حقيبة التثقيف البيئي

تمثل حقيبة التثقيف البيئي أحد نماذج التعلم و التثقيف الفردي والجماعي، فهي تحتوي على مادة معرفية ومواد تثقيفية متنوعة مرتبطة بأهداف سلوكية، ومعززة باختبارات قبلية وبعدية وذاتية، ومدعمة بنشاطات إعلامية وثقافية متعددة تخدم العملية التثقيفية والتوعوية.

الأهمية التربوية والتثقيفية للحقيبة:

تكمن أهمية حقيبة التثقيف البيئي في أنها تمكن الفرد من الممارسة العملية للخبرات والمهارات الذاتية بالاعتماد علي وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والحسية المناسبة، كما أنها تمكنه من الحصول على المعلومات واكتسابها ونشرها في المجتمع المحيط، وتفسح المجال للملاحظة والتدقيق والتعامل مع المواد بشكل مباشر إلى الدرجة التي تمكن من تحقيق الأهداف المطلوبة، وذلك كالآتي:

1. تفسح المجال أمام الأفراد لاختيار النشاطات المختلفة التي ينبغي القيام بها بحرية.

2. تتيح الفرصة لإيجاد نوع من التفاعل النشط بين الأفراد والمتعاملين معهم.

3. تشجع على تنمية صفتي تحمل المسؤولية واتخاذ القرار .

4. يجد فيها الأفراد معهم مجالا للتسلية والخبرة التربوية النافعة

الأسس العلمية لإعداد الحقيبة:

1. استعمال الأسلوب المنهجي من خلال تحديد الأهداف واختيار المادة التثقيفية وإعداد خطة العمل، ورسم مسارات التقويم.

2. التركيز علي تنويع الخبرات لدى المتلقي مثل الخبرات الحسية والخبرات المجردة والممارسات العملية والتطبيقية للأنشطة ، وذلك من أجل إشراك أكثر من حاسة في التعلم أثناء التثقيف وصولا إلى تكامل الخبرة.

3. الحرص علي تعدد الوسائل التثقيفية وتوفير أكثر من وسيلة تثقيفية وتحديد أنسب الوسائل لتحقيق كل هدف من الأهداف التثقيفية الخاصة بموضوع الحقيبة، حيث سيؤدي ذلك إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من المدركات الحسية التي تلائم كل متلقي.

4. العمل علي تحقيق مبدأ التعلم والتثقيف الهادف إذ إن تحديد الأهداف يسهل عملية اختيار وسائل التثقيف الملائمة ونوع الخبرة المناسبة، كما يجدد مستويات الأداء المطلوب.

5. الاعتماد علي الإيجابية والنشاط في التعلم و التثقيف باعتبار إن وضوح الأهداف يوضح للمتلقي طريقة التعامل مع المواد التثقيفية وهذا ما يعرف بالتعلم عن طريق العمل مما يؤدي إلى التفاعل الإيجابي مع المعرفة والمعطيات المتاحة.

6. تنظيم المواد التثقيفية بطريقه تحقق سهولة التداول والاستعمال لها وذلك بحفظها في حقيبة مناسبة بترتيب وتنظيم يسمح بسهولة الحصول على المادة المطلوبة، وحفظها بعد الانتهاء من استعمالها.

7. الحرص علي تنوع أنماط التعليم و التثقيف التي تعتمد علي تعدد المواد التثقيفية وسهولة استعمال الحقيبة التثقيفية سواء مع المجاميع الكبيرة أو المتوسطة، أو أثناء التعلم والتثقيف الفردي.

مكونات الحقيبة:

1. جسم الحقيبة: ليس هناك شكل محدد لجسم الحقيبة، فقد تكون عبارة عن كيس قماشي مقسم الي جيوب وفراغات لتوزيع المادة التثقيفية، وقد تكون حقيبة من الورق المقوى أو صندوق مقسم الي فراغات، وأنا أحب استعمال ( القفة و القدقود) المصنوعة من سعف النخيل لانها صديقة للبيئة وعادة ما يكتب عليه عنوان الحقيبة، والفريق المشارك فيها، وعنوان الموضوع الذي أعدت من أجله الحقيبة ، والجمهور الذي تخدمه.

