الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين وبعد 
كعادتي فسوف اتفق ابتداء حتى يكون الحديث منضبطا من جانبي ومن جانب من يشارك وكذلك لا يكون مسرحا لمن أراد تصفية بعض الحسابات ومن ثم فسوف أركز الموضوع مع حضراتكم في نقاط حتى يسهل فهمها واستيعابها 
1- فضل المدربين .....

فإن المدربين هم حماة الثغور لكل أمة، و مربو الأجيال على المهارات المختلفة، و المحافظون على تجويد المهن و ارتقائها، المستحقون لأجر الجهاد، وشكر العباد والثواب من الله يوم المعاد إذا أخلصوا النية لله.
وهم ورثة الأنبياء والعلماء إذا حملوا ميراثهم بشكل صحيح ومنضبط.

2- التدريب لماذا ؟ 
الأولى: ضعف التدريب الذاتي لعدم وجود قنوات صالحة للإفادة منها وكذلك لضعف جانب الإطلاع والقراءة عند الكثير. 
الثانية : الكمال الزائف ونسيان أو تناسي أن المرء مهما بلغ من العلم فإنه بالتأكيد لم يقارب الإحاطة بدليل قوله تعالى ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا )

3- فرق كبير بين التعليم والتدريب (مهمة جدا ))
التدريب وثيقة مـــــــن وثائق الإنسان الموظـــــف مثله مثل التعليم وإن كان الفــــــــرق أن التعليم يرتكز على الحصول على المعلـــــــــــــومات أما التدريب فيتزايد بالحصول على الخـــــــــــــــــــبرات وتنمية المهارات فضلا عن تغيير السلوك والاتجاهات. التدريب إذاً ركيزة التنمية خاصة في الدول الآخذة بأسباب النمو. 

4- السؤال الأهم ما الذي دفعني لهذا لطرح هذا الموضوع ؟؟؟
في زيارتي الأخيرة لمصر وسلطنة عمان والشام والبحرين 
حضر معي على مدار شهر من الجولات والمحاضرات (((المجانية المجانية المجانية )) قرابة 5000 شخص والغريبة 
إن نصف هذا العدد أو يزيد قد سألني عند دورة إعداد المدربين,,,ووجدت إن كل واحد منهم يريد إن يصبح مدربا وليس محليا فقط بل عالميا ...
ولم يكن الأمر مفاجأ ولا غريبا بل تعجبت إن من بين بعض من سأل طلاب بالثانوية العامة بل وبالصف الثاني الثانوي 
وجلست أفكر ما سبب هذا الأمر ؟؟؟

واهتديت للاتي : 
1- ينظر الناس للمدربين على أنهم المثقفين ومصدر الكمال الإنساني الحالي فهم العالمون الفاهمون العارفون وذوي التخطيط والفهم والفقه وتحديد الأهداف ورسم هويات الناس وفهم تصرفاتهم 
2- هم كذلك من يحصلون على أجور قد تصل كواحد ممن يعملون بهذا المجال وهو معروف ومشهور إلى أكثر من 100 ألف ريال باليوم الواحد
3- العرب تهوى ركوب الموجة والموجه العاتية الآن اسمها التنمية البشرية، فيريد كل شخص إن يركبها 
4- تقارب الزمان وإمكانية الحصول على المعلومات والدرجات العلمية فأصبح هناك life experience degrees' & distance learning degrees' & on line degrees 
5- غياب الرقابة من المؤسسات الحكومية على أداء المراكز التدريبية فصارت الشهادات تطبع داخل المكاتب على أنها قادمة من أمريكا أو أوربا أو حتى بوركينا فاسو 
6- سوء استخدام طموحات الشباب والضحك عليهم بأسماء وهمية لا علاقة لها بالواقع أو ربما لها علاقة بالواقع لكن ليس بواقعنا فتجد المتدرب المسكين سعيد بحصوله على "البورد الأمريكي " وإذا سألته يا بني يعني إيه البورد الأمريكي لم يرد جوابا .

ويبقى السؤال ؟؟
هل التدريب بيزنس أم رسالة ؟

طول عمر التدريب ومنذ بدايته بيزنس ؟؟؟؟ ولا ضير فأمريكا تنفق سنويا على التدريب 500 بليون دولار والمملكة العربية السعودية تنفق 40 مليار ريال فهو بيزنس تقوم عليه مراكز تدريب وشركات ومؤسسات 
ولكن هذا البيزنس لو خلا من الإخلاص وابتغاء الأجر من الله قبل الأجر من الناس كان مهلكة ومفسدة ومضيعة للوقت 

فالتدريب بيزنس ...لكن ليكون هذا البيزنس حلالا ،فلنتق الله في أموال الناس وفي عقولهم فلا ندفعهم الا بالمعقول ولا نعلمهم الا ما له قيمة وفائدة 

النائحة الثكلى ؟؟؟؟والنائحة المستأجرة 

دوما أقول ليست النائحة الثكلى التي تبكي بحرقة على ولدها وفلذة كبدها كالنائحة الممثلة المستأجرة التي أتت فقط لتجامل أو تطلب بصراخها الأجر 


حينما يكون على المدرب ان يسافر لأقصى الأرض ليصل برسالته للعلا ولو بدون أجر فهو من النائحات الثكالى وليس المستأجرات


اللي ما يعرف الصقر يشويه (بالمصري) اللي ميعرفش يقول عدس ....
مع الأسف وبالغ الاعتذار أقول نحن امة جاهلة لا تعلم شيئا ولا تفقه شيئا فحينما يحضر احدهم لشخص لا يفقه شيئا في أي شيء الا انه يحسن الكلام وقد رتب بعض المعلومات فيخرج فرحا مسرورا مسبحا بحمد الملقي ( المدرب ) وتأتي هنا القاعدة التي ارددها دوما 
ليست العبرة بجودة المتحدث ولكن المشكلة في جهل المستمع 
المستمع الذي يستمع من الصفر كل ما يضاف إليه مفيد وجيد 


وهنا فائدة ؟؟؟؟؟؟

أرحب بجهود كل المدربين الحقيقيين والمدعيين والمحاضرين وكل ما ينسب لهذا من أسماء ؟؟؟لماذا 
لأننا في مرحلة من الجهل تموج موجا،،،فأهلا بكل متحدث وأهلا بكل متكلم بشرطين 
الأول: إن تسمي الأمور بأسمائها 
الثاني : إن تقول للناس ما يفيدهم من مصادر موثوقة فأنت مؤتمن عليهم 


يعني إيه ؟؟؟؟؟؟؟
فرق كبير بين التدريب والتعليم 
فرق كبير بين المحاضر والمدرب 
فرق كبير بين الخبرات العملية والخبرات العلمية 

يعني إيه برده ؟؟
ارسلت فتاه عمرها 19 سنة رسالة تقول أنا المدربة كذا وحصلت على دورة إعداد المدربين مع الشهير فلان الفلاني وأود العمل بالتدريب فما نصيحتكم ؟
قلت يا بنيتي التدريب له 34 أسلوب منها أسلوب المحاضرة فأنت محاضرة ولست مدربه ؟؟؟أنت حصلت على طرق التدريب وكيف تكوني مدربه لكن بقى ليكي ما ستعلمينه للناس 
وهنا وقفة 

يا نااااااس لا يوجد وظيفة في العالم اسمها مدرب تنمية بشرية ،،في مدرب سلة مدرب سيرك مدرب مسرح لكن مدرب تنمية بشرية هذه وظيفة ثانوية 
يعني إيه ؟

يعني أنا اليوم رئيس تنفيذي في مجموعة رأس مالها يربوا على 3 مليار ريال سعودي ، وبحكم خبراتي الكبيرة منذ 15 سنة أقوم بالتدريب للناس على ما تعلمته واكتسبته طوال تلك الفترة 
انظروا لكبار المدربين الغربيين ممن درسنا على أيدهم وتعلمنا منهم ليس التدريب مهنتهم الأساسية بل الثانوية فهذا مدير كذا وهذا مدرس كذا وهذا رئيس كذا 

وهكذا 

وهنا مربط الفرس ؟؟؟

تجد إعلان كبير للمدرب العظيم الرهيب محرر الاقصي عن التسويق ثم تجد هذا المدرب لم يمارس التسويق ابدا في حياته العملية بل درس هنا وهنالك وقرأ هنا أو هناك أو عمل دونلوود من النت لبرنامج عن التسويق وشكرا 

وأعجب من ذلك من يقدم استشارات أسرية ودورات في السعادة الزوجية وهو مطلق أو لم يسبق له الزواج 

أخيرا ...الألقاب الجسام 
المدرب الدولي 
المدرب العالمي 
المدرب الخبير 
المدرب اللي مش عارف إيه ؟؟؟
يا ناس أنا لا اقلل من قدرات الناس 
ففي عالمنا العربي من ينافس وبقوة الغرب الآن ....

سواء بالتدريب أو التأليف ......

سألت أحدهم لما تطلق على نفسك المدرب العالمي ؟؟قال لأنني معتمد من جهات عالمية ؟؟فأعدت السؤال بلغة يفهمها ؟؟متى تقول إن هذا اللاعب دولي ؟؟قال إذا لعب مباريات دوليه خارج محيط أرضه ؟؟قلت هذا هو الجواب الصحيح
عندما تقدم محاضراتك خارج محيط وطنك وفي 10 دول وصاعد على الأقل قل ذلك 


أخيرا وليس آخرا 

نحن فقط العرب من يهتم بجمع الشهادات والمحاسبة على الحروف فهذا يملك حرف الدال وهذا يملك حرف الميم وهذا لا يملك شيء 
مع انني ارغب من القراء الأعزاء إن يخبروني ما هي شهادات تاد جيمس أو براين تريسي أو ستيفن كوفي أو رون كوفي أو جاك وليش 
إنها شهادة واحدة اسمها شهادة الخبرة 


نصيحة محب 
1- أيها المحاضرون لا تتعجلوا الثمر فأنت اليوم محاضر وغدا مدربا دوليا يشار لك بالبنان 
2- ليكن لك خبرات عمليه تنمي موهبتك ودراستك التدريبية فإذا تكلمت عن مهارات التفاوض مثلا تتكلم من واقع عشت وليس من واقع قرأته 
3- ننتظر منكم إخلاص النية لننهض بأمتنا فلا حرج إن تكسب قوتك لكن لنكسب قوتنا بالحلال وليس بالدورات المزخرفة والعنوانين البراقة التي قد تخدع الناس 
4- انتم خلفاء رسول الله في ايصال الدعوة والرسالة فهيا نتحرك بحب وعلم وبصيرة 
5- أيها المتدربون قليل من الثقافة والسؤال عن من ستحضرون له حتى تتعلموا الحق بحق 
6- أيها المتدربون ليست الدورات هي محل التدريب الوحيد لكن القراءة والقراءة والقراءة من أهم مصادر الثقافة 
7- إذا أردت إن تكون مدربا فاعلم إن المدرب هو عصارة من الخبرات وليس مؤديا يحفظ سيناريو ويلقيه لكم

Intilaaqah

المترجم/ أحمد سعد

  • Currently 30/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
10 تصويتات / 856 مشاهدة

ساحة النقاش

مترجم/ أحمد سعد

Intilaaqah
نعدك بتقديم الأفضل »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

385,780