.. الـمـجْـزَرَةْ ..
يـا واسـعَ النُّـعـمى عـلى الجُّـلاسِ
بيـنَ الجُّـفـونِ بـروضـةِ المـيـمـاسِ
مُـتـزمِّـلٌ بـالأخـضـرَيـنِ تـعـلُّـقًا
خُـضْـرِ العيـونِ وخُـضـرَةِ الآكـاسِ
لا نُـكْـرَ في كأسَـيكَ عِـنـدي إنَّـمـا
عِـلْـمَ اليقيـنِ تـصـبُّـها مـنْ كاسـي
بـيـضـاءُ مـعـرفـةٍ تـنـبَّـذَ نُـورُها
لُـغـةَ السـمـاءِ بِـحِكـمـةِ القِرطـاسِ
بالأمـسِ مِنْ ليلى شَرِبْـتُ رُضابَـها
مـمـزوجةً بـطِـبـاقِـهـا وجِـنـاسي
واليومَ يا عَصـرَ الدماءِ تخضّبَتْ
بـخُـلاصـةِ الـيـاقـوتِ والألـمـاسِ
وكـأنَّـهـا ومِـنَ القـديـمِ بُـدُورُهـا
آلامَ ضُـبّـاطِ الـسـمـاءِ تُـواسـي
صُبِغَـتْ بأجمـلَ ما الرياضُ تزيَّنَتْ
وبـخَـجْلـةِ العـرسـانِ بـالأعـراسِ
لابـأسَ بالحِـنّـاءِ مـنْ مُـتـسَـربِـلٍ
بـشـهـادةِ الأوطـانِ لا مِـنْ بـاسِ
هي مصنَـعُ الأبطـالِ وازدخـرتْ بهم
ما تـرتـجيـهِ القُـدسُ من قُـدّاسِ
لكـنَّ باسـمِ اللّاتِ نـابَ عـنِ العِـدا
فـي ذبـحِـهِـمْ سِـكِّـيَـنـةُ الأرجـاسِ
فتخـرَّجـوا نحـو السـماءِ بمـوكِـبٍ
يسـقي الشُّمـوسَ بـقِـربَـةِ العبّـاسِ
وتزاحـمَـتْ طُـرُقُ السمـاءِ بأنـجُـمٍ
ضـاقَـتْ بـها أكتـافُ أرقـى النـاسِ
أوما تَـرَونَ على المـشـارقِ ضـابِـطًا
ووراءَهُ صَـفُّ النـجـومِ سـواسي
وعـلى المـغـارِبِ دمـعـةً سـوريَّـةً
تـشـكـو مـنَ الوسـواسِ والخـنّـاسِ
وعـلى مـطـاليـلِ السـماءِ طُـفـولَـةً
بـلـبـاسِ مـذبـوحٍ وغـيـرِ لـبـاسِ
يـا أُمَّـةً مَـزجَ الـيـراعُ بـيـانَـهـا
مـنْ نـغـمَـةِ الأذانِ والأجـراسِ
أخـشى إذا تـابـعـتُ قِـصَّةَ دمـعِـهـا
أنْ أسـتـرِدَّ مـنَ السُّـيـوفِ حـواسي
ــ الميماسُ : أرضٌ شمالَ الكليَّةِ الحربيَّةٌ بقليلٍ يمرُّ بها نهرُ العاصي
ــ الآكاسِ : شجرُ الأكاسية المزروعُ بكثرةٍ في أكنافِ الكُليّة الحربيَّةِ وساحاتها
ــ المطاليلُ: جمعُ مطلولٍ وهو المذبوحُ
الشاعر حسن علي المرعي ٢٠٢٣/١٠/٦م