مات جائعا
قال: أمي إني جائع
فهل صانوا جوعه عن الهوان
قالت : صبرا يا ولدي
إنتظر إن فضل الله آت
أغلقت الباب و قالت متحسرة
يا بني سأعود بلقمة من الجيران
وفي غارة جوية دون سابق إنذار
تهدم البيت و هلك الصغير
فمات شهيدا تحت أنقاض القصف
وبقيت الأم تندب إنفرادها
وغمرت الدموع عيناها
والدماء تلال غزة
و الاشلاء بهضباتها مرمية
يا حكام العرب
كانت غزة مغمورة بنور الشمس
صارت و ظلت و باتت و أصبحت و أمست
تحت الحصار الدماء و الأشلاء
هنا و هناك متناثرة منتشرة
تحت الرصاص و القنابل و الظلام
يا حكام العرب
الجالسون على الكراسي و الأرائك
مات أطفال غزة جائعين
و البعض بقنابل العدو
والأخرون يسيرون تحت القصف
يا حكام العرب
مات طفل لم يحقق حلمه
ورجل لم يكمل عمله
و إمرأة لم تضع مولودها
وأخرى توفيت بعد وضعه
كما إشتاقوا للفرحة و الغبطة
والنوم في ليل هادئ
ثحت النجوم و ضوء القمر
يبحثون عن الإبتسامة و السمر
يا حكام العرب
تعيشون في رغد و سلام
و بغزة المصائب و المآسي
و الأحزان تخيم على الأنفس
و جميعكم يرى الإضطهاد
لا تبالون لا تهتمون
تصفقون تهرولون تطبعون
حرام و الله ترك إخواننا
يتألمون على مسرح الصمت و الخذلان .
بقلمي / حسين حطاب