في تحول لافت فتح أبوابا كانت موصدة في وجوه شريحة "الصم والبكم" من أبناءالمجتمع المحلي بات بإمكانهم أخيرا حمل الهاتف المتحرك بكل ثقة والتحدثبواسطته بطلاقة إلى أقرانهم من الشريحة ذاتها للمرة الأولى منذ اختراع "الموبايل" ودخوله الخدمة في منطقتنا بالذات حيث تمكن عدد كبير منالمحرومين من نعمتي الكلام والسمع من استخدام الهواتف المتحركة أخيراً وليسمجرد حملها كزينة وجزء من الشخصية والتفاهم بينهم عبر تقنية (الهاتفالمرئي) التي كانوا في طليعة المستفيدين منها. وشهدت التقنية الجديدةانتشارا واسعا بين صفوفهم بموازاة إقبال كبير على استخدام الهواتف المتحركةبينهم خلال الأيام الماضية.
وتقنية الهاتف المتحرك المرئي المعروفة اختصارا ب "جي 3" حققت منذ إطلاقهافي إمارات الدولة أخيراً آثاراً إيجابية بالغة في حياة الصم والبكم اليوميةوقضاء حاجاتهم وتواصلهم بين بعضهم بعضا، إذ أصبحوا قادرين للمرة الأولىعلى استخدام "الموبايل" على غرار نظرائهم من الأسوياء من خلال رؤية بعضهمعبر شاشة الهاتف المتنقل باستخدام الإشارات التقليدية التي يلجأون إليها فيحياتهم اليومية ولقاءاتهم المباشرة للتواصل والتعارف والتفاهم وتناقلالأفكار فيما بينهم وهو ما انعكس بآثار حميدة وانعكاسات إيجابية واسعة علىنفوسهم وشخصياتهم.
ومن الذين استفادوا من هذه الخدمة حصة حسن الجابر وشقيقاتها بدرية وحياةوصديقاتها فاطمة سلطان العلي وسمية ابراهيم وشيرين نعيم رضوان فهن فكرنمليا في استخدام الهاتف النقال، عبر استخدام خدمة مكالمات الفيديو، علىالرغم من كلفتها المرتفعة وهي 75 فلسا للدقيقة الواحدة لأن الحاجة كانت أهموأكبر.
ومحاولات هؤلاء من الصديقات لم تبدأ مع هذه الخدمة بل بدأت أولا مع وجود "البليب" فكن يرسلن اشارة من رقم معين ليعرف الطرف الآخر مكان وجودهنوبالتالي التواصل كان ناقصا وفي تلك الفترة لم تكن الهواتف النقالة موجودةثم ومع توافرها فكرت بدرية في حل للمشكلة وتوصلت الى اختراع شيفرة معتمدةعلى الارقام فكانت ترسل الارقام بعدما وضعت لكل رقم أو رقمين او ثلاثة كلمةأو جملة صغيرة مثل أنا في منزل أمي، أو أنا في العمل، أو أنا بالمنزل، اوأنا مريضة، او مشغولة... الخ.
ووضعت قاموساً احتوى على 600 كلمة، ووزع على مجموعة كبيرة من الصم والبكموزاد الطلب عليها بعدما اجرت إحدى الصحف المحلية تحقيقا عن هذا القاموسوبالتالي عمت الفكرة على مجموعة كبيرة من الصم والبكم في الامارات وبعض دولالخليج. وكانت البداية باللغة الانجليزية، وبعدها اصبحت بالعربية.
وتجمع الصديقات على أن خدمة مكالمات الفيديو المتوافرة اليوم هي أسهل بكثيرمن الطرق السابقة باستثناء أمر واحد هو التكلفة المادية إذ تتراوح فاتورةالواحدة منهن بين 1000 و2000 درهم شهريا وهذا لا يتناسب ابدا مع أجورهنومتطلبات ومصاريف الحياة.
وتستطيع الصديقات التواصل مع بعضهن بعضا ومع الآخرين المقربين منهن وخاصةافراد اسرهن وأولادهن . وبحكم التواصل مع مركز "المشاعر" الذي يعنى بذويالاحتياجات الخاصة نقلت مديرة المركز نادية الصايغ رغبة الكثير من الصموالبكم الى مؤسسة الاتصالات، لتخفف كلفة المكالمات لهذه الفئة تحديدا، هذابالاضافة الى جهود مماثلة تبذل من قبل مسؤولين بمدينة الشارقة للخدماتالانسانية بالتنسيق مع وزارة الاتصالات ليحصل ذوو الاحتياجات الخاصة علىأفضل العروض التي تناسب اوضاعهم وميزانياتهم، علما أن من المتوقع أن يتمتنفيذ هذه الخدمة في وقت قريب.
فرحة: وفي رأس الخيمة، أعرب المواطن الأصم حمد بلال خميس، 26 عاما، عنفرحته بإطلاق خدمة الهاتف المرئي في الدولة، وقال: رغم أن سعر الدقيقةبواسطة الهاتف المرئي مكلفة ومرتفعة بالمقارنة مع المكالمات الاعتيادية إلاأننا تحملنا فارق السعر والتكلفة من أجل عيون التواصل بيننا والاتصال علىغرار الأسوياء لتعويض شعور الحرمان والعجز في دواخلنا.
المواطن الأصم أيضا عبيد النقبي، 27 عاما، أشار إلى الإقبال الكبير من قبلأبناء شريحة الصم والبكم في مختلف إمارات الدولة من أجل الاشتراك في الخدمةالجديدة غير المسبوقة "الهاتف المرئي" منذ الساعات الأولى لإطلاق الخدمة،وقال: أسدل ذلك الستار على قطيعة وجمود بيننا وبين تلك التقنية التي لم يعدلأي شخص الاستغناء عنها وهي "الهاتف المتحرك" حيث يسر لنا رؤية بعضناوقراءة إشارات الصم والبكم وهي اللغة التي نتواصل عبرها وصولا إلى تفاهمنا.
المصدر: الشارقة - ميرفت الخطيب - رأس الخيمة - عدنان عكاشة
نشرت فى 24 إبريل 2012
بواسطة FAD
الاتحاد النوعى لهيئات رعاية اللفئات الخاصة والمعاقين هيئة ذات نفع عام لا تهدف لتحقيق ربح تأسس الاتحاد عام 1969 العنوان 32 شارع صبرى أبو علم – القاهرة الرمز البريدى 11121 ت: 3930300 ف: 3933077 »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
1,503,937
ساحة النقاش