موقع الدكتور حسام جمعه

انما الأمم الأخلاق ما بقيت فان هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا

بعد معانقتي لابنتي الصغيرة أخذت أحدث نفسي واسئلها قائلا من يربي من؟ هل الاباء هم من يربون الابناء أم ان الابناء يساهمون بجزء في تربية وجدان الاباء؟ ومن هنا جاء سؤلا اخر ما هو معني التربية؟ وما هم مفهومها؟ التربية معناها الانماء والزيادة بدليل ان هؤلاء الذين يعملون في حقل تنمية الثروة الحيوانية يسموا بمربوا الماشية وهذا جائز ان قصد به الزيادة المادية فقط. اما تربية البشر فالمقصود الانماء المادي والمعنوي هذا فيما يختص بمعني كلمة التربية . اما مفهوم التربية فله صور شتي نذكر منها علي سبيل المثال لا الحصر الصور الاتية:اولا قد يقصد بالتربية حماية ورعاية من تعول .... ومنه قول عبد المطلب جد الرسول (ص) حينما جاء أبرهة الحبشي لهدم الكعبة الشريفة وأغتصب ابلا كانت لعبد المطلب وجاءه عبد المطلب يحادثه في شأن الابل فتعجب أبرهة من فعل الشيخ وذكر له ذلك كيف احدثك عن البيت وتحدثني عن الابل فأجاب عبد المطلب بقولا يلقي في قلب من يستمع ويتدبر الحيرة والخوف معا ويعطينا مفهوما فطريا للتربية أجاب قائلا أنا رب الابل وللبيت رب يحميه انا صاحب الابل والمسؤل عن رعايتها وحمايتها وللبيت رب يمنعه ويرعاه ويحميه ...... وبهذا المفهوم يكون القائم علي شئون الشيء هو ربه وعليه يكون هناك ربا للعمل ورب للبيت ورب للاسرة ورب للدولة وهناك رب الارباب سبحانه تعالي القائم علي شئون عباده يطعمهم ويسقيهم ويرسل اليهم من يعلمونهم سبحانه له الحمد وله الشكر......ثانيا قد يقصد بالتربية غرس صالح الاقوال والافعالفيمن حولك صغارا كانوا او كبارا بالنصيحة والارشاد والتوجيه الصحيح وقبل هذا كله ان تكون انت اولا من ما تدعو اليه من اخلاق ففاقد الشيء لايعطيه ... الا يا من تنهى عن خلقا وتأتي مثله عار عليك ان فعلت عظيما.... وبهذا المفهوم يكون الانبياء والرسل والصالحون وأهل العلم والاخلاق هم مربوا ألأمم والشعوب....ثالثا قد يقصد بالتربية ان يلتزم المرء جانب الخير والصواب حرصا وحفاظا علي محبة واحترام من يحب وليس للانسان (بعد الله ورسوله) أحد يحبه ويحرص علي محبته أكثر من أبويه وأبناءه ويستشعر المرء دفء هذا الحب عند معانتقته لأحدهم وكما أن معانقة الأباء لأبنائهم تعطيهم شعورا بالدفء والأمان وعدم الخوف من المستقبل فمعانقة الأبناء لأبائهم تعطيهم شعورا بالفرح والسعادة والراحة النفسية والأمل في الغد والقدرة علي التفاني من أجل اسعادهم وطاقة لمواجهة صعوبات الحياة والحياة من حولنا خير دليل وكفاك أن تسمع من أحدهم قوله ... عندي عيال عايز اربيها... فلا تحرموا أنفسكم بأيدكم من أحضان أولادكم ولا تعطوا الفرصة لغيركم أن يستمتع بما جعل الله لكم وليس لهم . واعلموا ان رسول الله (ص) قد عاب علي أحدهم عدم تقبيله ومعانقته لأولاده ووصفه بعد الرحمة فأنتبهوا لما أنعم الله عليكم به من أطفال بنين وبنات أحضانهم مليئة لأبائهم بالدفء والحب الخالص الصافي البريء انتبهوا قبل فوات الاوان..... أخوكم د/حسام جمعه

المصدر: د/حسام
  • Currently 50/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
16 تصويتات / 206 مشاهدة
نشرت فى 1 ديسمبر 2010 بواسطة Goumaa

أقسام الموقع

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

13,013

د. حسام محمد جمعه

Goumaa
محاضرة بكلية الاداب والعلوم جامعة سرت /الجفرة/ ليبيا ثم مدرس بالمعهد العالي لتكنولوجيا البصريات /مصر الجديدة/ مصر »