رقصة الموت
رحلوا .
لم يستأذنوا أحدا .
ما رغب في رحيلهم أحد .
رحلوا .
لم يجهزوا حقائبهم .
لم يودعوا أحدا .
رحلوا عنوة .
رحلوا دون رغبة في الرحيل .
رقصت الأرض هنيهة .
كانت كافية ,
ليرحلوا .
و أنتم تمضون .
خذوا ما تبقى
مني .
ما عدت أطيق النظر
في الوجوه .
رقصت الأرض ,
تحت الأقدام .
ارتجت أوصال المكان .
فتحت القبور لحدها .
سقط من سقط .
و البقية تنتظر .
تنظر .
ترتجف .
صغيرتي ,
تطعم طيورها .
الأقفاص تتراقص .
ثريا السقف البسيطة تزغرد .
و أنا أنظر .
من أحضن ؟
الفوضى
تقصف الحواس .
قد يخطف المنون الكل .
هل أصرخ ؟
كأننا صورة ’
في مهب التيه .
كأننا موتى .
مع وقف التنفيد .
كأننا أحياء .
قد يموتون بجرة أرض .
ترقص .
و أنتم ترحلون .
خذوا كل الذكريات .
فلدي من الحزن ,
ما يكفي لبقية العمر,
وأكثر .
انتشروا
بعيدا عن صدري .
تضاريس وجهي ,
فقدت كل أشكالها القديمة .
من قفصي الصدري
فر طائر الفرح .
منذ الصرخة الأولى .
سأنتظر ها هنا .
سأدلي بحزني .
نيابة عن كل
من رحلوا .
سأتلو
ما تيسر من حنين ’
أو حنين ,
على الأطياف .
لم أزر القبور .
هي
تسكن عيني .
أضمخها بالحروف الجريحة .
و أرصعها بالصور المشتعلة .
أودعها .
و نعلم أننا سنلتقي
في جرح آخر .
في ضياع جديد .
في حلم أكيد ............
إدريس سراج
فاس / المغرب