بسبب البوليستر والبروتان ورش دهان الموبيليا‮ ‬تخنق‮ ‬دمياط‮!‬ رئيس الغرفة التجارية‮: ‬المحليات لم تحرر محضراً‮ ‬واحداً‮ ‬للمخالفين طوال‮ ‬3‮ ‬سنوات‮!‬ دمياط‮: ‬عبده خليل: فاتورة ورش البوليستر والبروتان يدفع ثمنها الأطفال قبل الكبار في دمياط‮ ‬غالباً‮.. ‬وقائمة المرض التي حددها الأطباء علي الأطفال تبدأ بالتهاب الجهاز التنفسي الحاد ثم الالتهاب الشعبي والرئوي وتنتهي بالربو،‮ ‬وعند الكبار تقف عند التحجر الرئوي الذي ينتهي بالموت المفاجئ‮!!‬ لذلك أطلق أساتذة الطب علي مرضي البوليستر والبروتان مصطلحاً‮ ‬علمياً‮ ‬جديداً‮ »‬مخلفات أفران الموت‮«.. ‬والدكتور محمد الشحات مدير الإدارة الصحية وعضو مجلس محلي محافظة دمياط والدكتور محمد عبدالله مدير مستشفي الصدر بدمياط بصدد دراسة عن مخلفات هذه الأفران ولم يعلنا لنا سوي بمؤشراتها‮.. ‬ولكن الإحصائيات ستكون مفاجأة في الأيام القادمة‮.‬ فمستشفي الصدر بدمياط به الكثير والكثير من الحرفيين والأهالي المجاورين لورش البوليستر التي تتركز في قري المركز‮.‬ ورغم علم المسئولين في دمياط إلا أن حملات الأمن الصناعي مازالت ضعيفة ولم نسمع أنها أغلقت ورشة واحدة‮!‬ يقول سعيد الطنملي‮: ‬أقيم بجوار ورشة متخصصة في دهانات الموبيليات بمادتي البوليستر والبروتان،‮ ‬وقد أدت انبعاثات هذه المواد الكيماوية الخطيرة إلي إصابتي بحساسية الصدر ولا أستطيع المشي الآن إلا بصحبة‮ »‬بخاخة‮« ‬وقد تشاجرنا كثيرا مع أصحاب الورش وشكونا للمسئولين بالمحافظة ولكن دون جدوي‮.‬ ويقول محمود شحاتة صاحب ورشة‮: ‬سعيت لدي المسئولين في إدارة البيئة في المحافظة لتركيب كابينة بورشتي تمنع الانبعاثات المتولدة عن استخدام مادتي البوليستر والبروتان حماية لنفسي ولعمالي وللسكان المجاورين‮.. ‬ولكن الشروط التي وضعتها إدارة البيئة للحصول علي التراخيص بإنشاء الكبائن هي شروط تعجيزية ولا يمكن تنفيذها بقري دمياط خاصة شروط وجود شارع عرضه‮ ‬6‮ ‬أمتار أمام الورشة،‮ ‬ولا يوجد في أي قرية شارع بهذا العرض واكتشفت أن الطريق مسدود لحل تلك المشكلة الخطيرة بسبب تلك الشروط المتعسفة‮.‬ ويري مجدي البهنساوي صاحب ورشة بويات للسيارات بدمياط أن شرط عرض الشارع‮ ‬6‮ ‬أمتار هو شرط خاص للترخيص بورش دهان السيارات‮.. ‬فكيف يطبق علي ورش دهان الموبيليات‮.‬ ويطالب ماهر سليمان الدكتور محمد فتحي البرادعي محافظ دمياط بإعفاء ورش الموبيليات من شرط عرض الشارع‮ ‬6‮ ‬أمتار حتي يتمكنوا من تركيب كبائن‮.‬ يضيف محمد أمين التلباني صاحب كابينة كبيرة لدهان الموبيليات بمادتي البوليستر والبروتان‮: ‬قمت وبعض زملائي بإنشاء كبائن كبيرة ومجهزة للرسم الآمن في قلب دمياط مثل الشعراء وعزب النهضة والبصارطة والعنانية والسيالة وبندر دمياط وغير ذلك من باقي القري التي تصل نسبة رش البوليستر والبورتان بها إلي‮ ‬100٪‮.. ‬ولكن للأسف‮.. ‬أصحاب الورش لا يستخدمون هذه الكبائن خوفاً‮ ‬من اقتطاع أجزاء من أرباحهم الكبيرة لنقل الموبيليات لهذه الكبائن ودفع قيمة الدهان،‮ ‬ونتيجة لضعف حملات الأمن الصناعي وإدارة البيئة والوحدات المحلية فإن أصحاب الورش يستسهلون رش الموبيليات بالشوارع حفاظاً‮ ‬علي أرباحهم الكبيرة حتي لو أدي ذلك إلي إصابة عملائهم والسكان المجاورين لهم بالأمراض الصدرية،‮ ‬خاصة التحجر الرئوي القاتل‮.