السلوكيات المرتبطة باللجلجة :

بالإضافة إلي الأسس السابقة والخصائص والأنواع المحددة لعدم الطلاقة فإن هناك العديد من السلوكيات ذات الصلة تميز اللجلجة , وكما لا حظنا سابقا فإن السلوكيات الحركية ، واستجابات التجنب من الممكن أن تكون جزء من مشكلة اللجلجة، وقد أوضحها هيجدي Hegde,M.( 1991) على النحو التالي :

(1) السلوكيات الحركية :

إن السلوكيات الحركية المرتبطة باللجلجة متعددة وتختلف بين المتلجلجين ويكون لدي الشخص أنماط خاصة من تلك السلوكيات الحركية , والتي يتم ملاحظتها علي وجه المتلجلج , فنجد أن أغلب الراشدين المتلجلجين يرمشون بأعينهم ويتحرك أنفهم وجبينهم وبعضهم يغلق عينيه بإحكام ، وبعضهم ترتعش شفتيه، وبعضهم يبقي فمه مفتوحاً عندما يحاول نطق كلمة التي تبدأ بحرف / ب /التي تستلزم الشفتين مضموتين , والبعض الآخر يفتح ويغلق فمه وهو لا ينتج أصوات . وبعض المتلجلجين يحكم غلق فكه الأعلى والأسفل لدرجة أن رأسه تهتز , وكان أحد الأطفال يبلغ عشرة أعوام شديد اللجلجة يثني جذعه لدرجة أن فكه يصطدم بركبته , وكان أحد الأشخاص المتلجلجين يبلغ من العمر 35 عاماً تهتز رقبته كل مرة يتلجلج فيها , وهناك متلجلج آخر يهتز رأسه ببطء نحو كتفه الأيسر أثناء اللجلجة .

وقد ترتبط أيضاً حركات اليد والقدم باللجلجة فوجدنا أحد المتلجلجين يأرجح يديه بقوة لدرجة أن زوجته تبتعد عنه أثناء الكلام . والعديد منهم يأرجحون يديهم أو يمسكون بقوة في المائدة أو يقرصون أنفسهم بقوة .

وهناك شواهد تشير إلى أن التوتر العضلي يرتبط بالكلام لدي المتلجلجين ، إذ أن أغلبهم يشعر بإحكام الحلق وعضلات الفك والمعدة عند إنتاجهم للكلام غير القلق . وترتبط أغلب الإيماءات الوجهية بشدة التوتر في عضلات الكلام. وفي بعض الأحيان يشعر المتلجلج بالتوتر في جسمه كله . ويمكن ملاحظة ظهور اضطرابات في التنفس لدي بعض المتلجلجين ففي بعض الأحيان يحاول الكلام وهو يزفر الهواء . وإذا كان المتحدثين الطبيعيين يتوقفون ويتنفسون كثيرًا أثناء الكلام فإن المتلجلج يحاول استمرارا الكلام برغم حاجته إلي الهواء .

ولذلك يشير المتلجلجين إلى أنهم يحاولون إخراج آخر ذرة هواء من حنجرتهم , وفي بعض الأحيان نجد أن بعض منهم يتوقف ويشهق في منتصف الكلام بشكل ضروري , وقد يكون تنفسهم أثناء الكلام عبارة عن هزة أو اضطراب حركي .

ويظهر المتلجلجون السلوكيات الحركية لأنه يتم تعزيز تلك السلوكيات بين الحين والحين , فالشخص عندما يتلجلج في جزء من الكلمة ويهز يديه بإحباط ويكمل الكلمة وباقي الجملة بنجاح فإن هذا تعزيز لتحريك اليدين , وعندما يتلجلج في المرة الثانية فإنه يقوم بهز يديه , وفي مرة أخري قد تتزامن حركة جفون العين أو الحاجب مع اللجلجة , وهكذا فإن العديد من السلوكيات التجنبية قد ترتبط بين الحين والحين بنهاية اللجلجة , وفي النهاية تصبح تلك السلوكيات جزء من اللجلجة وعمل هذه السلوكيات بشكل مباشر يجعل المتلجلجين يتحدثون بطلاقة .