2. الدليل المرجعي للحقيبة: يوضع على شكل كتيب صغير أو صفحات منفصلة ويتضمن معلومات واضحة عن موضوع الحقيبة ومحتوياتها وفئة المتعلمين المستهدفة ومستواهم التعليمي و يشتمل على معلومات عامة عن العنوان الذي يوضح الفكرة الأساسية التي تعالجها الحقيبة، كما يحوي التعليمات التي تشرح ما تتميز به الحقيبة، ويوضح المسار الذي يسلكه المتلقي خلال تعامله مع المادة الإعلامية وكيفية القيام بالنشاطات والاختبارات ومفتاح الإجابة عنها، وعادة ما تحتوي مقدمة الدليل علي وصف عام للحقيبة، وتحديد الفكرة الرئيسة والهدف منها، وأهمية المادة التثقيفية بها، وفكرة مبسطة عن محتوياتها، وبيان علاقتها بالقضايا المعاصرة والمستقبلية، كما يذكر في الدليل كيفية تحليل خصائص المستهدفين مثل تحديد الفئة التي أعدت لها الحقيبة، وتشخيص حاجات المتلقيين، مع توضيح أسباب اختيار الموضوعات، وحاجات المتلقيين، وشرح الهدف من الموضوع الذي تعالجه الحقيبة وأهميته وارتباطه بحاجات المتلقيين، مع شرح الأهداف الإعلامية والتثقيفية للحقيبة، بالاضافة الي شرح المفردات الجديدة والمفاهيم والتصميمات والمهارات والميول والاتجاهات، وكيفية حل المشكلات ، وأخيرا تحديد الأهداف السلوكية التي تصف النتائج المتوقع تحقيقها في أداء الأفراد بعد كل مرحلة من برنامج الحقيبة وبعد إتمام البرنامج بكامله. وبإمكان كل واحد منا أن يضع لنفسه دليلاً خاصاً به حسب نوع المعلومات الموجودة بالحقيبة.

3. دليل الأنشطة التعليمية المصاحبة للحقيبة التعليمية: وهو دليل خاص بالمتلقيين وفقا لخصائصهم العمرية، حيث يشتمل هذا الدليل على مجموعة من الأنشطة والاختيارات التي توفر لمتلقي فرص الانتقاء بما يناسب اهتمامه ورصيده الثقافي، كما توفر هذه الأنشطة التفاعل الإيجابي بين المتلقي والمواد المقدمة له من أجل تحقيق الأهداف المحددة بإتقان عالٍ حسب نوع التعليم المتبع سواء كان فردياً أو جمعياً وبما يلائم طبيعة الموضوع وأنماط التعلم والفروق الفردية بين المستهدفين كتنوع الأسئلة والاعتماد على الصور البصرية والسمعية أو المزج بين عدة طرق، بحيث يصاحب كل نشاط نبذة مختصرة عن المحتوى العلمي الذي يتعلمه المتلقي من النشاط، بالاضافة الي تحديد أهداف النشاط والزمن المستغرق، والمفاهيم المتضمنة، و الأدوات والوسائل المطلوبة، كما يشمل أيضا ملخصا للنشاط وخطوات تنفيذه، وهذه من السهل جداً اعدادها وتجميعها واضافتها للحقيبة.

4. النشاطات والبدائل التثقيفية: وتشمل الجسم الحقيقي والعملي للحقيبة، وجوهر المادة العلمية الأساسية وطريقة عرضها والإجراءات المصممة على نحو يكفل تحقيق الأهداف المحددة، ويراعى فيها تعدد الوسائل والأساليب والنشاطات والطرائق والاختبارات، وهي تشتمل علي مجموعة من الوسائط المتعددة مثل الأسطوانات المدمجة والبرامج التسجيلية التلفزيونية، والتسجيلات الصوتية، والشرائح والمصورات والخرائط والشفافيات، والكتيبات والنشرات والملصقات وما الي ذلك من وسائط متعددة، وبالامكان تجميع هذه المواد من كافة الجهات العامة بكل سهولة خاصة من ضمن نشرات الهيئة العامة للبيئة..