‬ ويؤكد محمد منصور أبوستة رجل أعمال بدمياط أن أكبر عدد من ورش البوليستر يقع في القري لأن الرقابة الحكومية في مدينة دمياط دفعت من يستخدمون البوليستر للهرب إلي القري المجاورة لمدينة دمياط،‮ ‬رغم أن القري مليئة بملوثات البيئة وهي أكوام القمامة وبرك الصرف الصحي ثم ابتلانا الله بملوث جديد مستورد من إيطاليا وإسبانيا واليونان تحمل إلينا الموت المفاجئ في عبوات جميلة‮.‬ وامتلأت مستشفي الصدر بالضحايا من الحرفيين والسكان ورفعنا أكثر من شكوي ويأتي المسئولون شكلياً‮ ‬إلا أنهم بعيدون عن تلك المشكلة وكأن هذه الأرواح البريئة بلا ثمن‮.‬ أضاف‮: ‬حملت هذه الصرخات إلي رئيس جهاز شئون البيئة بالمحافظة الدكتور مظهر محمد نعمان عمر الذي أكد أن كل من يفتح ورشة بدون ترخيص لرش البوليستر والبروتان يتم إصدار قرار‮ ‬غلق من الوحدة المحلية بعد إعداد مذكرة من الأمن الصناعي‮.‬ وقد عقدت ندوة عملية لبحث الوسائل العلمية لحل هذه المشكلة وأوصت بضرورة تصميم كابينة للرش تلائم الورش الدمياطية‮.‬ وبالتعاون مع الصندوق الاجتماعي للتنمية قامت إحدي الشركات بالقاهرة بتصميم كابينة رش واعتمادها من جهاز البيئة‮.‬ وقرر المحافظ إقامة معرض لهذه الكبائن لبيعها للحرفيين بسعر‮ ‬20‮ ‬ألف جنيه للكابينة يتم دفعها بالتقسيط عن طريق الصندوق الاجتماعي وكان الإقبال ضعيفاً‮.‬ وأضاف‮: ‬في رأيي أن البوليستر والبروتان لا يصلحان للدهان في ورش داخل المدن والقري بالمحافظة لوجود كتلة سكنية ولابد من إقامة منطقة صناعية خاصة تجمع هذه الورش التي تستخدم هذه المواد الخطرة‮.‬ أما محمد الصياد مدير مكتب الأمن الصناعي بدمياط فيقول‮: ‬هناك عدة شروط للترخيص بإنشاء كابينة للرش داخل أي ورشة موبيليات وهذه الشروط هي أن تقع الورشة علي شارع‮ ‬6‮ ‬أمتار وبارتفاع‮ ‬4‮ ‬أمتار ويمكن استثناء هذا الشرط بموافقة المحافظ‮.‬ وأيضا التزام العمال بوضع كمامات لحمايتهم ووجود مدخنة أعلي الورش بارتفاع لا يقل عن‮ ‬20‮ ‬مترا‮.‬ ويقوم الأمن الصناعي بحملات لضبط الورش المخالفة ويطلب من رئيس المدينة والمركز إصدار قرار بالغلق الإداري بناء علي طلب مدير القوي العاملة‮.‬ وتعميم الكبائن المجهزة هو الحل لحماية الحرفيين أنفسهم وحماية السكان‮.‬ ويري محمد الزيني رئيس الغرفة التجارية بدمياط أن معرض الكبائن هو إحدي الوسائل لمواجهة هذه المشكلة‮.. ‬لكن الإقبال كان ضعيفاً‮ ‬علي المعرض من الحرفيين بسبب ارتفاع ثمن الكابينة الذي وصل إلي‮ ‬20‮ ‬ألف جنيه،‮ ‬ويمكن لـ‮ ‬4‮ ‬ورش الاشتراك في شرائها بطريقة جماعية واستعمالها ولكن السبب الرئيسي في فشل المعرض هو ضعف الرقابة علي الورش التي تستخدم البوليستر والبروتان من قبل إدارة البيئة والأمن الصناعي والوحدات المحلية فلا يجد أصحاب الورش حرجاً‮ ‬من الرش في الشوارع توفيراً‮ ‬للنفقات حتي لو أدي ذلك إلي تدمير صحتهم وصحة المواطنين المحيطين بهم‮.. ‬ولا توجد هناك ورشة واحدة مخالفة في دمياط تم إغلاقها منذ ثلاث سنوات حتي الآن‮.. ‬وأن المواطنين وبعض أصحاب الورش يخوضون معركة الدفاع عن حياتهم مع الأجهزة البيروقراطية بدمياط لمدة عامين‮.‬