دكتور خالد ممدوح

دراسات قانونية في عصر الذكاء الاصطناعي وتقنية الميتافيرس

 

اختلاف الإنترنت عن تقنية الميتافيرس

تعد تقنية الميتافيرس، من خلال سماعات الرأس والصور الرمزية الرقمية الشخصية personalized digital avatars، المستخدمين بتقليد كرتوني للعالم الحقيقي إحدى التقنيات الرئيسية للجيل الثالث من الإنترنت، أو كما يطلق عليه الويب 3.0 "Web 3".<!--

ومنذ إعلان "فيسبوك" تغيير اسمها إلى "ميتا" فقد أصبح موضوع الميتافيرس" محل بحث ونقاش وجدل كبير حول العالم، نظراً لما تمثله شركة "فيسبوك" من وزن ثقيل في سوق التقنية، وأصبح الميتافيرس هو الحدث التكنولوجي الأبرز والذي يترقبه الجميع.

ومع ذلك، في عالم الميتافيرس، تصبح كل من هذه الأنشطة التي تبدو طبيعية أكثر واقعية، وبديهية، وغامرة، مما يوفر للمستخدمين إحساسًا بالمساحة في الوقت الفعلي، وتقريب الواقع المادي والافتراضي والمعزز في واحد بعد واحد.

تخيل أنك تشتري ملابس جديدة اليوم عبر الإنترنت، ستزور المتجر عبر الإنترنت، تقرأ أو تشاهد التفاصيل وتقوم بالدفع، أما في بيئة الميتافيرس، يمكنك في الواقع زيارة متجر الملابس هذا ولمس المنتج والاحساس به عبر تقنية في الواقع المعزز، وايضاً تجربة المنتج، ثم إجراء عملية الشراء عبر العملة الافتراضية، كل هذا وأنت جالس على بعد آلاف الأميال من هذا المتجر، في شكل مادي.

ان عالم الـميتافيرس يمكن أن يغير طريقة عملنا في شركاتنا وطريقة إنفاقنا للنقود، وطريقة تفاعلنا مع بعضنا البعض، وطريقة تكوين الصداقات، هو الجيل الأحدث للتطور الاجتماعي للبشرية كلها.

ولذلك تري شركات التكنولوجيا العالمية مثل فيسبوك Facebook ومايكروسوفت Microsoft وجوجل Google، أن الميتافيرس هو مستقبل الإنترنت، وإن الميتافيرس الذي ولد كفكرة من الخيال العلمي أصبح حقيقة واقعة منذ فترة طويلة، إن الميتافيرس هو أكثر من مجرد واقع افتراضي، أو واقع معزز، أو واقع ممتد، أو فضاء إلكتروني، فهو كل هذه الأشياء في وقت واحد.

وما يميز الميتافيرس عن الإنترنت الحالي ثلاثة أشياء وهي:

1- الوجود: سيصبح المُستخدم موجوداً عن طريق شخصية افتراضية رقمية " أفاتار" وكأنه موجود شخصياً في البيئة الافتراضية، وسيتفاعل مع المستخدمين الآخرين بحواسه جميعها.

2- التنقل البيئي المكاني: ستسمح هذه الميزة بالذهاب إلى أي مكانٍ ترغب فيه في العالم، كالذهاب إلى "باريس" مثلاً أو حضور حفلة في مدينة نيويورك مع أصدقائك ومن دون الحاجة إلى مغادرة المنزل، والتجول في شوارع

أي بلدٍ، ورؤية معالمه على شكل جرافيك عالية الدقة تشبه الواقع كثيراً. 

3- دمج الحواس مع التكنولوجيا: Standard Integration مع التقدم الملحوظ في التكنولوجيا، أصبحت الكثير من الأجهزة تعمل على الإنترنت؛ لذا باستعمال الميتافيرس مستقبلاً، سيتمكن المستخدم من تشغيل جميع الأنظمة والتقنيات عن طريق نظارة الواقع المعزز والتلويح بيديه فحسب.

والخلاصة: إن الإنترنت هو صفحات ويب يتصفحها الناس، بينما عالم الميتافيرس، إلى حد ما، يمكن للناس العيش فيه.

للتواصل من المؤلف: دكتور/ خالد ممدوح 

[email protected]

 

 

 

<!--[if !supportFootnotes]-->

 


<!--[endif]-->

<!-- - د. خالد ممدوح إبراهيم، التنظيم القانوني لتقنية الميتافيرس، دار الفكر الجامعي، 2023.

 

المصدر: د. خالد ممدوح إبراهيم، التنظيم القانوني لتقنية الميتافيرس، دار الفكر الجامعي، 2023.

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

101,635