المفهوم القانوني للذكاء الاصطناعي

Artificial Intelligence

يمثل الذكاء الاصطناعي أحد أهم وأخطر إفرازات الثورة الصناعية الرابعة التي توهجت في العصر الرقمي نتيجة لما انبثق عنها من تطبيقات ذكية أثرت على مختلف مناحي الحياة، وأسهمت في خدمة البشرية والارتقاء بها، من خلال علم هندسة الآلات الذكية التي تقوم على إنشاء أجهزة وبرامج كمبيوتر قادرة على التفكير بالطريقة التي يعمل بها الدماغ البشري، والتي مكنت الذكاء الاصطناعي Artificial Intelligence من تقديم نسخة إلكترونية مشابهة للإنسان ولديها القدرة على التعلم باكتساب المعلومات والقدرة على تحليل البيانات والمعلومات والقدرة على إيجاد العلاقات، وبالتالي يكون لديها القدرة على اتخاذ القرار السليم لإظهار ردود الفعل المناسبة للمواقف التي تتعرض لها الآلة الإلكترونية، واستغلالها في تحقيق المهمة التي تُكلف بها.<!--

ويتعبر أحد التحديات المهمة لأنظمة الذكاء الاصطناعي هو الوضع القانوني لتلك الأنظمة، إذ مع تطوير نظم الذكاء الاصطناعي وانتشار تطبيقاتها في المجالات الطبية والمالية والعسكرية والقانونية ووسائل الانتقالات، ومع قدرة هذه الأنظمة على اتخاذ قرارات مصيرية غير قانونية أو ارتكاب أفعال تشكل جريمة، ظهرت الحاجة إلى ضرورة وجود أطر قانونية جديدة لتحديد المسئولية القانونية عن الأفعال غير القانونية التي ترتكبها أنظمة الذكاء الاصطناعي.

ورغم تدخل تقنيات الذكاء الاصطناعي في كافة مناحي حياة البشر، إلا إن الغموض واللبس ما زال يحيط بمفهوم كيان الذكاء الاصطناعي وتاريخه نشأته وأنواعه وتطبيقاته، ولذلك سوف نتناول بيان ماهية الذكاء الاصطناعي على النحو التالي.

أولاً: مفهوم الذكاء الاصطناعي

على الرغم من الاهتمام المتزايد بالذكاء الاصطناعي من جانب الأوساط الأكاديمية إلا أنه لا يوجد تعريف موحد لما تنطوي عليه الذكاء الاصطناعي في الواقع.

فقد تنوعت تعريفات الذكاء الاصطناعي التي تناولها الفقه في محاولة للوصول إلى تعريف ينبئ عن مضمونه وكينونته، وقد تركزت هذه التعريفات على تعريف الذكاء الاصطناعي كمجال بحثي، أو أنظمة متقدمة مستقلة، أو بالمقارنة مع الذكاء البشري، أو من خلال وصف تقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

- عرف العالم الأمريكي John McCarthy - الملقب بأبو الذكاء الاصطناعي– مصطلح الذكاء الاصطناعي بأنه "علم وهندسة صنع آلات ذكية، وخاصة برامج الكمبيوتر الذكية. ويري "جون مكارثي" أن الذكاء الاصطناعي مرتبط بمهمة استخدام أجهزة الكمبيوتر لفهم الذكاء البشري.

- بينما ذهب البعض إلى تعريف الذكاء الاصطناعي بأنه " محاكاة الذكاء البشري في الآلات المبرمجة للتفكير مثل البشر وتقليد أفعالهم ". ويرى هذا الرأي أنه يمكن أيضًا تطبيق مصطلح الذكاء الاصطناعي على أي آلة تمتلك سمات مرتبطة بالعقل البشري مثل التعلم والاستدلال وحل المشكلات.

ثانياً: رأينا الخاص في تعريف الذكاء الاصطناعي <!--

في رأينا الشخصي لوضع تعريف مانع جامع لمصطلح الذكاء الاصطناعي فإننا يجب أن نقسم هذا المصطلح إلى كلمتين، الأولى الذكاء ويقصد به "قوة التفكير"، والثانية: الاصطناعي ويقصد بها " شيء من صنع الإنسان"، لذلك يمكننا تعريف الذكاء الاصطناعي على أنه " إنه فرع من علوم الكمبيوتر يُمكن من خلاله إنشاء وتصنيع برمجيات أو آلات ذكية يمكنها التصرف كإنسان، والتفكير مثل البشر ولها القدرة على اتخاذ القرارات بغرض تحقيق هدف معين".

ومن التعريف السابق يتضح أن الذكاء الاصطناعي هو " برمجيات أو تقنيات وآلات تحاكي الذكاء البشري وتعمل لتحقيق هدف أساسي وهو إنجاز أي مهمة بأذكى طريقة وفي أسرع وقت وبأدق نتيجة".

للتواصل من المؤلف: دكتور/ خالد ممدوح 

[email protected]

<!--[if !supportFootnotes]-->

 


<!--[endif]-->

<!-- - د. خالد ممدوح إبراهيم، التنظيم القانوني للذكاء الاصطناعي، دار الفكر الجامعي، 2023.

<!-- - د. خالد ممدوح إبراهيم، التنظيم القانوني للذكاء الاصطناعي، دار الفكر الجامعي، 2023.

 

المصدر: د. خالد ممدوح إبراهيم، التنظيم القانوني للذكاء الاصطناعي، دار الفكر الجامعي، 2023.

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

75,276