وعلى الرغم من ذلك فإن السلوكيات الحركية المرتبطة باللجلجة هامة لتشخيصها , حيث أن هذه السلوكيات لا تظهر لدي جميع المتلجلجين , وليس بالضرورة أن ترتبط تلك السلوكيات بالعمر أو عدد السنوات التي يعاني فيها الشخص من اللجلجة , فالطفل الذي لا يتعدي عمره الخمس سنوات ، ولا يزيد تاريخ إصابته باللجلجة عن عدة شهور قليلة قد يظهر سلوكيات غريبة ، بينما الرجل الذي يبلغ من العمر 50 عاما ويبلغ تاريخه مع اللجلجة 45 عاماً قد يظهر سلوكيات حركية بسيطة . وتظهر تلك السلوكيات الحركية أثناء إنتاج كلام غير طلق أو متوتر , وبالتالي فإن ارتباط هذه السلوكيات ليست ضروري لتشخيص اللجلجة ولكن من ناحية أخري المبالغة في الحركات والتوتر العضلي يجعل تشخيص اللجلجة أمر محقق .

(2) الانفعالات السلوكية وسلوكيات التجنب :

إن الشخص المتلجلج عرضة لمعايشة تأثيرات انفعالية وسلوكية محددة بسبب الصعوبة الكلية في الكلام , إن الطفل الذي لا يزيد عمره عن ثلاثة سنوات والذي يبدأ في التكرار أو التطويل قد لا يدرك معني صعوبة الكلام , ولكن عدم الإدراك هذا لا يدوم طويلاً فسرعان ما يشعر بالإحباط الذي يصيبه عندما يعبر عن نفسه , ويبدأ الطفل في إدراك التوتر والسلوكيات الغريبة التي ترتبط بالكلام . وقد نجد الوالدين لا يستجيبون للجلجة الطفل علي الأقل لمدة محدودة ، ولكن من يلعب معهم من الأطفال قد يعلقون عليه ، ولو لم يكن هذا الطفل يعرف أن هناك خطأ في كلامه فإن مثل هذه الاستجابة سوف تؤثر بشكل واضح عليه , والمشاعر السلبية وسلوكيات التجنب لدي الشخص المتلجلج من الممكن أن يكون لها أصل في إدراك أنه مختلف .

والوالدين الذين لا يبدون أي ردود أفعال تجاه مشكلات الطفل الكلامية حتى لا تؤثر عليه بشكل سلبي ، فإن مثل هذه الاستجابة لا يجب أن تكون سلبية أو نقدية . والاستجابة المهذبة والتي تتميز بالعطف تجعل الطفل يدرك صعوبته , وتجعل وعيه بالمشكلة أبسط . ويقدم الراشدين المساعدة للطفل من خلال التعجيل بقول الكلمة والبعض الآخر يتجنب الطفل بشكل مهذب , والبعض يقول له خذ نفساً عميقاً وانطق الكلمة , معتقدين أن هذا سوف يساعده , ولكن مثل هذه الاستجابات تعطيه إحساس شديد بعدم الرضا عن مشكلته .
إن الطفل المتلجلج عادة ما يواجه استجابات مختلفة من الآخرين , فنجد بعض الوالدين ينتقدون الطفل علي عدم الطلاقة , ويحثونه علي الجد في استمرار الطلاقة , كما أن استجابات المضايقة والحملقة أو النظرة المليئة بالدهشة والاستغراب من قبل الغرباء من الممكن أن تعقد المشكلة للطفل .

إن تكرار اللجلجة في كلمات أو مواقف محددة يؤدي في النهاية إلي تجنبها ويجد كل متلجلج أن هناك كلمات أكثر صعوبة من الأخرى , فقد يجد بعض المتلجلجين صعوبة في أن يقول كلمة مثل " كباب " , ويطلب طعام آخر لا يحبه بسبب عدم قدرته علي نطق تلك الكلمة . ومثال ذلك أيضاً طفل عمره 10 سنوات وكان اسمه الأخير يصعب نطقه فكان يضطر إلى تغيير اسمه الأخير للخروج من المأزق .

وكانت هناك أيضاً امرأة عمرها 35 عاماً لا تطلب طعاماً في مطعم قط، ولا تأكل بمفردها خارج البيت بسبب ما تعانيه من اللجلجة .

