الموز فاكهة الحكماء، حيث كان الفلاسفة يستظلون تحت هذه النبتة التي يتراوح طولها بين متر واحد وأربعة أمتار، وتثمر شجرته مرة واحدة فقط ثم يتم قصها. وشبه العرب ثمار الموز بالأصابع أو البنان ومنه جاءت تسميته في أوروبا بالإنجليزية "بنانا" ويعود تاريخه إلى الهند وإن اختلف في مرجعه، وقد عرف قبل ميلاد المسيح عليه السلام بنحو ألف ومائة سنة.
ونقلت صحيفة "الإتحاد" الإماراتية عن الدكتورة مروة عزمي جنينة أستاذ العلوم الزراعية بجامعة المنصورة، قولها إن الموز فاكهة الشتاء الأولى ومن أقدم النباتات على وجه الأرض، وهو بلا جذع خشبي ومن أفضل مصادر الطاقة الطبيعية للإنسان ويحتوى على ثلاثة أنواع من السكريات تمد الجسم بالنشاط، إذ لا يوجد طعام يفوقه في القيمة الغذائية وعرف العالم مزاياه منذ أقدم الأزمان، وقد كان نابليون بونابرت يفضله على أي طعام آخر وهو في منفاه بجزيرة القديسة هيلانة.
وذكر في قاموس الغذاء والتداوي بالنباتات لأحمد بن قدامة عن الموز في الطب القديم، أنه ينفع في أوجاع الصدر والرئة والسعال وقروح الكليتين والمثانة ويدر البول ويزيد في ماء الرجل وينشط الفحولة ويلين البطن وإذا طبخ في دهن اللوز أصلح الصدر سريعاً وإذا مزج بالخل أو عصير الليمون يفيد الرأس وطبخه مع بذر البطيخ ينعم البشرة ويحسن اللون وورقه يحلل الأورام.
وخلصت دراسة علمية أجراها المركز العلمي الطبي في هونولولو إلى أن تناول الموز بشكل منتظم يمنع الإصابة بالجلطات الدماغية، كما أفادت دراسة أجريت على ستة آلاف امرأة في الستينيات من العمر أن السيدات اللواتي واظبن على تناول الموز بشكل منتظم بمعدل موزة واحدة يومياً لم يتعرضن للإصابة بالجلطات الدماغية، بينما كانت الإصابات بين الأخريات هي الأعلى وأرجعت الدراسة ذلك لاحتواء الموز على معدني الكالسيوم والبوتاسيوم المنشطين للدماغ والمانعين لارتفاع ضغط الدم.
وأظهرت دراسة سويدية أن الموز الناضج أو المطهو يحتوي على مواد تزيد مقاومة الخلايا التي تبطن المعدة وتمنع حدوث القرحة، وتساعد على الشفاء منها، وأنه يحافظ على سلامة العضلات والعظام، ويخفض احتمالات الإصابة بالنوبات القلبية.
وللموز أثر إيجابي في عملية الهضم خلافاً للاعتقاد الشائع بأنه يسبب الإمساك، أكدت الأبحاث العلمية أن الموز هو الفاكهة الوحيدة التي يمكن الاعتماد عليها كبديل لهرمون "الميلاتونين" وكدواء يحافظ على الشباب ومضاد للشيخوخة، فهو ترياق الصحة والشباب، وينفرد نشا الموز بأنه لا يتم تخزينه في الجسم، فتناول الكثير منه لا يؤدي إلى زيادة الوزن، ومن هذا المنطلق ظهرت الوصفات الغذائية التي تضع الموز كعنصر أساسي لأي نظام غذائي لثبات الوزن والحفاظ على الرشاقة وصفاء الذهن.
وأكدت البحوث أن الموز يؤثر بشكل طبيعي على معدل الحموضة ويخلص المعدة منها، ويعمل على تهدئة المعدة ويغذي الجنين، ويقضي على الغثيان عند الحوامل ويهدئ الأعصاب ويسيطر على مستوى السكر في الدم، ويستخدم لعلاج الاضطرابات المعوية، ويساعد في الإقلاع عن التدخين، وتوازن دقات القلب، ويحفز إرسال الأكسجين إلى الدماغ وينظم توازن الماء في الجسم.
والموز صديق المرأة لأنه يعطي الإحساس بالسعادة ويقلل من الحالة المزاجية المضطربة، وشرائحه ترطب البشرة.
ساحة النقاش