى العاملة:

لقد لوحظ أن هناك تغير في تركيبة القوى العاملة الحالية لمختلف المنظمات ، ومن هذه التغيرات على سبيل المثال فئة النساء و فئة المعاقين اذ كانت شبه مقصاة ، حيث أصبحت المرأة تنافس الرجل في العديد من الوظائف ، كما أن عدد النساء اللاتي يقمن بمهام الإدارة في تزايد والاهتمام بفئة المعاقين في تزايد هي الأخرى ، بحيث تغير الاعتماد على العمل الجسماني والبدني إلى العمل الذهني والعقلي . لذا فعلى إدارة الموارد البشرية أن تتجاوب بتوفير خطط أفضل للمستقبل الوظيفي الخاصة بالعمال من الجنس الأخر ، دوي الاحتياجات الخاصة و المهارات.

 ثالثا- نظم المعلومات في إدارة الموارد البشرية:

 حتى يتسنى لإدارة الموارد البشـرية المساهمة في تحقيق أهداف المنظمات بطريقة أفضل ، فإنها تحتاج إلى نظـم معلومـات حديثة تشمل على البيانات وخطط إدارة الموارد البشرية في شكل قسم متخصـص يقـدم النصح للإدارة. اد ينبغي للإدارة أن تتوفر على قاعدة معلومات أساسية ، اعتمـادا علـى خدمات الحاسب الآلي ، فالتحدي الذي يواجه معظم المنظمات الكبيرة الحجم في الوقـت الحاضر هو مقدرتها على التقدم بمعلومات ذات قيمة للإدارة تساعدها على اتخاذ القرارات الرشيدة اتجاه الموارد البشرية.

رابعا- العائد والتعويض المادي للعاملين :

 غالبا ما يؤدي التضخم الاقتصادي إلـى طلب العاملين اجورا أعلى ، وعدم قدرة الكثير من المنظمات على دفـع أجـور أعلـى للعاملين تتناسب مع المستوى لهذا التضخم ، مما يؤثر على مستوى الأداء في الكثير مـن المنظمات . إضافة إلى التحديات المذكورة هناك تحديات اخرى تتمثل في يلي:

-التحول من الأسواق المحدودة إلى الأسواق العالمية .

-التحول من البيئة المستقرة إلى البيئة المتغيرة .

-التحول من الأداء الفردي إلى الأداء الجماعي في شكل فرق عمل.

-التحول من التخصص في العمل إلى التنوع فى المهارات.

 ونتيجة لهده التحديات ، فإن إدارة الموارد البشرية مطالبة بمواجهتها من خلال  الإدارة الحديثة للموارد البشرية والمتمثلة فى يلى :

1-تبنى فلسفة جديدة لتنفيذ الأنشطة. وذلك من خلال التحول من مفهوم إدارة الموارد البشرية إلى مفهوم الإدارة مع الموارد البشرية باعتبار أن المورد البشرى هو شريك فى المنظمة وليس عنصر خارجى عنها.

2-ارتباط إدارة الموارد البشرية بشكل مباشر برسالة المنظمة، ودلك بالمساهمة فى التخطيط الاستراتيجي وتطوير الوسائل والأساليب التي يستطيع من خلالها الأفراد المبادرة والمساهمة في تحقيق أهداف المنظمة ، كما أن أهداف إدارة الموارد البشرية يجب أن تنبع من أهداف المنظمة المتمثلة في الربح ، النمو ، الإنتاجية ، الجودة ، الابتكار والإبداع ، المرونة والتنافسية ، وكذلك التقييم المستمر لأثر أنشطة الموارد البشرية على العاملين ، والمنظمة وذلك لاتخاذ الإجرءات التصحيحية الضرورية

3-التركيز على الثقافة التنظيمية والمساهمة في اتخاذ القرارات وذلك من خلال مساهمة العاملين في اتخاذ القرارات ، وإتاحة هامش من الحرية للعاملين في اختيار مهام عملهم والطرق اللازمة لتنفيذ ها .

4-استخدام أدوات التحفيز والإنجاز الشخصي. وذلك من خلال قيام المنظمة بتصميم الوسائل التي تقدم فرص للتطوير المستمر لقدرات ومهارات العاملين بها وذلك من خلال تحسين برامج التكوين والتطوير بين العاملين. وكذلك توعية العاملين بأهمية التطوير الذاتي لأنفسهم .

5-السياسات المرنة لإدارة الموارد البشرية التي تعتمد على حاجات ورغبات العاملين بالمنظمة ، وذلك من خلال التحول من مركزية القواعد والإجراءات إلى تصميم السياسات المرنة لإدارة الموارد البشرية التي تعتمد على حاجات ورغبات العاملين.

-6 التحول الكلى إلى خدمة العملاء سواء العملاء الداخليين أو العملاء الخارجيين. وذلك من خلال اعتبار أن العاملين بالمنظمة عملاء داخليين يجب إشباع حاجاتهم ورغباتهم فى المنظمة .

7- التركيز على إدارة المعرفة ورأس المال الفكري، حيث أصبحت المعرفة أهم الموارد المتاحة بالمنظمة، وذلك من خلال توليد وهيكلة وتطوير ونشر وتبادل الفصل الأول الإطار العام لتسيير الموارد البشرية 27 المعرفة، وعلى ذلك فإن المنظمات الناجحة هي تلك المنظمات التي يتوافر فيها معرفة تنظيمية وتعلم تنظيمي فعال.

تابع الجزء الثانى من ادارة الموارد البشرية

المصدر: د/ليلى عبدالله - دكتوراه الفلسفة فى الادارة العامة والمحلية.
Laila2000
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

41,165