وشاب آخر يبلغ من العمر 23 عاماً كان يقوم بمقابلة المعلم قبل التسجيل في الفصل ويتأكد أنه لا توجد واجبات كثيرة وأنه يمكن استبدال المقابلة الكلامية بالكتابية, ورجلٌ آخر يفضل أن يضل الطريق في مدينة لا يعرفها علي أن يسأل شخص ما عن العنوان الذي يريده .

وعندما زار هذا الرجل إحدى المدن ذات مرة أخذ يبحث عن مطعم وظل ساعتين في البحث بالسيارة حتى أغلقت جميع المطاعم ولذا فإن سلوكه التجنبي جعله يقضي هذه الليلة مستيقظاً وجائعاً . وعموماً فإن المتلجلجين يتجنبون الكلام مع الغرباء أو طلب الخدمات أو شراء أي شئ أو دخول المطاعم ، أ و الرد علي الهواتف.

(3) أسلوب التجنب والإحجام :
أحد الأساليب التي يستخدمها المتلجلجين أثناء الحديث هو اللف والدوران حول الكلمة التي يريدونها حتى يقولها الشخص المستمع ، وعندما يقولها المستمع يؤكدون عليها , ولقد أندهش أحد أخصائيي التخاطب عندما قال له المتلجلجين وكان عمره 15 عاماً أن زوجة أبي ستأتي الآن فقال له أليست أمك قال نعم أمي . وكانت أم لبنتين تستخدم أسماء بناتها وتقول أبنتي الكبرى و أبنتي الصغرى فيقول من يعرفهما " مي " أم " مها " فتقول الأم مي . وكان أحد المتلجلجين يخطئ في شهر يونية ويولية فيقول سوف أقضي أول وثاني شهر بعد مايو في الغردقة .

إن سلوكيات الإحجام مثل السلوكيات الحركية ليست مهمة لتشخيص اللجلجة , ولكنها تحدث كنتيجة للجلجة , فالشخص لم يتعلم مثل هذه المواقف – مواقف الإحجام -ما لم يتلجلج فيها , وبالتالي فإن اللجلجة تأتي أولا ثم يتبعها التجنب والإحجام , ومن ناحية أخري فإن التجنب يدعم بقوة تشخيص اللجلجة .

ولقد أشارت التقارير أن جميع المتلجلجين يعايشون انفعالات مؤلمة ترتبط باللجلجة , مثل هذه الانفعالات تصبح أقوي كلما كبر الطفل ، وارتباط اللجلجة بكلمات أو مواقف محددة يخلق قلق من تلك الكلمة أو تلك المواقف الكلامية , ويري المتخصصين أن هذا القلق هو السبب في سلوكيات الإحجام والتجنب .

ومن الممكن أن يتنبأ العديد من المتلجلجين بمقدار محدد من اللجلجة قبل أن يواجهوه , وعند القراءة الجهرية نجد المتلجلج ينظر نظرة سريعة في الموضوع لكي يجد إذا ما كانت هناك كلمات صعبة أم لا .
وأثناء الحوار فإن المتلجلجين يفكرون بشكل مستمر قبل أن يقولوا كلمات صعبة , وتعرف هذه الظاهرة بالتوقع .

وتعد أساس سلوكيات التجنب وعندما يكون من المتوقع حدوث مشكلة في أحد المواقف فإن المتلجلج يتجنب هذا الموقف ولو عايش المتلجلج مشكلة في أحد المواقف سابقاً فعندما يتكرر هذا الموقف يتوقع حدوث نفس المشكلة .

(4) ماذا يقول المتلجلجون :

يصف المتلجلجون اللجلجة بأنها أحداث غير قادرين علي ضبطها , وهي عبارة عن شئ يحدث لهم ، وليسوا مسئولين كلياً عنه .

ويصف أحد الكتاب الأمريكيين نفسه – وكان يعاني من اللجلجة – فيقول كنت أحب التخيل وكانت اللجلجة غير ملحوظة ولا يشعر بها أحد غيري ، فكنت أشعر بأنها نافذة تفتح فجأة أمامي عندما أتكلم , إذ أشعر بعائق في حلقي ومما لاشك فيه كان بداخلي كلمات كثيرة ولكني غير قادر علي إخراجها كمرور سيارة الإسعاف أثناء ساعات الذروة والازدحام .

عند محاولة التغلب علي العائق يصبح بعض المتلجلجين غاضبون من مواجهة نوبات تشبه نوبات الصرع ، فيظهر العرق البارد علي جبينهم ، وتجحظ عيونهم ، وترتعش شفاههم ، وتهتز أيديهم كما لو كانت لزمات حركية , ويسيل لعابهم في كل اتجاه , ويبدو عليهم أنهم يحاولون إخراج الكلمات من علي لسانهم بصعوبة . وليس من الصعب أن نجد أن أغلبهم يعتقد أن به مس من الجن , وعندما يتحدث من يعانون من اللجلجة الشديدة عن أنفسهم يقولون أنهم غير قادرين علي التحكم في أجسادهم .

ويذكر أحد المتلجلجين إنني أشعر بأن هناك شخص يمسك بطرف لساني أو أن لساني يلتصق بسقف حنكي , ويقول المتلجلجون أنه كلما ازدادت محاولة تغلبهم علي العائق كلما ازدادت المشكلة سوءً . ويشعر المتلجلجون بالحيرة من السبب الذي يجعل بعض الكلمات تنحشر بداخلهم وفجأة تنطلق دون أن يفعلوا أي شئ !! ، ويري المتلجلجون أن أغلب المستمعين يتفاعلون بطريقة غير محببة مع مشاكلهم الكلامية , فمنهم من يتهكمون علي المتلجلجين ، وعلى الرغم من أن مثل هذا التهكم قد يحدث لمرة واحدة إلا أنه لا ينسي . وبين الحين والحين نلاحظ مثل هذه السلوكيات كأن يدير المعلم وجهه عن الطفل , أو يقول الأب اترك هذه الكلمة .

في الحقيقة فإن أغلب الناس الذين يستمعون إلى الأشخاص المتلجلجين يكونوا مهذبين , ويرغبون في تقديم المساعدة إليهم , ولكن لسوء الحظ فإن المتلجلجين : لا يريدون أن يقوم الآخرين بإنهاء الجملة لهم ، ولا يريدون أن يدير المستمع وجهه عنهم بأدب , ولا يريدون أن يقول لهم أحد فكر قبل أن تقول . وذلك لأنهم يعرفون بدقة ماذا يريدوا أن يقولوا ولكنهم غير قادرين ؛ لأن اللجلجة ليست سببا للتفكير المضطرب.
وقد يسمع المتلجلجين بعض التعليقات من الآخرين ، ولكن دون فائدة ، فنجد من يقول له اهدأ قبل أن تتكلم , إن شعور المتلجلج بالتوتر في المواقف الكلامية جزء من المشكلة , وكذلك الحال عندما يقول له شخص آخر خذ نفساً عميقاً قبل أن تتكلم ، ولكن كل ذلك ليس له فاعلية ما لم يتم علاج مجري الهواء أثناء إنتاج الكلام وإشراف أخصائي التخاطب علي ذلك

<!--<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Table Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin:0cm; mso-para-margin-bottom:.0001pt; mso-pagination:widow-orphan; font-size:10.0pt; font-family:"Times New Roman"; mso-ansi-language:#0400; mso-fareast-language:#0400; mso-bidi-language:#0400;} </style> <![endif]-->

  • Currently 33/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
12 تصويتات / 877 مشاهدة
نشرت فى 20 مايو 2011 بواسطة Innocence

ساحة النقاش

مركز البراءه للتخاطب وعيوب النطق و الكلام التابع لمؤسسة اكت اكاديمى

Innocence
مركز البراءه هو مركز متخصص للتخاطب وعيوب النطق والكلام ويهتم بفئات كثيرة التوحد بمستوياته المختلفة الضعف السمعي وزراعة القوقعة التأخر العقلي اللدغة بأنواعها التلعثم التأتأة الخنف تأهيل صعوبات التعلم والتأخر الدراسي يقدم المركز خدمات متعددة ومتنوعة بالشكل التالي جلسات تخاطب فردية - جلسات تخاطب جماعية جلسات تعديل سلوك تنمية مهارات »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

147,040