بحث في يوم البيئة العالمي
تواجه البيئة في الوقت الراهن مخاطر عديدة، نتيجة النمو الديموغرافي الهائل والنشاطات البشرية المكثفة وسوء تدبير الموارد الطبيعية، واستنزاف الجانب غير المتجدد منها. كل هذا أدى إلى تدهور وتلوث البيئة، بحيث حصل تغير كمي ونوعي في مكونات البيئة الحية وغير الحية، ولا تستطيع الأنظمة البيئية استيعابه من دون أن يختل توازنها.
وحتى لا تبقى هذه المشكلات عائقا في وجه التنمية المستدامة، لابد من التدخل العاجل والفوري لمجموعة من الخيارات والتي من بينها الإرادة السياسية والتدبير العقلاني للموارد الطبيعية واستخدام التكنولوجيا المتكيفة إلى جانب الإعلام والتربية البيئية التي من شأنها الإسهام في صيانة البيئة ووقايتها من الأخطار في الميادين الإيكولوجية والاقتصادية والاجتماعية.
إن إجراءات المحافظة على البيئة من تراكم الأزبال والقاذورات ومخلفات المصانع والنفايات الحيوانية والنباتية، وتلوث الهواء بسبب انتشار الغازات السامة والزوابع الرملية والغبار ودخان المحروقات، ينبغي أن تتم جميعا في عمل مواز للأنشطة الأساسية، في الوقت الذي تسعى فيه السياسة البيئية الوطنية المتمثلة في القرارات الوزارية والمواثيق الدولية التي صادق عليها بلدنا، تسعى التربية البيئية هي أيضا باهتمام متزايد لإحداث التغيير اللازم في طرق التفكير والسلوك البيئي عند المواطن بصفة عامة والمتعلم بصفة خاصة.
فالتربية البيئية تهدف إلى تطوير الوعي البيئي وخلق المعرفة البيئية الأساسية بغية بلورة سلوك بيئي إيجابي بمثابة الشرط الأساسي كي يستطيع الفرد أن يؤدي دوره بشكل فعال في حماية البيئة وبالتالي المساهمة في الحفاظ على الصحة العامة. إن التربية البيئية هي عبارة عن عملية تطوير وجهات النظر والمواقف القيميّة وجملة المعارف والكفايات والقدرات والتوجهات السلوكية من أجل صيانة وحماية البيئة، وتوفير ظروف وحياة أفضل حاضرا ومستقبلا.
مظاهر تلوث البيئة:
تبذير الماء
إن مشكل الحصول على الماء هو مشكل كوني حيث يترتب عنه مجموعة من المشاكل على عدةأصعدة ومستويات ، حيث أنه يشمل الميدان الصحي، الأمن الغذائي العا لمي.. مع العلمأن أزمة الحصول على الماء ستزداد مع ارتفاع عدد سكان العالم. .إضافة إلى أن نصف أنهار و بحيرات العالم ملوثة، ونصف المناطقالرطبة اختفت منذ بداية القرن العشرين. وتعتبر التغيرات المناخية من بين الأسباب الأساسيةلندرة الماء.
إن الماء عنصر حيوي ولكن ازدياد الطلب عليهيفرض علينا التقنين في استعماله، وتربية الأجيال الصاعدة على المحافظة على هذه الطاقة الثمينة.
إن الموارد المائية تتعرض للاستنزاف جراء ما تفرزه المصانع و المنازل من نفايات وكذلك استعمال الأسمدة الكيماوية يضر بالفرشات المائية.و قد أشار تقرير منضمة الأممالمتحدة أن " مواطن من أصل5 محروم من الاستفادة من الماء الصالح للشرب بسبب سوءتسيير الموارد المائية والتقلبات المناخية و أربعون في المائة من ساكنة العالمتعاني من غياب خدمة الصرف الصحي و مليار نسمة تعاني من نقص الماء الصالح للشرب".
تراجع التنوع البيولوجي
إن الكائنات الحية تتوزع في مجموع الكرة الأرضية، فمن جهة فهي تتوزع حسبالمناخ،و من جهة أخرى حسب تاريخ تطور الأرض . وبدون شك فإن انقراض عدد كبير من هاتهالكائنات الحية له علاقة وطيدة بتطور الإنسان حيث أن جهله بالمنظومةالبيئية(السلاسل الغذائية، التنوع البيولوجي)جعله يقضي على هاته الكائنات بقصد أمبغير قصد. وبصفة عامة فإن ازدياد عدد السكان،اختلاف وتطور الوسائل التي "يهاجم" الإنسان بها بيئته أدى إلى تغير بنية الكوكب، ممثلا في تراجع التنوع الو راثي لدىمجموعة من الكائنات،و تراجع في التنوع البيولوجي في العالم
التصحر
هو تعرض الأراضي للتدهور في المناطق القاحلة وشبه القاحلة والجافة شبهالرطبة. ويحدث التصحر نتيجة لنشاطات الإنسان وتغيرات المناخ. والتصحر لا يشير إلىاتساع الصحارى الحالية بل انه يحدث لأن النظم الإيكولوجية في الأراضي الجافة، والتيتغطى أكثر من ثلث أراضى العالم تتعرض بصورة شديدة للاستغلال المفرط والاستخدام غيرالمناسب للأراضي. ويمكن أن تتقوض خصوبة الأرض نتيجة للفقر وعدم الاستقرار السياسيوإزالة الغابات والرعي الجائر وأساليب الري الرديئة. ويتضرر نحو 250 مليون نسمة منالتصحر بصورة مباشرة. وعلاوة على ذلك، أصبح نحو ألف مليون (أو مليار) نسمة في أكثرمن مائة بلد معرضين لمخاطر التصحر. ويندرج في هذه الفئة من السكان الكثير منالمواطنين الأشد فقرا والأكثر.
لهذا تشكل التربية البيئية مدخلا من مداخل تحسين الوضع البيئي المحلي وتطوير مهاراتالشباب وقدراتهم نحو التعاطي بشكل إيجابي وسليم مع بيئتهم للاستفادة من خيرات الأرضدون المساس بحق الأجيال القادمة في ذلك وهذه إحدى السبل لتوجيه مجهودات الساكنةنحو التنمية المستدامة الشاملة لتطوير أوضاعنا الاقتصادية والاجتماعية، ووضعحجر الأساس لمستقبل بيئي أفضل.
أهداف التربية البيئية:
*- الإسهام في تغيير السلوك اللابيئي، والتعريف بالأنماط البيئية الإيجابية التي تبرز حقيقة العلاقة الوطيدة بين الحفاظ على البيئة واستمراروجودنا وحياتنا.
*- تعبئة الأطفال للانخراط في الأنشطة الميدانية من حملات للتوعية والتحسيس والنظافة وعمليات التشجيروالبستنة.
*- تحفيز الأطفال على العمل بكيفية نشيطة في تحسين وصيانة البيئة المحيطة بهم.
*- تمكين الأطفال من القدرة على المساهمة بشكل نشيط وفعال على حل المشكلات البيئية المحيطة بهم.
*- ترسيخ مفاهيم التربية البيئية.
ساحة النقاش