5. أدوات التقويم: يعد التقويم من العناصر الأساسية في العملية التربوية بشكل عام وفي الحقائب التثقيفية بشكل خاص فهو يبين مدى نجاح الحقيبة في ما صممت من أجله، كما يشخص الجوانب التي تحتاج إلى تحسين وتطوير فيها، ويوضح التقويم أثر أساليب التثقيف المتبعة ومدى فاعليتها و مدى تحقيق المتلقيين للأهداف المحددة بعد إنجازهم مختلف أنشطة الحقيبة،ويتم التقويم عن طريق اختبار المتلقيين بعد تطبيقهم لبرنامج الحقيبة التثقيفية، بالاضافة الى دراسة الحقيبة من قبل خبراء مختصون.

مكونات برنامج التقويم في الحقيبة التعليمية:

يتكون برنامج التقويم في الحقائب التعليمية من الاختبارات التالية:

1. الاختبار القبلي ( المبدئي ) ويهدف إلى تحديد مدى استعداد القائم بعملية التثقيف البيئي والمتلقي للتعامل مع مادة التثقيف، ومدى أهمية القضية البيئية المطروحة، ومدى احتياج المجتمع للتوعية بها، و يساعد هذا في تحديد نقطة البداية لاستعمال مواد الحقيبة، فقد يبدأ من أولها أو من قسمها الثاني أو الثالث وهكذا، كما يساعد هذا الاختبار القائم بعملية التثقيف على تنظيم المتلقيين وترتيبهم في مجموعات متقاربة، لتحقيق أكبر تفاعل مع البرنامج.

2. الاختبار البنائي ويتكون من مجموعة من الاختبارات المرحلية القصيرة تصاحب عملية التثقيف باستمرار لتزويد المتلقي بتغذية راجعة وفورية تعزز عملية تثقيفه وتدفعه للتقدم بعد كل اجتياز صحيح لكل خطوة 0 ويكون التقويم بنائياً وتجميعياً وتكوينياً وفردياً ذاتياً، حيث أن المتلقي اعتمد فيه على نفسه تماماً.

3. الاختبار النهائي ( البعدي ): ويتم بعد انتهاء المتلقي من تنفيذ نشاطات الحقيبة، والغرض من هذا الاختبار تحديد مقدار إنجاز المتلقي للأهداف الخاصة بالنشاط ومدى استعداده للبدء بموضوع آخر في الحقيبة، فإذا أظهرت نتيجة الاختبار أن المتلقي قد حقق المستوى المطلوب فإنه يمكن الانتقال به إلى موضوع أخر في الحقيبة، والا فيعود إلى البدائل الأخرى لاستكمال ما لم يتحقق .

كيفية إنتاج الحقيبة:

لابد قبل البدء بإنتاج الحقيبة من الإعداد الجيد لها، وذلك بدراسة الموضوعات التي يستلزم تضمينها في الحقيبة، والتعرف على المواضيع والأنشطة المتشابهة التي من الممكن أن تخدمها، مع دراسة الفائدة المرجو تحقيقها من خلال هذه الحقيبة ومدى انعكاس آثارها الإيجابية على الأفراد بما يساهم في رفع مستوى تعلمهم ويساعد في تبسيط القضايا والموضوعات البيئية. ويمكن إتباع أحد الطرق التالية لإنتاج الحقيبة التعليمية:

1. إعداد الحقيبة بحيث توضح بعض القضايا والموضوعات المقدمة للتلميذ ضمن المنهج المدرسي.

2. إعداد الحقيبة بحيث تخدم مجموعة من الانشطة التعليمية التي تحقق أهداف ومتطلبات التربية و التعلم، وهي عادة ما تستهدف التعلم الذاتي لدى هؤلاء النشء.

وفي كلى الحالتين لابد من إتباع الخطوات التالية عند التخطيط لإنتاج الحقيبة:

1. تحديد الموضوعات التي تحتاج الي توضيح وتفسير وتطبيق، ودراستها وتحليل الواقع وتحديد المتطلبات المستقبلية لعلاجها والتصدي لها.

2. حصر المواد الإعلامية ووسائل التثقيف والأجهزة والأدوات المطلوبة لعرض القضايا والموضوعات المستهدفة.

3. وضع آلية مناسبة لإنتاج المواد الإعلامية والتثقيفية الخاصة بالموضوعات المطروحة في الحقيبة، بحيث يمكن حصرها في حقيبة تعليمية واحدة.

4. تحضير مواد العرض المناسبة للأطفال وللمكان الذي سوف يقدم فيه الموضوع.

