
لما كان عمر يرسل رسله إلى أولياؤه على الأمصار كان يكتب فى الكتاب مثلاً بتاريخ الأول من شعبان ولما يمر عام أو أكثر على هذه الرسالة وتجمع بغيرها يختلف على الوالى أى شعبان أرسل فيه هذه الرسالة، فاقترحوا أن يجعلوا لهم تاريخ ،ولكن عمر رفض أن يتبع غير المسلمين فى تاريخهم،ورفض حتى لا يقلد غير المسلمين حتى فى التاريخ ،فعقد مجلس الشورى الذى نفتقده اليوم ولو عاد لانصلح حال الجميع من مسلمين وغيرهم فهو تطبيق لكلام الله وأمره لرسوله صلى الله عليه وسلم ( وشاورهم فى الأمر )والأمرمن الأعلى إلى الأدنى يقتضى الوجوب إن لم تأتى قرينة تصرفه عن ذلك ،فلما عقد المجلس أدلى كلُ برأيه ،فكان من رأى البعض أن يُجعل التاريخ الإسلامى من مولد النبى صلى الله عليه وسلم، فرفض هذا الرأى حتى لا يكون تشبها بغير المسلمين ، فقال ثانى نجعله من بعثة النبى فرفض هذا الرأى أيضا وقال ثالث نجعله من يوم وفاته صلى الله عليه وسلم فلم يلقى هذا الرأى أيضا القبول ،واستقر الأمر أخيرا على أن يُجعل بداية التاريخ الإسلامى من هجرة النبى الأكرم صلى الله عيه وسلم فهو يعد بداية قيام الدولة الإسلامية وكان هذا رأى الإمام على رضى الله عنه،ثم تناقشوا ثانية أى شهر يكون أول العام فقال أول نجعله رجب وقال ثانى نجعله رمضان ثم قال عثمان رضى الله عنه نجعله من أول محرم فهو شهر يرجع فيه الحجيج وهم مغفورا لهم ،ويبدأون حياة جديدة مع أنفسهم وخالقهم ،نسأل الله أن يجعل أن يجعله عام سعيدا على الأمة كلها ،ولقى هذا الرأى القبول من الجميع ،وهنا سؤال ماالذى دفع عمر رضى الله عنه إلى هذا كله ألم يكن بوسعه اتباع غير المسلمين ويسترح من كل هذا الحوار والمناقشة؟ هذا السؤال قرين سؤال المقال السابق ونجيب عنه فى المقالات القادمة إن قدر الله لنا وشاء
المحب لكم فى الله
محمد جابر دلول



ساحة النقاش