لقد رحل أبي رحمه الله عن الحياة تاركاً لنا ميراثاً كبيراً ، الجزء الأقل أهمية فيه
والغير معني بالحديث ........المال والعقار .
فلقد رحل تاركاً السيرة العطرة ، والشخصية القدوة ، والعقلية التي تندر في هذا الزمان .
فكان رحمه الله غزير العلم ، واسع الإطلاع ، يتمتع بعقلية تشبه عقلية علمائنا المسلمين الأوائل ، تلك العقلية التي تجمع بين علوم مختلفة ، فكان حافظ للقرآن
منذ طفولته ، ويتمتع بصوت مميز وتلاوة وتجويد رائعين ، وكان يقرأ في التاريخ
والفلسفة وعلم النفس والجغرافيا والأدب والشعر .
وكان بارع في الرياضيات ، ويهوى قراءة كتب الطب ، ومغرم بطب الأعشاب والطب النبوي .
وكان متدين بلا تعصب يقرأ في السيرة النبوية والفقه وسير الصحابة .
وكان عقله متفتح لكل جديد ، يهوى الإطلاع على أحدث الأجهزة الإلكترونية و إقتناءها ، ويعشق تعلم اللغات .
وكان متصوف زاهد عابد يشعر بالفقراء ، ولا يحب المبالغة في الإنفاق ، لكنه يهتم أن يكون ذا مظهر أنيق وسيم ، لأنه كان يعرف أن الله جميل يحب الجمال .
وكان حلو المعشر واللسان ويتمتع بروح مرحه ، إذا ما حب أن يمازحنا خلط الدعابه بالخيال .
وكان له حس الفنان فكان موهوب في الرسم وله خط رائع .
كما كان لديه القدرة على إستيعاب شخصية من أمامه ومعرفة مهاراته ، فكان يعرف إمكانيات كل واحد منا أنا و إخوتي ، فكان يدلنا على أي إتجاه نختار وفق قدراتنا ، وليس بشكل نظري كما يفعل معظم الأباء ‘ كما إنه كان كثير الإهتمام بجميع أطفال العائلة وبزيادة مداركهم وحثهم على الإطلاع ، وكانوا يلجأوا إليه
ليمدهم بالمعلومات عن أي موضوع ، وكان عطوف محب لكل أقاربه .
وكان لديه حب للإنسانية بأكملها ، فكان يسعد إذا إلتقى بأشخاص مميزين نابغين
من أي جنسية أو ديانة .
وكان يحمل بداخله حب كبير للعروبة والإسلام ، وكانت تشغله العديد من القضايا العربية ، وخاصة القضية الفلسطينية .
ولم تكن الحياة المادية تستحوذ على إهتمامه ، أو تشغله فكان دوما يسعى للتخفف من كل أحمال الدنيا و مُغرياتها وفتنها ، ليلقى وجه ربه مقبولا عنده بإذن الله .
ساحة النقاش