الأطار القانوني لحقوق الملكية الفكرية - دكتور / خالد ممدوح - [email protected]

تعريف حقوق الملكية الفكرية

نستعرض في هذا المبحث التعرض لماهية حقوق الملكية الفكرية ، ثم نتناول التكييف القانوني لها ، وأهميتها ، وذلك علي نحو ما يلي .

أولاً : ماهية حقوق الملكية الفكرية

تشكل حقوق الملكية الفكرية أسمى صور الملكية على وجه الإطلاق ، ويتبدى هذا السمو من اتصال موضوع هذه الحقوق بأسمى ما يملكه الإنسان  وهو العقل في إبداعاته وتجلياته الفكرية .

وحقوق الملكية الفكرية تشبه غيرها من حقوق الملكية ، فهي تسمح للشخص المبدع أو مالك العلامة التجارية أو براءة الاختراع أو حق المؤلف بالاستفادة من عملة واستثماره ومنع الغير من التعدي علي هذه الحقوق .

وقد وردت حقوق الملكية الفكرية في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان حيث جاء نص المادة (27/2) علي أن لكل شخص الحق في حماية المصالح المعنوية والمادية المترتبة علي أي إنتاج علمي أو لأدبي أو فني من صنعه أو أبتكاره .  

وتنقسم الحقوق المالية المتعلقة بالذمة المالية إلي حقوق عينية وحقوق شخصية ، ويقصد بالحق العيني السلطة التي يباشرها شخص معين علي شيء محدد بالذات بحيث يتمكن من الاستفادة من هذا الشيء ، ويعتبر حق الملكية أوضح مثال على الحقوق العينية والذي يعتبر أوسع الحقوق العينية مدى وشمولاً ، أما الحقوق الشخصية فهو رابطة قانونية بين شخصين يلتزم بمقتضاها أحدهما بالقيام بأداء مالي لمصلحة الآخر .

وهو ما يعني أن الحق العيني يرد علي مباشرة علي شيء معين ، أما الحق الشخصي فإنه يرد علي عمل معين .

لكن مع ازدياد التجارة علي الصعيد الوطني والدولي من جهة ، وتطور التكنولوجيا وانتقالها بين دول العالم من جهة أخري ، لم يعد هذا التقسيم التقليدي للحقوق كافياً لاستيعاب كافة أنواع الحقوق المالية ، حيث ظهر نوع جديد من الحقوق هو الحقوق المعنوية أو الفكرية ، التي يتمتع بها الشخص علي إبداعاته الفكرية أو الذهنية ، أو حقوق الملكية الفكرية .

وهذه الحقوق لم تكن معروفة في الشرائع القديمة لأنها جاءت وليدة للعوامل والوسائل الحضارية الاقتصادية الحديثة ، وكان الهدف من إقرار هذا النوع من الحقوق هو تشجيع الاختراع والإبداع وحماية حقوق المخترعين والمبدعين في استثمار ثمرات تفكيرهم وابتكارهم ومنع الآخرين من التعدي على هذه الحقوق والمزاحمــة في استغلالهــا

والمقصود بالحق الفكري أو المعنوي: هو ذلك الحق الذي يرد على شيء معنوي أو غير مادي، فهو إما يرد على نتاج ذهني أياً كان نوعه كحق المؤلف في مصنفه ، وحق الفنان في مبتكراته الفنية ، وحق المخترع في اختراعاته الصناعية ، وإما أن يرد على قيمة من القيم التي تجتذب العملاء وتعتبر ثمرة للنشاط كحق التاجر في الاسم التجاري ، والعلامة التجارية ، وثقة العملاء حيث تثبت لصاحب هذا الحق أبوة نتاجه الذهني أو ثمرة نشاطه، فيكون له تبعاً لذلك أن يحتكر استغلال هذه الثمرة أو ذلك النتاج ، ويعد هذا الحق الفكري صورة من صور الملكية حيث ترد الملكية على شيء غير مادي.

وهذه الحقوق لم تكن معروفة في التشريعات والقوانين القديمة لأنها جاءت وليدة التقدم التكنولوجي والثورة الرقمية في عالم الاتصالات والمعلومات ، وكان الهدف من تقرير هذا النوع من الحقوق هو تشجيع الابتكار والاختراع والإبداع ، وحماية حقوق المخترعين والمبدعين في استثمار ثمرات تفكيرهم وابتكارهم ، ومنع الغير من التعدي على هذه الحقوق والمزاحمــة في استغلالهــا .

فالملكية الفكرية ليست من الحقوق العينية أو الشخصية ، بل هي حق معنوي نتاج فكري ترد على أشياء غير مادية كالملكية الصناعية والملكية الأدبية والفنية ، وهذا الحق المعنوي له جانبين ، الأول أدبي لصيق بشخص صاحبها ومبدعها ، والثاني مادي ويتمثل في حق الشخص في الاستفادة مالياً من إنتاجه الفكري والذهني .

وإذا كان محل الحقوق العينية يرد مباشرة علي شيء معين ومحل الحقوق الشخصية يرد علي عمل معين ،  فإن محل حقوق الملكية الفكرية يرد علي شيء غير مادي وغير ملموس هو الإنتاج الذهني للإنسان بمختلف صوره وأشكاله .

وتعد الملكية الفكرية أحد مجالات القانون التي تتناول حقوق الملكية المرتبطة بالأمور المعنوية ، ولذلك ذهب البعض إلي تعريف قواعد الملكية الفكرية بأنها  هي تلك القواعد القانونية المقررة لحماية الإبداع الفكري المفرغ ضمن مصنفات مدركة وملموسة ، الملكية الفنية والأدبية ، أو حماية العناصر المعنوية للمشاريع الصناعية والتجارية الملكية الصناعية. 

وقد عرفت اتفاقية الجوانب التجارة المرتبطة بحقوق الملكية الفكرية ،

 ، Trade Related Aspects of Intellectual Property Rights

والمعروفة اختصاراً باتفاقية تربس TRIPS ، في المادة 1/2 ماهية مصطلح الملكية الفكرية بأن نصت علي أنه ولأغراض هذه الاتفاقية ،  فان اصطلاح الملكية الفكرية يشير إلى " جميع فئات الملكية الفكرية التي تتناولها الأقسام من 1 إلى 7 من الجزء الثاني من الاتفاقية ، وتحديدا حق المؤلف والحقوق المجاورة له ، والعلامات التجارية ،  والبيانات الجغرافية ، والرسوم والنماذج الصناعية ، وبراءات الاختراع ، وتصميمات الدوائر المتكاملة (طوبوغرافياتها) ، والمعلومات غير المفصح عنها " . 

راجع كتاب : دكتور / خالد ممدوح إبراهيم ، حقوق الملكية الفكرية ، الدار الجامعية ، 2010 .

2- جرائم التعدي علي حقوق الملكية الفكرية ، الدار الجامعية ، 2010

المصدر: راجع : دكتور / خالد ممدوح ،حقوق الملكية الفكرية ، الدار الجامعية / 2010 .
  • Currently 235/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
67 تصويتات / 3551 مشاهدة
نشرت فى 23 إبريل 2010 بواسطة KhaledMamdouh

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

74,844