قد تمثل ممارسة الرياضة البدنية أهمية كبيرة في حياة أغلبنا بما فينا من الأصحاء أو ممن ابتلاهم الله بالأمراض المزمنة، وكل منا له الوسائل الأنسب للحفاظ على اللياقة والتخلص من الدهون الزائدة. أما مرضى السكر فهم من أحوج أفراد المجتمع إلى الحفاظ على اللياقة البدنية التي قد تكون طوق النجاة والوسيلة الأفضل للحفاظ على الحياة والحد من المضاعفات المصاحبة للمرض والتصدي لتأثيراتها الضارة على أعضاء الجسم.
عادة ما يصاب الفرد بمرض السكر إما بسبب فشل الكبد في إفراز هرمون الأنسولين، وهو الهرمون المسؤول عن تنظيم التمثيل الغذائي للكربوهيدرات، من نشا وسكريات، أو بسبب عدم استجابة الجسم للهرمون. يعاني المصاب بمرض السكر من مشكلة تحويل الغذاء إلى طاقة، حيث يتحول الغذاء إلى جلوكوز لتغذية خلايا الجسم ولكن يتعذر تفكيك الكربوهيدرات الموجودة في الوجبة الغذائية نتيجة لضعف نسبة الأنسولين الطبيعي في الدم. ينتج عن الإصابة بمرض السكر افتقار الجسم إلى الطاقة بسبب توافر كميات زائدة من الجلوكوز في الدم لا تتحول إلى طاقة. وبمرور الوقت تتلف الأوعية الدموية والخلايا العصبية التي تؤدي إلى نتائج خطيرة قد تودي بحياة المصاب أو تعرقل ممارسته لمهامه الطبيعية بصورة عادية.
من هنا تبرز أهمية حرق الكربوهيدرات الزائدة في الوجبة الغذائية، وإن كان عدم الإفراط في تناولها هو الأفضل، ولكن من لم يتمكنوا من تجنب الأغذية المليئة بالكربوهيدرات حتى بعد إصابتهم بالمرض هناك عدة وسائل متاحة للحد من الآثار السلبية لارتفاع نسبة الكربوهيدرات في الغذاء. يحتاج جميع مرضى السكر إلى اتخاذ خطوة إيجابية وسريعة للبدء في إتباع نظام يعتمد على تجنب المواد الغذائية الضارة وممارسة الرياضة البدنية بشكل دوري ومنتظم لتجنب التعرض لمضاعفات مرض السكر.
يمتاز مرض السكر بحساسية كبيرة ولا غنى عن استشارة الطبيب للرد على تساؤلات المريض وتحديد أهم وسائل العلاج الضرورية. نحاول معا عرض بعض تساؤلات المصابين بالمرض واقتراح أفضل الردود وأسهل الحلول تطبيقا.
يتساءل بعض المرضى عن تأثير التمرينات الرياضية ورفع الأثقال على إمكانية التحكم في مرض السكر، وإن كان لممارسة الرياضة فاعلية، فما هي الطريقة الأنسب لممارستها وكيف من الممكن تكرارها.
الرد المناسب على هذا التساؤل هو أن الأبحاث قد أثبتت أن التمرينات الرياضية، خاصة تمرينات المقاومة، أثبتت جدارة عالية في الحد من خطر الإصابة بأزمات قلبية وبجلطات مفاجئة. يسهم بناء العضلات في حرق الدهون الزائدة ويساعد الجسم على الاستفادة من الكميات الزائدة من الجلوكوز، ومن المنصوح به المواظبة على ممارسة الرياضة وعدم التهاون في هذا الصدد لضمان التحكم في نسبة السكر في الدم.
قد لا يمكن لكبار السن والمصابين منهم بأمراض روماتيزمية ممارسة تمرينات رياضية شاقة، وبعضهم يتساءل عن أنسب الوسائل لحرق الدهون مع مراعاة حالتهم الصحية.
عندما يتعذر على المريض ممارسة التمرينات الشاقة بسبب آلام في الظهر أو العنق فأنسب وسائل حرق الدهون هي الاستعانة بالآلات الرياضية الثابتة، كالدراجة وغيرها، لتمرين الجسم، كما يمكن للمريض أيضا الركض البطيء أو الرقص. تعد السباحة أيضا من النشاطات الرياضية الأفضل لأن المياه تدعم جسم الشخص ولا تمثل أي عبء على الظهر.
أثبتت التجربة أن حالات القلق والظروف القاسية التي يتعرض لها مريض السكر ترفع من نسبة السكر في الدم وقد تصبه بحالات غيبوبة، وعندها قد ينصح الطبيب بأخذ جرعة زائدة من الأنسولين.
من المنصوح به في تلك الحالة ممارسة الرياضة وقياس نسبة السكر في الدم والاطمئنان باستمرار على تأثير المجهود العضلي. إن ثبت أن نسبة السكر انخفضت فليس من الضروري أخذ كميات زائدة من الأنسولين. ضع في اعتبارك أيضا أن ممارسة الرياضة تضعف من نسبة التوتر.
والسؤال الأهم والأخطر هنا هل تتسبب ممارسة الرياضة في ارتفاع نسبة السكر في الدم بدلا من انخفاضه؟
والإجابة هي نعم، قد تسهم ممارسة الرياضة أحيانا في رفع نسبة السكر، فممارسة الرياضة ينتج عنها إنتاج الكبد للمزيد من الجلوكوز، وهنا تكمن أهمية عدم التهاون في تكرار ممارسة الرياضة وقياس نسبة السكر قبل التمرين وبعده للاطمئنان على صحة المريض والتأكد من مدى سلامته.
المصدر: منقول
نشرت فى 30 مايو 2011
بواسطة FAFENET
عدد زيارات الموقع
18,685
ساحة النقاش