5. تصميم استمارات للتقييم النهائي لدراسة مخرجات الحقيبة ومعرفة انطباع مستخدميها وملاحظاتهم عليها، وأثرها في العملية التربوية، وجدواها التعليمية، والتعليمات المقترحة لتحسينها، ومدى كفاية الوسائل والمواد التعليمية التي احتوتها تلك الحقيبة، وذلك وفقا للمستوى العمري للفئة المستهدفة.

كيفية استعمال الحقيبة التثقيف البيئي وتوظيفها في الأنشطة العامة:

1. الإطلاع المسبق على محتويات الحقيبة ودراستها وتحديد مدى ملاءمتها للافراد.

2. تحديد دور الحقيبة وكيفية استعمالها بما يتناسب وطريقة التعلم المتبعة.

3. تحديد إمكانية استعمال بعض موضوعات الحقيبة بما يتناسب وحاجة المتلقيين.

4. ضرورة الانتباه إلى أن الحقيبة وسيلة إيضاح وليست وسيلة تقويم.

كيفية تقويم الحقيبة :

يعتبر التقويم خطوة أساسية من تصميم الحقيبة، إذ يتم من خلاله التعرف على مدى تحقيق أهداف الحقيبة التثقيفية، كما يقدم تغذية راجعة لكل من المرسل والمستقبل،لذلك من الضروري بعد مرور وقت معين على استعمال الحقيبة أن يتم جمع الاستبيانات المرفقة بها لدراستها و دراسة ملاحظات مستخدميها و ذلك بهدف التعرف على آثر الحقيبة التي تم إنتاجها في تحقيق أهداف التعلم.و يكون تقويم الحقيبة بإحدى الطرق التالية:

1. مقارنة أداء المتلقي قبل و بعد استعمال الحقيبة.

2. مقارنة أداء المتلقي الذي يستعمل الحقيبة بأداء متلقيين آخرين لا يستعملونها.

المراجع

1. كوثر حسين كوجك، وآخرون: الحقيبة التعليمية للتثقيف البيئي والصحي، مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية، القاهرة- 1999

2. مرعي توفيق و محمد الحيلة : تفريد التعليم ، الطبعة الأولى ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، عمان ـ الأردن ، 1998مجلة تكنولوجيا التعليم العدد ( 21 ) السنة ( 13 ) 1989م

3. عبد الباري درة وأحمد بلقيس و توفيق مرعي ، : الحقائب التدريبية ، منظمة الأقطار العربية المصدرة للبترول ، معهد النفط العربي للتدريب

4. فوزي زاهر: الرزم التعليمية خطوة على طريق التفريد ، مجلة تكنولوجيا التعليم العدد ( 5 ) السنة ( 3 ) 1980م

5. عبد الله عبد العظيم عيسى: الرزم التعليمية ، اتجاه معاصر في التعليم الفردي، مجلة التربية المعاصرة ، العدد الثاني 1984م

6. سعدية محمد البهادر: تطور صناديق الاستكشاف إلى حقائب تربوية متعددة الأهداف والاستخدامات مجلة تكنولوجيا التعليم العدد ( 5 ) السنة ( 3 ) 1980

7. محمد سليمان المشيقح: مشروع استخدام الحقائب التعليمية في التدريس ( مشروع مقترح لمقرر تقنيات التعليم والاتصال " 241 وسل " في جامعة الملك سعود ) ، مجلة جامعة الملك عبد العزيز (العلوم التربوية ) م7 ( 1414 هـ – 1994 م )

8. عبد الحافظ محمد سلامة: مدخل إلى تكنولوجيا التعليم ، الطبعة الثانية ، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع ، عمان – الأردن 1998م

9. حسين حمدي الطوبجي : التكنولوجيا والتربية ، الطبعة الأولى ، دار القلم الكويت 1980 م

10. رياض الجبّان: الرزم التعليمية ( تطورها- خصائصها – مكوناتها – تصميمها – تقويمها – شروط استخدامها ) ، حسين حمدي الطوبجي: الحقائب التعليمية ، مجلة تكنولوجيا التعليم العدد ( 5 ) السنة ( 3 ) 1980م

11. عبد الملك الناشف: الحقائب والرزم التعليمية ، مجلة تكنولوجيا التعليم العدد ( 5 ) السنة ( 3) 1980م

12. جودة سعادة: الحقيبة التعليمية كنموذج للتعليم الفردي ، مجلة اتحاد الجامعات العربية العدد (19 ) 1983