رغم عدم وجود حصر دقيق لعدد الأشخاص ذوي الإعاقة في مصر، إلا أنه طبقاً لمؤشرات منظمة الصحة العالمية فإن نسبتهم في مصر تبلغ من 10 إلي 13% من تعداد السكان، ويمثل الأطفال 3.4% منهم، أي حوالي 8% تقريبًا من إجمالي أعداد الأطفال في مصر حتي سن الثامنة عشر.
وعن واقع هؤلاء الأطفال ، أعدت هيئة إنقاذ الطفولة البريطانية بالتعاون مع وزارة التضامن الاجتماعي، بحثًا ميدانيًا تحت عنوان "واقع استفادة الأطفال ذوي الإعاقة من الخدمات القائمة" للوقوف علي الوضع الحالي للخدمات المقدمة لهم ومدي إتاحتها.
كشف البحث أن نسبة من يحصلون علي خدمات القطاعات المختلفة لا تتعدي 2% من جملة الأطفال ذوي الإعاقة، وهو ما يجعل أكثر من مليون طفل خارج نطاق الخدمات.
وفيما يخص قطاع التربية والتعليم، فرغم محاولات وزارة التربية والتعليم لتوفير خدماتها للأطفال المعاقين من خلال مدارس التربية الخاصة، إلا أن 1.8% فقط من الأطفال المعاقين حتي سن 18 عاما يتمتعون بالخدمات التعليمية، وأن نسبة عدد المدارس إلي تعداد الأطفال ذوي الإعاقة هي مدرسة متخصصة لكل 45 ألف طفل، مما يشكل حرمانًا شديدًا لهؤلاء الأطفال من حقهم في التعليم.
وأوضح البحث أن فرص التحاق الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة بالتعليم العالي محدودة للغاية، فعمليًا لا يلتحق الطلاب الصم بالتعليم العالي، ويلتحق الطلاب ذوي الإعاقة الحركية والبصرية بكليات محدودة، مما يشكل انتهاكًا خطيرًا لحقهم في التعليم، وأوصت الدراسة بضرورة صدور اللوائح التنفيذية لدمجهم في مراحل التعليم المختلفة، وتوفير فريق عمل متكامل في المؤسسات التعليمية لضمان التطبيق السليم والفعال لهذا الدمج ،
مع إجراء التدريب اللازم لفريق العمل بالمدارس التي تطبق تجربة الدمج. ويجب العمل علي تحسين الوسائل التكنولوجية المساعدة للأشخاص المعاقين، لأنها تحسن من مستوي الاتصال بينهم وبين الآخرين.
أما قطاع الصحة فقد توصل البحث إلي وجود فروق بين المحافظات في توزيع الخدمات المقدمة لأنواع الإعاقة، حيث تتركز خدمات إعاقة السمع والتخاطب في القاهرة، وأقل ما تكون في محافظة سوهاج. لذا أوصي البحث بتوفير منافذ تقديم خدمات الرعاية الصحية الأساسية في أماكن التجمعات الخاصة، أو الأماكن المستهدفة بذوي الإعاقة، مع التركيز علي تحسين آليات وبرامج تشخيص وتقييم الإعاقة، وتوفير الكوادر القادرة علي القيام بذلك، مع التركيز علي الاكتشاف المبكر للإعاقة ووضع نظام أكثر صرامة لمتابعة الأطفال من سن المهد وتسجيل أي ملاحظات بوجود قصور في النمو.
ساحة النقاش