والحَرْفُ يَرْقُصُ
نَظْمي تعَطٍّرَ بالإلْهامِ إبْداعا
والمُفْرَداتُ تَزيدُ الهَمْسَ إشعاعا
تَجْري بأحْرُفِها الألْفاظُ واهِبَةً
فَنَّ التّلاوَةِ راقَ السّمْعَ مِطْواعا
أمّا البيانُ فلا رَيْباً سَتَصْنَعُهُ
بناتُ فِكْرٍ يرى الإبْداعَ إقناعا
إنّ القوافي وإنْ جاءتْ مُبَرْقَعَةً
فاحتْ بلاغَتُها بالعِطْرِ إبْداعا
والحَرْفُ يَرْقُصُ فوقَ السّطْرِ مُبْتَهِجا
بهِ اللّسانُ يَقودُ النّظْمَ سَمّاعا
نَظْمي يَرى أحْرُفِ الإبْداعِ إشْراقا
والذّهْنُ يُضْمِرُ للإقْلاعِ أشْواقا
تَعْدو بِمَوْهِبَتي الألْفاظُ مُسْرِعةً
تَكادُ تُشْبِهُ خلْفَ الحَرْفِ سَبّاقا
والنّظْمَ فاعْلَمْ بأنّ النّحْوَ قائِدُهُ
يُعْطيهِ طَعماًِ لِفِقْهِ العَقْلِ تِرْياقا
فَكُنْ لَبيباً بعِلْمِ النّحْوِ مُقْتَدراً
وكُنْ بَليغاً بفَنّ القَرْضِ عِمْلاقا
يرْقى التّمَكُّنُ بالإعْرابِ منْ لُغتي
فَيُصْبِحُ الذّهْنُ للإبْداعِ تَوّاقا
محمد الدبلي الفاطمي