نشر عام 2006 في مكتبة الانجلو بالقاهرة
المقدمـــة
يقول الحق سبحانه وتعالى { وفي أنفسكم أفلا تبصرون ..} ويقول عز من قائل { سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين أنه الحق } صدق الله العظيم.
الحمد لله ، وأصلي وأسلم على إمام المرسلين وسيد الخلق ومعلم البشرية محمد بن عبد الله الذي يقول ( من عرف نفسه فقد عرف ربه ) أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
أما بعد .. فما زال الإنسان هو اللغز الغامض والتكوين المعجز، وسر الأسرار، لذا فإنه مازال وسيكون دائماً محط اهتمام جميع فروع العلم والمعرفة بمختلف مجالاتها.
وعلى مر العصور كان الإنسان هو الباحث في الإنسان محاولاً أن يكشف بعض الغموض ، ومن خلال ذلك يكتشف المجهول في العالم من حوله ، ولكل عصر مجاهيله، ولكل عصر أدواته ، ودائما كان الأداة الرئيسة هي العقل ذاته، فبالعقل كلف الإنسان وبالعقل استخلف الله الإنسان على أرضه بإذنه سبحانه وتعالى.
-ز- |
فتجمعت المعارف البيولوجية مع المعرفة الفيزيقية والطبية والعصبية لتنعكس على المعرفة السيكولوجية فتحدد علما له أصول ومباحث تفسر العلاقة بين الجسم والنفس.
وهكذا تبلور مجال السيكوفسيولوجيا الذي أوضح الكثر عن العمليات الفسيوعصبية كدالة وظيفية لسلوك الإنسان وسماته الشخصية ، ودارت عجلة الأبحاث لتصل إلى دراسات التموضع الوظيفي للمخ فظهرت نتائجه البراقة بجانب دراسات معالجة المعلومات ومعالجة اللغة بمستوياتها المختلفة ، ومن ثم تجمعت المعارف السيكوفسيولوجية متزاوجة مع معارف علم النفس المعرفي لتصنع منظومة متطورة لمجال علم النفس المعرفي العصبي. الذي هو إطار ومحور محتوى الكتاب الحالي.
فتناول الكتاب الحالي معرفة ضرورية بالجهاز العصبي بشقية (التركيبات الصغرى والتركيبات الكبرى) والعلاقة الوظيفية البينية في كل منهما وأثر ذلك وانعكاسه على سلوك الإنسان ، ثم تناول معالجة المعلومات بصفة عامة مفنداً لمراحلها مستعيناً بالجوانب التشريحية للمخ ودراسات التموضع الوظيفي، متطرقاً إلى الأبعاد السيكوفسيولوجية للبنية العقلية بصفة عامة ، مفسراً للإدراك الحسي والإدراك العقلي وفسيولوجية الجهاز الحسي في الإنسان. ولأن سيكوفسيولوجية اللغة تعتبر محوراً من المحاور الوظيفية المخية الثرية التي بها يمكن معرفة الكثير عن عمل المخ والاتصال العصبي ، فقد تناولها الكتاب من خلال المعالجة اللغوية (مدخلات ومخرجات) بمستوياتها المختلفة.
-ع- |
ثم استهدف الكتاب الحالي دراسة عملية التعلم التي حاول أن يحدد الأبعاد السيكوفسيولوجية، بل والعصبية فيها، ذلك من خلال نظريتي التعلم الشرطي والمحاولة وحذف الأخطاء.
ولم ينس المؤلف طوال عرضه لهذه المجالات الانعكاسات والمؤشرات التعلمية والتربوية التي يمكن أن يفيد منها المعلم والقائمين على شئون التعليم ، سواء تم ذلك تضمينياً أو بصورة محدد واضحة.
وبفضل الله وعونه فإن خلفية المؤلف في البيولوجيا كتخصص دراسي جامعي قد ساعد في اكتسابه المعرفة البيولوجية موظفة في مجال السيكولوجيا، إضافة إلى أن بحوثه العديدة في مجال علم النفس لا تكاد تفارق أبداً موضوعات علم النفس المعرفي.
ولقد خرج هذا الكتاب إلى القارئ والباحث والمختصين بعد سنوات طوال قضاها المؤلف في تدريس مقرر علم النفس الفسيولوجي لطالبات شعبة رياض الأطفال، وبعد سنوات ليست بالقليلة في العمل والإشراف على دورات التخاطب في الجامعة التي جعلته يفكر ويبحث في مجال اللغة واضطرابات التخاطب ، وحيث سبق الكتاب الحالي للنشر كتاب متخصص آخر في نيوروسيكولوجيا اللغة واضطرابات التخاطب.
اتضرع إلى ربي سبحانه وتعالى أن يتقبل مني هذا العمل ليكون نافعاً، وليجعله سبحانه وتعالى في ميزان حسناتي، إنه سميع مجيب الدعاء.
شبين الكوم في 9/4/2006
أ.د/ حمدي الفرماوي
أ.د حمدي علي الفرماوي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش