قضية الصناعة وتطور المجتمع المصري
(مشروع كتاب)
إعداد
د/حارص عمار
تعد الصناعة عماد الإنتاج والتقدم في حياة الأمم, كما يعد تقدم الصناعة وتطورها المقياس الذي يدل علي رقي الشعوب واستقلالها الاقتصادي, ويعبر عن مدي قدرة هذه الأمم علي استغلال ثرواتها الطبيعية, كما تعد مصر من دول العالم التي تمتلك العديد من الإمكانات البشرية والطبيعية التي يمكن أن تؤهلها لاحتلال مكانة عالمية .
كما يجب أن لا ننسي أن بداية النهضة في مصر سبقت اليابان حيث بدأت النهضة المصرية عام 1805م بعد تولية محمد علي باشا مقاليد الأمور في البلاد, في حين بدأت النهضة اليابانية بعد مصر بأكثر من عشرين عاما بعد قيام ثورة فيجي, ومع ذلك بعد أكثر من قرنين من الزمان نجد أن اليابان والاقتصاد الياباني يحتل المركز الثاني عالمياً بعد الولايات المتحدة الأمريكية, كما أنها من دول العالم الصناعية العظمة الثمانية([1]) (G8).
في حين أن مصر تتعثر اقتصاديا وتكنولوجيا, كما أن التنمية البشرة المصرية وصلت إلي مستوي متدني حيث جاء في تقرير التنمية البشرة لعام 2008م (أن أداء مصر في التنمية البشرية تحسن خلال السنوات الماضية، فبعد أن كان ترتيب مصر على المؤشر العالمي في المرتبة 120 أصبح هذا العام 112)([2]) وهذا التقرير يدل علي موقع مصر المتقهقر في التنمية البشرية لان التحسن محدود وغير ملموس.
بالإضافة إلي ذلك أشار التقرير في موضع أخر عن التدهور الذي وصلت إليه التنمية البشرية في مصر إلي أن (الأداء التنموي يفتقر إلى التوزيع الجغرافي العادل بين المحافظات، فالمحافظات الأعلى حظاً في تحقيق التنمية البشرية هي المحافظات الحضرية والعاصمة، بينما تركزت المحافظات الأقل حظاً في التنمية البشرية في الصعيد) .
وفي عقد الستينات شهدت الصناعة المصرية تطوراً ملحوظاً, حتى أن بعض الدول مثل كوريا الجنوبية والصين كانت تنظر إلي مصر علي اعتبار أنها تجربة فريدة ومثال يجب الاقتداء به .
ومع ذلك هناك بصيص من أمل لتطور الصناعة في مصر وخاصة المتطورة منها وذلك بعد قيام ثورة 25 يناير 2011م والعمل علي التخلص من التبعية والضغوط الغربية والمحلية, وهذا عرض مبسط لتاريخ بعض الصناعات المصرية المتطورة .
ويعد التصنيع الزراعي والمعدني أهم انواع الصناعات التي يمكن ان تحتمل مصر فيهما مكانة متميزة علي مستوي العالم نظراً لتوفر المواد الخام :
الزراعية مثل (القطن وقصب السكر والبنجر والكتان والخضر والفاكهة وغيرها) .
المعدانية (مثل الحديد والنحاس والمنجنيز والرصاص والزنك والفوسفات والكبريت) .
مقومات قيام الصناعة في مصر :
يعد النشاط الصناعي قمة الأنشطة الاقتصادية المتطورة, ولكي ينمو النشاط الصناعي لابد من توفر مجموعة من المقومات والعوامل التي تساعد علي توطنه, فهل توجد في مصر مقومات تساعد علي قيام الصناعة وتوطنها وتطورها, قد يكون من السهل توفر عوامل ومقومات قيام الصناعة, ولكن من الصعب توفير عوامل ومقومات توطن الصناعة وتطورها .
فعوامل قيام الصناعة؛ هي تلك العوامل الطبيعية مثل مصادر الطاقة ووفرة المواد الخام المعدنية والنباتية والحيوانية, وكذلك العوامل البشرية المتمثلة في الأيدي العاملة والسوق والنقل والمواصلات ورأس المال, أما عوامل توطن الصناعة في مكاناً ما فهذا مرتبط بالذوق العام والثقافة المنتشرة في هذا المكان, وعوامل تطور الصناعة مرتبطة بالتنمية البشرية والعلمية لهذا المجتمع, ويمكن تلخيص عوامل قيام الصناعة وتوطنها وتطورها إلي نوعين من المقومات والعوامل الطبيعية والبشرية .
وتنقسم العوامل الطبيعية في مصر إلي :
أ- مصادر الطاقة التقليدية (الحفرية) :
- مصادر الطاقة (البترول – الغاز الطبيعي –- الفحم) : تعد مصر من أقدم دول الشرق الأوسط في اكتشاف البترول .
ب- مصادر الطاقة المتجددة (الطاقة الكهرومائية – الطاقة الشمسية – طاقة الرياح – طاقة المد والجزر) .
جـ- مصادر الطاقة المتطورة (الطاقة النووية)
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين إلي يوم الدين .
([1] ) الدول الثمانية الصناعية العظمة هي (الولايات المتحدة الأمريكية- كندا, - اليابان - المملكة المتحدة – فرنسا – ألمانيا – ايطاليا – روسيا), وروسيا أخر الدول المنضمة لهذا الاتحاد, حيث كانت هذه الدول تسمي قبل انضمام روسيا (الدول السبع الصناعية العظمة) .
ساحة النقاش