منشور في دار الفكر العربي بالقاهرة
تقديم
مازالت دراسات علم النفس ومعارفه في أوساطنا العربية لا تجد لنفسها تطبيقًا في حياتنا، رغم أن لعلم النفس كلمة نافعة ومؤثرة في مجالات الحياة المتعددة ، وربما يعود ذلك إلى أن النفس العربية بحكم ثقافتها وتربيتها مازالت تخشى مواجهة النفس على النحو الذي يكوّن لديها مقاومة للمعارف النفسية، لذلك أهملنا النفس كجزء من التكوين الإنساني على المستوى الرسمي والشعبي فالاتجاه إلى الطبيب النفسي أو الإخصائي النفسي مازال صنفا من صنوف "العيب" الذي يجب أن نستره، ذلك على الرغم من تزايد ضغوط إنسان اليوم بصفة عامة، حيث وَقع الحياة المتسارع والمسئوليات المتشابكة .
والإنسان العربي بصفة خاصة هو أوّلى شعوب الأرض بمواجهة ذاته وهو في أمَس الحاجة لكلمة سيكولوجية واستشارة نفسية حيث تزايدت عليه مصادر الضغوط الناتجة عن الأحوال الاقتصادية المتدهورة والنظم السياسية المتخبطة ونقص إشباعات حاجاته النفسية الضرورية، ورغم ذلك فإن أقصى ما يفعله الإنسان العربي حين تتحول الإضطرابات النفسية عنده إلى أعراض جسمية عضوية مبرحة أن يتجه إلى قارئي الكف والمشعوذين، وعلى أحسن حال يلجأ إلى المسكنات والعلاجات الكيميائية، حتى يجد مسمار الضغوط الحلزوني لنفسه عمقاً يتزايد شيئًا فشيئًا في نفسه.
والأمر على هذا الحال يستدعي منا كسيكولوجيين أن نبادر بإخلاص إلى وصول الرأي النفسي والكلمة العلمية إلى متخذي القرار وإلى جماهيرنا الحبيبة أياً كان مكانهم وعلى أي نحو ممكن، بالكتابة المبسطة للمعارف النفسية تارة أو بالكلمة المخلصة على القنوات التلفزيونية تارة أخرى، وخاصة مع الهجمة الشرسة من الفضائيات التي أصبحت تسطح العقل البشري وتزيد من الاتجاه إلى "الخزعبلات" والتفسير السطحي لسلوك الإنسان، ولذا ارتفعت أصوات الجهل مع الثقافة المتدهورة.
وفي هذا الكتاب محاولة لتقديم المعرفة النفسية المبسطة والمعبرة عن حياة الناس اليومية ، والتى اتخذت التنظيم الهرمي للحاجات عند إبراهام "ماسلو سبيلاً إليها، وأقدمه بين يديّ جماهير أمتنا العربية لعلها تجد فيه ماتبتغيه من نفع مباشر أو غير مباشر.
فلقد وجدت نفسي في محاضراتي العامة وفي الجامعة، وفي ندواتي وفي المؤتمرات واللقاءات التلفزيونية، أبحث في هذا النظام الهرمي للحاجات عن مفتاح لحل مشكلات كثيرة وتفسيرا يتفق مع واقع الحياة لدى الانسان المعاصر.
لذا تعمدت أن أعرض للقارئ معرفة مبسطة في البداية عن ماهية الدافع، والحاجة، وتنظيم "ماسلو" ومبادئه المفسرة لإشباع الحاجات الإنسانية، ثم عرضت نماذج لتوظيفه في الحياة اليومية للناس عبر موضوعات مهمة في الحياة ، كالشخصية والمواطنة ومفاهيم "الرجولة" والعولمة وحياتنا الزوجية والتربية والإبداع والتطرف والتعصب.
ثم وجدت نفسي أمام مسئولية أخرى، وهي التي وضعني فيها "ماسلو" نفسه، من واقع هويتي الإسلامية والمهنية لأكتشف عدم كفاية وملائمة نظام الدفع للحاجات بمايتفق مع البنية النفسية للإنسان وأبعاد الطبيعة الفطرية فيه، لذا وصلت بفضل الله وعونه إلى التعديل الملائم لهرم "ماسلو" من وجهة نظري المتواضعة، الأمر الذي أصبح يمثل آفاقا ورؤى جديدة في هرم "ماسلو" وعلى النحو الذي يجعله أكثر تطابقًا مع بنية الإنسان الفطرية، ودور الإنسان على الأرض ومسيرته الحياتية..
لذا أرجو من ربي سبحانه وتعالى أن يجعل هذا العمل المتواضع في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
ومع الإمام الشافعي رضي الله عنه لسان حالي يقول:أو ليتني نعمًا أبوح بشـكرها ولفيتنى كل الأمور بأسرها
فلأشكرنك ما حييت وإن أمت فلتشكرنك أعظمي في قبرها
موضوعات الكتاب الموضوع رقم الصفحة تقديم الكتاب 4 1-التعريف بهرم "ماسلو" للحاجات الإنسانية. 7 2-ما قبل هرم "ماسلو" وفي طريق الحق. 13 3-هرم ماسلو..ومفهوم "الأصيل". 17 4-هرم ماسلو- والأصالة في الشخصية "القبطية". 21 5-هرم ماسلو... وحال الجاليات المصرية. 34 6- هرم ماسلو... في القصص الشعبي. 42 7- هرم ماسلو... ومفهوم "الرجولة". 48 8- هرم ماسلو...في الحب والحياة الزوجية. 56 9- هرم ماسلو...والمعاملة الوالدية.. 67 10- هرم ماسلو... وأطفال بلا تطرف وتعصب. 75 11- هرم ماسلو... والديمقراطية- المواطنة- تقدم الأمة. 84 12- هرم ماسلو... ومشاهد ثورة. 91 13- هرم ماسلو ... بين العولمة والعالمية. 97 14- هرم ماسلو...والنظام العالمي الجديد. 100 15- هرم ماسلو...في سبيل التدريس الفعال. 106 16- هرم ماسلو... وبيئة الإبداع. 111 17- هرم ماسلو... في منظومة الجامعة. 118 18-في سبيل تعديل هرم ماسلو (رؤية جديدة). 127 19-في سبيل تربية التزكي لدى أطفالنا. 143
لو سمحت مش راضى يتحمل موجود صورة الكتاب بس محتاجاه ضرورى لبنت سوريه محتاجاه تحميل عندها مش متوفر النت نعمل اه ممكن مساعدة
إزاى أحمل الملف
كل ما أضغط تحميل الملف تفتح لى صورة غلاف الكتاب
أ.د حمدي علي الفرماوي
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش