أصله:

يذكر المؤرخون انه من أصل هاشمى النسب نزح اسلافهم من الجزيرة العربية إلى اريتريا والصومال ومصر وغيرها من البلاد العربيه ولد فى بيت عامر بالعلم والدين والأدب ولد الشيخ عبد الرحمن الجبرتى عام 1167هـ اى فى النصف الثانى عشر الهجرى الموافق لعام 1756 م اى فى منتصف القرن الثامن عشر الميلادى

دور والده فى حياته:

 هو الأبن الوحيد الذى عاش من الذكور ،فاهتم به والده كثيرا بعد ان لمس فيه الذكاء والفهم ورجاحة العقل فقد حفظ الشيخ عبد الرحمن القران الكريم وهو فى سن صغيرة ، وكان يحفظ الكثير من الأحاديث والروايات والأخبار التى كان يقصها والده على المشايخ والعلماء الذين كانوا دائمى التردد على منزله ولهذا صار والده يخصه بأن يروى له أحداث العصر وأخبار الولاة والعلماء الذين عرفوه وعرفهم.

توفى والده وترك له أموالا طائلة وصداقات عديدة أكثرهم من المشايخ  والأمراء والحكام .

حياته :

 واصل عبد الرحمن دراسته إلى ان تخرج فى الأزهر بعد أن درس علوم الفقه واللغه . ثم عكف على خزانة والده يستزيد من علوم الفلك والحساب والهندسة وغير ذلك. صار الشيخ الجبرتى يعقد حلقات التدريس كما جرت عادة علماء الأزهر فى هذه الحقبة وهنا خبر الشيخ عبد الرحمن الجبرتى أخبار العلماء وأخلاقهم وكان فى داخله لايشعر بالرضا عن أعمال واخلاق زملائه بالازهر ولعل عدم الرضى هذا هو المسئول عن ملكة النقد والتحليل الذى عرف به الجبرتى عند كتاباته لتراجم الرجال. فقد أخذ هؤلاء العلماء عدة مآخذ منها افتتانهم بالدنيا وعدم إخلاصهم للعلم وحرصهم على جمع المال واستخدامهم لكثير من الخدم والمقدمين والأعوان ومخاصمتهم الكثير مع بعضهم البعض ومن هنا تولدت عند الشيخ الجبرتى جذور الأدراك والفهم لأخلاق الرجال وطبيعة المشكلات التى يمرون بها فى تلك الفترة.

رحلاته فى بلدان مصر:

بعد ان توفى والده وهو فى سن الحادية والعشرين من عمره أخذ الجبرتى يتنقل فى أنحاء مصر ليعرف مواقعها ، ويتصل بعلمائها وكبارها وليعرف كيفية الحياة فى القرى وما يعانيه الفلاح من شظف العيش وقد كان بطبيعته محبا للرحلة وقد ساعده على ذلك ثروته الكبيره ورغبته فى المعرفه والأطلاع التى كانت تدفعه دائماً. وقد كان هذا أحد الأسباب البارزة التى مكنته من تأليف كتابه الكبير فيما بعد ، ولاشك أن الجبرتى قد احاط بكثير من اخبار البلاد والعباد ، مما جعله صادق الأحكام دقيقاً فى تحليل الأمور مستوعباً لكل صغيرة وكبيرة من حياة الشعب المصري فى الفترة التى تحدث عنها وتعامل معها.

لاشك ان الجبرتى قد استغرق فى هذا العمل ليله ونهاره ، واستمر يبحث عن مصادره ومراجعه وبدأ يدون الأسماء وكان من الطبيعى أن يبدأ بالمشايخ ومن كان منهم شيخاً للأزهر ومشايخ آخرين.من كان ابوه يطلق عليهم الطبقة العليا ، ثم الطبقة التى تليها ممن اشتهروا بالعلوم الفقهية والعقلية والنقلية والشعر والأدب والخطابة وغير ذلك. كما شرع يدون اسماء الأمراء ومن بلغ منهم مشيخة البلد ومن شاركه فى الحكم . استعان الجبرتى فى علمه هذا بكل من اعتقد أن عندهم عوناً. ومن هؤلاء صديقه المشهور إسماعيل الخشاب الذى التحق شاهداً بالمحكمة ، وكان من المشهورين بالعلم والأدب فى عصره.

كان الجبرتى دقيقا لايكتب عن حادثه إلا بعد أن يتأكد من صحتها وقد يؤخر التدوين حتى يحيط بالمصادر التى تصححها سواء بالتواتر او بالشهاده.

الحملة الفرنسيه على مصر:

ظل الجبرتى منشغلا بجمع اخباره وتقييدها حتى فاجأته وفاجأت المصريين جميعهم الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798 م .كان الجبرتى فى وقتها فى الرابعة والأربعين من عمره ولذلك فهو لم ينقطع خلال فترة بقاء الفرنسيين فى مصر عن تسجيل أعمالهم ورصد تحركاتهم والتعليق على أقوالهم وأفعالهم ، وكان أكثر العلماء الأزهرين دقة فى تدوين ملاحظاته على نظام الحياة فى مجتمع الجنود الفرنسيين وطرائفهم فى تنظيم حياتهم.

وقد انقسمت ملاحظات الجبرتى الى قسمين:

اولاً الملاحظات السياسية:

تتعلق بنظم الحكم الذى اتبعه الفرنسين ومنشوراتهم وتقاريرهم وتحليل اقوالهم ورصد أهدافهم من الحملة ووجودهم فى مصر. وفى هذا القسم لم يكن الجبرتى على إلمام كامل بالحياة الفرنسية وبالعالم الخارجى، فلم يستطع تحليل الأحداث تحليلاُ عميقا مثل ما فعل فى القسم الثانى من ملاحظاته وهى الملاحظات الإجتماعية خلال تلك الفترة.

ثانياُ الملاحظات الاجتماعية:

قد تفاوتت مواقفه من الحياة الأجتماعية والثقافية للفرنسيين فأحيانا كنت تراه معجبا ببعض مظاهر السلوك ولا سيما ما يتعلق بالمعرفة وحب العلم وإجراء التجارب واستخدام الأجهزة والأدوات وأحياناً كنت تراه ساخطا خاصة فيما يتعلق بتصرفات النساء منهم وخروجهن للعمل سافرات على غير المعهود فى المجتمعات الأسلامية فى ذلك الوقت.

الاتهامات التى تعرض لها الجبرتى:

فقد اتهمه المصريون بالتعاون مع الفرنسيين والولاء لهم فى سياق تاريخه كما اتهمه الفرنسيين بالتعصب ضد مظاهر الحضارة الحديثة التى كانو يدعون تقديمها للعالم الاسلامى والمجتمع المصري.

نال كتاب الجبرتى ثناءَ كبيراً فى اوساط الشعب ومن الحكام الاتراك فقد حمله الوزير العثمانى إلى الاستانه بتركيا وعرضه على السلطان العثمانى سليم الثالث الذى أمر كبير اطبائه مصطفى بهجت بنقله الى اللغة التركية فتم ذلك فى عام 1807م

وفاته:

ظل الجبرتى دؤوبا فى عمله حتى عام 1237هـ عندما فاجأته فاجعة مقتل ابنه خليل فلم يجد القدره على استكمال مسيرته التى بدأها وظل يبكى ابنه حتى جف بصره ولزم بيته لا يقرأ ولا يكتب حتى توفى عام 1240هـ بعد مقتل ولده بحوالى ثلاث سنوات.

 

المصدر: ويكيبديا الموسوعة الحرة
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 326 مشاهدة

ساحة النقاش

مدرسة الجبرتى الأبتدائيه

Elgabartylearn
مدرسة الجبرتى الأبتدائية تأسست عام 1991 م وحصلت على الجودة عام 2009 تقع فى مساكن شيراتون (مصر الجديده) ويديرها الأن السيد الأستاذ /حسين عبد النبي عبد السلام »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

20,556