د.عبدالرحمن إبراهيم زنونى

الموقع الإستشارى لإنشاء مزارع الإنتاج الحيوانى

عالمنا الشرقي تحكمه معاييرخاصة في مسألة تحديد شريك الحياة ، فالمجتمع أعتاد أن يكون الزوج أكبر من الزوجة، وليس مقبولا أن تكون الزوجة أكبر من الزوج، رغم أن هذا لم يرد في أي من الديانات السماوية، وكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أسوة في ذلك ؛فتزوج السيدة خديجة و كان في العقد الثاني وكانت السيدة خديجة في العقدالرابع من العمر، ومع هذا كان يحبها حبا شديدا.

فوجدت أن السن ليس هو العائق الذي يمكن أن يفرق بين اثنين وجدا أن حياتهما معاً أفضل في هذه الدنيا. ولكن السؤال الهام هل ينجح زواج كهذا، في ظل معتقدات هذا المجتمع؟

وهذا ما سنعرفه في هذا التحقيق.

بدأت أم زياد حديثها، بقول الرسول " إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه "، فالرسول لم يحدد العمر ، ولا الدولة ، بل إن قدوتنا رسول الله تزوج أم المؤمنين ،خديجة وهو أصغر منها بفارق كبير ، وأنجبت منه جميع أبنائه عليه السلام ،وأكدت أنها سعيدة بزوجها الذي يصغرها ب 11 عاما، ولم يسبق الزواج ،رغم إني كنت متزوجة قبلة مرتين ، ونحن الآن نعيش في سعادة غامره لوجود تفاهم بيننا.

وقال محمود عبد المنعم: تزوجتها رغم إنني أصغر منها بأربعة سنوات ، لأنه كان لدي إحساس بوجود تقارب بيننا، و كنت أشعر بغيرتها علي عندما أتحدث مع أي فتاة أخري، وكان الجميع يشعر بذلك وكانوا يستبعدون زواجي منها، إلا أني فاجأت الجميع عندما أعلنت خطبتي منها، وأنا أطير في السماء، بعد زواجي منها ،فكلما قابلت أحدا، أخبرته بزواجي منها.فأنا لا أستطيع أن أخفي سعادتي بزواجي منها.

وأضافت هدي أن ابنة عمتها متزوجة منذ 15 عاما، وزوجها أصغر منها ب7 أعوام ،وعندما تشاهديها تقولين هو اكبر، لأنها مهتمة بنفسها كثيرا.

وأكدت فاطمة علي كلامها،فقالت أن زوجها أصغر منها بكثير، ونحن نعيش كباقي الأزواج ، لان الزواج ليس بالسن، وإنما بالقلب،وأضافت ممكن أكون سني كبير بس أنا قلبي، وعقلي شباب ، ولا يفرق معي السن ، إلا إذا كان هو من تغيرت أفكاره.

وحدثني محمد فرحات:أنا تزوجت من ملاك ، هي أكبر مني بسنوات، لأكن قلبها كقلوب الأطفال.في البداية وجدت معارضة من أهلي لأنها اكبر مني ، لكنهم وافقوا في النهاية عندما رأوا التزامها، وأخلاقها ، و تمسكي بها، وهم يطلقون علي مجنون مريم ،وقد رزقني الله منها بأجمل طفلتين سراء وبراء.

أما ياسمين فكانت نادمة بزواجها من شخص أصغر منها ،فقالت :فارق العمر بيننا سنتين ، في بادئ الأمر، تمت موافقتي عليه،رغم علمي بالفارق العمري ،إلا إنني في الأيام الأخيرة، بدأت أعاني كثيرا من هذا الأمر ، فكلما تحدث أحد عن عمر الزوج انتابني الشعور بالخوف والهلع ، خوفا من أن يسألني أحدا عن عمر زوجي ، إضافة لذلك فإني اشعر بالخجل عندما اخرج معه للسوق ،أو لأي مكان آخر؛ ولذلك لإحساسي بأن كل الناس تلاحظ ا لفارق العمري بيننا ، فشكله يوحي بأنه صغير وما زاد الأمر سوءا، أن أخواتي يعايرنني بعمر زوجي، عند حدوث أي مشادة كلاميه بيننا ، فصار الأمر بالنسبة لي كالكابوس فدائما أتمنى لو إنني تزوجت من هو اكبر سنا ،علما بأن زوجي متقبل الأمر، ولا يذكرني بذلك الفارق، وكأن الأمر طبيعي،إلا أن المشكلة تكمن في أن.وهذا يسبب لي الكثير من المشكلات مع زوجي .قد تصل يوما بنا إلى الطلاق.

وفي النهاية تري حبيبة أن الزواج بزوج أصغر منها زواج فاشل؛لأنه يتزوجها من أجل مالها ،فصديقتها متزوجة من شخص يصغرها بخمسة أعوام ،إلا أنها كل يوم في مشكله معه،وتزوج عليه،رغم أنها فتحت له مشروع ليعمل به بأموالها.

وعلي جانب أخر أكد الداعية الإسلامي محمد الشريف:

إن دينناالإسلامي الحنيف أتي ليرسي قواعد المجتمع الذي يعيش فيه أفراده، فلا ينكر إلا المنكر، ولا يقر إلا معروفا يساهم في مسيرة حياة الناس، ومن هذا المنطلق لم ينكر الدين ما تعودعليه المجتمع العربي في مسائل الزواج وأضاف الشريف أن الدين الإسلامي أقر الزواج مع الفارق في العمر بين الزوجين سواء كان الرجل الأكبر من المرأة، أو المرأة هي الأكبر من الرجل..

ولم يكتف الإسلام بتحليل ذلك نظريا بل طبقه الشارع الأكبر وهو رسول الله صلى الله عليه وسلم حين تزوج أول زواج له من السيدة خديجة وهو في سن الخامسة والعشرين، وهي في سن الأربعين، والعكس أيضا حينما تزوج السيدة عائشة وهو في الخمسين عمره، وهي لم تتجاوز التاسعة من عمرها وقد خطبها وهي ابنة ست سنين، وبني بها وهي بنت تسع سنين.

ويشير الشريف إلى أن مسائل الزواج نسبية لا ينكرهاالدين الحنيف ولا العرف القبائلي والعادات الاجتماعية السائدة، ، ويبارك الله في الزواج المبني على البساطة والتيسير وعدم التلكع في مسائل السن والغنى والفقر وجعلها عقبات تساهم في إشاعة العنوسة في المجتمع والتسبب في العضل الذي يحرم الفتاة من نعمة الزواج وإشباع رغبتها الفطرية، وكذلك حرمانها من نعمة الأمومة.

المصدر: مروةرسلان محررة صحفية بمركز مداد الدولي للبحوث والدراسات
Drzanouny

د.عبدالرحمن زنونى - استشارى الثروة الحيوانية- استاذ(م) بقسم الإنتاج الحيوانى-كلية الزراعة-جامعة المنيا-جمهورية مصر العربية [email protected](002)01092994085

  • Currently 392/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
114 تصويتات / 5282 مشاهدة
نشرت فى 19 إبريل 2010 بواسطة Drzanouny

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

759,961