يا جرحُ أصمدْ ..!!.؟ شعر / وديع القس
/
يا جرحُ أصمدْ أمامَ الطّعن ِ ما رعنا
وفي صمودك َ يشفى الجرح والوطَنَا
/
يا جرحُ أصبرْ على ما فيك َ من ألَم ٍ
فالصّبرُ مرٌّ ولكنْ ثمرهُ ، لدِنَا
/
يا جرحُ قدْ عمّقَ الخلّانُ محنته ُ
وصارَ يفرحُ فوقَ الجّرح ِما خشنَا
/
يا جرحُ قدِّسْ نزيفَ الدّمّ ِمُبتسِمَا ً
فالدمُّ فيكَ سليلُ الأصل ِ مارزُنَا
/
العِزُّ لا يُشترى منْ مال ِ محسنة ِ
والمجد ُ لا يرتقيْ بالضّعف ِ ماهوَنَا
/
إنَّ الحياةَ بعزِّ المرء ِ زينتُهَا
ووقفةُ العزِّ تاج ٌ فيه ِ يُفتتَنَا
/
يا جرحُ أعلمْ بأنَّ العمرَ تجربة ٌ
وفي التّجارب عزَّ المرءِ يُمتَحَنَا
/
حكمُ الوجود ِلأنْ تبقى بمكرمة ٍ
والفوزُ بالكرم ِ .. مَنْ جاوزَ الدَرَنَا..؟
/
كغيمة ِ المطر ِ ، والقُحطُ منتظِرٌ
النّفسُ عَطشى إلى الإنعاشِ لو حنَنَا
/
وهكذا عطِشَتْ أرواحنَا ولعَا ً
إليكَ يا درّة َ الأكوان ِ يا وطَنَا
/
عيشُ العزيزِ بحبر ِ الدمِّ مُكتتبٌ
وتحتَ نعلك َ يبقى الذلَّ والعفنَا
/
عِزُّ الحياة ِ لأنْ تسمو بهامتكمْ
فوقَ الصّغائر ِ والأحقاد ِ ماضّغَنَا
/
فالوردُ لا ينثرُ الأطيابَ مُنفَرِدا ً
ما لمْ تعزّزهُ الأعراق َ والغصنَا .؟
/
يا جرحُ من سيلك َ الفيّاض ِ عزّتهمْ
وبسمةُ العِزِّ لا تحلو لمَنْ جبُنَا
/
الجّرحُ يُكرِمُ مَنْ كانتْ مبادئهُ
حبُّ السّلام ِ وحبُّ العدلِ لو رصنَا .؟
/
يا جرحُ في شقِّكَ المفتوحِ قدْ سَكَنَتْ
صمتُ العوالم ِفوقَ الحزنِ ما شّجنَا .؟
/
هديرُ جرحك َ فيّاضٌ ونسمعه ُ
حتى الّذي أقفل َ الإحساس َوالأذُنَا
/
ليصمت َ الكون إجلالا ً لهامته ِ
وليعزفَ الّلحن صوتَ الحرِّ مؤتمنا
/
منَ السّماء ِ وفوقَ الأرضِ نأمله ُ
صوتَ الحقيقة ِ نفّاذٌ ولو سَكَنَا
/
يا جرحُ حدِّثْ بما تحويه ِ من وَجَع ٍ
إنّيْ وحُبِّي وروحي فيك َ وحدَتنَا
/
يا جرحُ فيْ نزفك َالدفّاق ِنصرتُنَا
وتحت َ إسمك َ تاج ُ المجد ِ يجمعُنَا..!!.؟
/
وديع القس ـ سوريا