3 تشرين الثاني/نوفمبر 2010
كاتب امريكى يؤلف كتاب بعنوان جرين دين يربط الإسلام بالمحافظة على البيئة
الناشط البيئي إبراهيم عبد المتين يتحدث حول كتابه "غرين دين" في واشنطن، العاصمةمن م. سكوت بورطات، المحرر في موقع أميركا دوت غوف
واشنطن،- يُشكِّل العمل لحماية البيئة أسلوب حياة بالنسبة لإبراهيم عبد المتين.
جاء مواطن مدينة نيويورك البالغ من العمر 33 سنة إلى واشنطن للتحدث حول كتابه القادم، "غرين دين": ما الذي يعلمه الإسلام حول حماية الكوكب.
قال عبد المتين لموقع أميركا دوت غوف (America.gov) خلال قراءة لكتابه في مقهى باسبويز أند بويتس (Busboys and Poets) في واشنطن، "في كل خطوة من حياتي المهنية، كان هناك نوع من العلاقة بعلاقتنا مع الأرض."
بدأ اهتمام عبد المتين بحماية الطبيعة عندما كان صبياً يافعاً، وكان والده يأخذ أفراد العائلة لزيارة مسكن أجداده في جنوبي فرجينيا.
وقال عبد المتين "خلال نشأتي في مدينة نيويورك كان يأخذنا إلى الغابات... كان يأخذنا إلى أي مكان يمكننا الذهاب إليه، كي نتمكن من إقامة علاقة أفضل مع الطبيعة". وأضاف، "يعود فهمه للعالم الطبيعي إلى علاقته بالمزرعة خلال رحلاته إلى المكان الذي تأتي منه عائلتنا في فرجينيا. كان يحب إخراجنا إلى الطبيعة وهذا ما غرسه في نفسي."
يقدم عبد المتين في كتابه "غرين دين" (Green Deen) عشقه لعالم الطبيعة إلى القارئ. وقال، إنه أعد كتابه ليس فقط للقارئ المسلم، بل لكل فرد مهتم بالتعلم أكثر حول ارتباط الإسلام بالبيئة والإسلام بوجه عام.
بعد سنتين من الكتابة، يأتي كتاب "غرين دين" في الوقت المناسب لبعض الأسباب.
قال عبد المتين، "نحن نعيد دراسة علاقتنا بالماء، والنفايات، والطاقة، والطعام، وهناك قاعدة أخلاقية إسلامية موجودة منذ أجيال عديدة... فعلى سبيل المثال، يقال لنا أن نأكل من الصحن الأقرب كي لا نأكل حصة غيرنا... لذلك يمكن فهم ذلك على أننا يجب أن نشتري محلياً، وأن نحصل على الطعام الذي يُزرع محلياً."
وعلى مستوى آخر، قد يساعد الكتاب في تبديد نواحي سوء الفهم حول الإسلام لدى العديد من الناس.
وقال عبد المتين، "هناك الكثير من سوء الفهم حول الحضارة الإسلامية... لقد كانت الحضارة الإسلامية في أوجها حضارة متقدمة تكنولوجياً للغاية."
وقال، إن فهمه للدين أرشده إلى اتخاذ خيارات حياته والطرق التي يساعد بها الآخرين. وصف عبد المتين الإسلام بأنه "دين طبيعي"، وقال إن القانون الأول لمثل هذا الدين هو المحافظة على الذات.
أضاف عبد المتين، "انطلاقاً من هذه الرؤية الشاملة أريد أن أحافظ على الإنسان وعلى عالم الطبيعة. وكوني مسلماً يمثل مساري للقيام بذلك."
بعد وقت قصير من تخرجه من جامعة رود آيلاند عام 1999، عمل عبد المتين في ولاية مساتشوسيتس لدى منظمة "آوتوارد باوند" (Outward Bound) وهي منظمة لا تبغي الربح تشجع النمو الشخصي من خلال التجارب والتحديات في البرية. استعمل حبه للناس والبيئة في مساعدة الشباب المعرضين للأخطار على تطوير فهم ذاتي أعظم.
وتبين أن منظمة "آوتوارد باوند" كان لها تأثير عميق عليه. وتتمثل إحدى العقائد التي يشدد عليها البرنامج بأن يغادر الشخص المكان وهو في حالة أفضل مما كان عليه عندما جاء إليه.
وقال عبد المتين، "هذا هو المبدأ الذي تتبعه منظمة "آوتوارد باوند". وكمرشد وموجّه لدى المنظمة بدأت أدرك أن مبدأ مغادرة المكان في حالة أفضل مما كان عليه عندما جئت إليه ينطبق أيضاً على دوري كخليفة الله على الأرض، أو المسؤول عن كوكب الأرض."
قدّم بعد عودته إلى نيويورك برامج للشباب في "تحالف بروسبكت بارك ألاينس" في بروكلين. وعندما كان في التحالف، ساعد على تأسيس أكاديمية بروكلين للعلوم والبيئة التي أصبحت اليوم مدرسة ثانوية يلتحق بها المئات من الطلاب.
بالإضافة إلى تأليف كتاب "غرين دين"، يكتب عبد المتين أيضاً مقالات تنشر في مجلات عديدة متخصصة بالبيئة وبمسائل ذات أهمية للمجتمع الأهلي الإسلامي. ظهر في شهر تشرين الأول/أكتوبر على شاشة تلفزيون إيه بي سي (ABC) ضمن لجنة حوار في برنامج نقاش استضافته كريستيان أمانبور لمناقشة وجهات النظر الأميركية تجاه الإسلام والمسلمين.
تمثلت إحدى التحديات الكبرى التي واجهها عبد المتين أثناء إعداد الكتاب في عملية التحرير. ولحسن الحظ بالنسبة لعبد المتين أن زوجته فاطمة أشرف ساعدته في جعل الكتاب أكثر صداقة مع القارئ، بينما زوده الإمام زيد شاكر من جامعة الزيتونة بإرشاداته حول عملية الكتابة.
عبد المتين متواضع في وصف التأثير المحتمل لكتابه الأول. ويأمل في أن تكون كتبه الأخرى، التي تتطرق بشكل أعمق إلى العلوم البيئية، ملهمة للتوسع في الأفكار التي قدمها في كتابه "غرين دين".
قال، "آمل أن يكون هذا الكتاب رسالة إلى بعض هؤلاء العلماء المؤهلين بدرجة أكبر مني في الكتابة حول هذا الموضوع. آمل أن يأخذونه في الحسبان لإعداد كتاب محدد وواضح حول الإسلام والبيئة.
ساحة النقاش