إن برنامج رامز عنخ آمون، والذى يشاهده الناس على إختلاف أعمارهم بعد الإفطار مباشرة، يعتبر من البرامج ذات الآثار الكارثية المباشرة وغير المباشرة على الفرد والمجتمع .. وسواء أكانت هذه الآثار نفسية أو بيولوجية .. فإنها تعد من النتائج التي يحاسب عليها القانون .. والتي تتعارض أيضا مع حقوق الإنسان .. فليس لمجرد إنتاج عمل تلفزيوني بغرض ترفيهي أو معلوماتي لا نضع إعتبار لآثاره أو حتى نراعي الجانب الأخلاقي فيه .. ففي رأي للدكتور محمد عبد الغنى أستاذ القلب والأوعية الدموية بطب قصر العينى والذي نشر في موقع اليوم السابع يقول إن ضيف أى حلقة من هذه الحلقات إذا كان يعانى من أمراض فى القلب أو فى الضغط أو يعانى من قصور فى شرايين القلب التاجية فهناك خطورة حقيقية على الضيف تتمثل فى التعرض لأزمة قلبية أو ذبحة صدرية أو ارتفاع شديد فى ضغط الدم أو اضطرابات فى كهربةالقلب ..حيث إنه من المعروف أن أصحاب القلب الضعيف أو أصحاب مرض تصلب الشرايين التاجية أو مرضى ارتفاع ضغط الدم قد لا يتحملون التعرض الزائد من الفزع والتوتر العصبى خاصة كبار السن من الضيوف.وبالتالي يمكن أن تحدث أزمة قلبية إذا كان الضيف يعانى من أمراض القلب، ويقول إنه يمكن أن يحدث إغماء وفقد الوعى وصدمة عصبية أو ذبحة قلبية،..أما على صعيد البعد النفسي .. فإن حالة الهلع التي يتعرض لها الضيف ..بجانب آثارها البيولوجية فإنها تبقى في الذاكرة بإرتباطات الموقف لتتكرر مع الإنسان في مواقف شبيهة .. إضافة الى آثارها العصبية .. ثم أن الموقف يسبب للضيف الذي ظهرت عليه آثار هستيرية أو أدي سلوكيات غير طبيعية أثناء الموقف .. شعورا بالحرج والخزى قد يستمر معه لفترة طويلة .. وربما يصاب الضيف بإضطراب أعمق يطلق عليه علماء النفس إضطراب مابعد الصدمة .. وهو إضطراب يبرو في زيادة منسوب التوتر والضغط النفسي عند الفرد .. ويؤدي به أن يعيش الموقف نفسه بكل ماحدث فيه لمجرد إستثارة مشابهة للأحداث التي وضعه فيها المقيمين على البرنامج .. إضافة لذلك فإن البرنامج بمشاهده المتعددة يسبب للأطفال إستثارات الخوف والتوتر .. ونحن نمر بأحداث لا تتطلب المزيد من هذه المشاهد السلبية منذ ٢٥ يناي ٢٠١١ والتي تزايدت مع أحداث ٣٠ يونيو.. إن مثل هذه الأفكار التلفزيونية تتطلب إستشارات وإشراف سيكولوجي ..وأذكر أنه منذ ١٩٨٢ ونحن ندرس الدكتوراة في بريطانيا كنا نضطلع في زياراتنا على مدي دقة الإشراف السيكولوجي على البرامج التلفزيونية والإذاعية ..والمتتبع لأفكار وبرامج الأخ رامز يجدها جميعا من نوع البرامج ذات الآثار السلبية التي لا تراعي البعد الخلقي للإنسان .. إن المشاهد في مثل هذه البرامج قد تدل على معاناة منفذيها من مشاعر التلذذ بعذاب وتعذيب الآخرين .. وهي أعراض السادية تلك التي تدفع صاحبها لتعذيب الآخر بغض النظر عن الآثار.. يجب أن تتوقف مثل هذه البرامج فوراا..
المصدر: Educpsychology
نشرت فى 27 يوليو 2013
بواسطة Educpsychology
أ.د حمدي علي الفرماوي
موقع علمي سيكولوجي وثقافي يهدف الى: * نشر ماتيسر من انتاجي وانتاج تلاميذي العلمي والثقافي ( الكتب - الأبحاث - المقاييس النفسية - المقالات ) * مناقشة الظوامر السلوكية المستجدة في المجتمع والتواصل معها * مناقشة المغلوط في الثقافة النفسية * التواصل مع الجمهور من المثقفين والباحثين والمتخصصين من »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
108,281
ساحة النقاش