د.عبدالرحمن إبراهيم زنونى

الموقع الإستشارى لإنشاء مزارع الإنتاج الحيوانى

 

فسيولوجيا التناسل عند الأغنام


 الدورة التناسلية:

          تعتبر الأغنام من الحيوانات المستأنسة متعددة الدورات التناسلية ويتعلق تواتر الدورات التناسلية بالظروف البيئية والمناخية السائدة حيث أنه وفي البلدان ذات المناخ المعتدل على مدار العام والتي لا تتميز فيها الفصول والتغيرات المناخية بشكل واضح نجد أن الأغنام فيها بحالة نشاط جنسي وتناسلي على مدار العام ( أغنام متعددة الدورات التناسلية على مدار العام ) ومثال ذلك أغنام القطر المصري أما في البلدان التي تتميز فيها فصول السنة والتغيرات المناخية بشكل واضح نلاحظ أن الأغنام فيها تتميز بدورات شبق متتالية محصورة في فترة التناسل تسمى موسم التربية ( أغنام موسمية عديدة الدورات التناسلية ) مثال ذلك أغنام القارتين الآسيوية والأوربية .
 
وموسم التوالد عند هذه الأغنام يكون من أواخر الصيف ومعظم الربيع .
 
يبلغ طول الدورة التناسلية عند الأغنام ( 16 - 19 ) يوماً وغالباً ( 17 ) يوماً .
 
وقد قام العلماء بتقسيم الدورة التناسلية إلى أربعة أطوار معتمدين بذلك على التغيرات التي تطرأ على المبيض والأعضاء التناسلية الأخرى و هذه الأطوار هي :

1- طور ما قبل الشبق : ومدته يومان.

2- طور الشبق : ومدته 36:30  ساعة .

3- طور ما بعد الشبق : ومدته يومان .

4- طور السكون : ومدته ( 11 - 12 ) يوم .

ولا يوجد فاصل زمني بين هذه الأطوار وإنما كلٌ منها يُكمل الآخر والتغيرات الحاصلة في المبيض والأعضاء التناسلية الأخرى تنتقل تدريجياً من طور إلى آخر .






أولاً : طور ما قبل الشبق Proestrus
          هو مرحلة تحضيرية للأطوار التالية حيث يزداد فيها إفراز الهرمونات الجونادوتروبينية الـ FSH و LH  بشكل ملحوظ من الفص الأمامي للغدة النخامية وتصب في الدورة الدموية لتوجه تأثيرها إلى الجهاز التناسلي الأنثوي  .

     يفرز الهرمون المحفز لنمو حويصلات جراف الـ    ( Hormone Stimulating Follicular)  (FSH)من الخلايا القاعدية في الفص الأمامي للغدة النخامية تحت تأثير عامل شبيه بالهرمون  RF.FSH ) وهذا بدوره يفرز من الجسم تحت المهادي ( Hypothalamus ) ويشترط لقيام هرمون الـ ( FSH ) بعمله على أكمل وجه تواجد نسبة ضئيلة من هرمون الإباضة الـ ( LH ) وتقدر بنسبة ( 1 - 10 ) حيث يعمل هرمون الـ (FSH ) على :

1- زيادة تركيز الـ (DNA) في نسيج المبيض مما يؤدي إلى نموه وتطوره.

2- نمو وتطور حويصلات جراف .

3- زيادة إفراز هرمون الأستروجين من خلايا الغمد الداخلي لحويصلة جراف .

وتكون العلاقة بين هرموني الـ ( FSH ) وهرمون الأستروجين علاقة طردية حتى مستوى معين وبعدها تنقلب العلاقة لتصبح علاقة عكسية فعندما يصل تركيز الأستروجين إلى ذلك المستوى فإنه يؤثر على الفص الأمامي للغدة النخامية فيقلل من إفراز الـ ( FSH ) و يكثر من إفراز الـ ( LH ) وهذا ما يعرف بالتغذية المرتدة والذي ما يحدث قبل الإباضة مباشرة
ويستعمل هرمون الـ ( FSH ) في علاج خمول المبايض وبحالة انعدام الشبق شريطة عدم وجود نسيج لوتئيني ولإظهار الشبق عند الحيوانات غير الناضجة جنسياً .

ويتم الحصول على هذا الهرمون من خلاصة الغدة النخامية للكلاب والخيول والخنازير ومن مصل دم الفرس الحامل في الفترة) 120:60 يوم) من الحمل حيث أنه يفرز من خملات بطانة الرحم للفرس الحامل ويصب في الدم ويسمى بهذه الحالة الـ ( PMSG ) ( Pregnant Mare Serum Gonadotropin) أما في الذكر فيعرف هذا الهرمون باسم الهرمون المولد للحيوانات المنوية ( Gametogenic Hormone) ) وهو هام جداً في تكوين وإنتاج الحيوانات المنوية حتى طلائع المني .

أما هرمون الإباضة ( Luteinizing Hormone ) الـ ( LH ) فيفرز من الخلايا القاعدية في الفص الأمامي للغدة النخامية تحت تأثير عامل شبيه بالهرمون الـ ( RF.LH ) الذي يفرز من الجسم تحت المهادي حيث يتم إفراز الـ ( LH ) منذ بداية الدورة التناسلية ولكن بنسبة ضئيلة والذي يشارك مع هرمون الـ  (FSH ) في نضوج حويصلة جراف ثم يزداد إفراز هذا الهرمون تدريجياً ليصل إلى أعلى مستوى له قبل التبويض مباشرةً حيث يعمل مع قليل من هرمون الـ ( FSH ) على تحرير البويضة من حويصلة جراف وبعدها يعمل مع هرمون البرولاكتين الـ ( LTH ) على تطوير الجسم الأصفر حتى نهاية الدورة التناسلية .
أما إذا حدث إخصاب وحمل فيستمر الجسم الأصفر حتى منتصف فترة الحمل محافظاً على إفراز البروجسترون المسئول عن إتمام الحمل ثم يضمحل هذا الجسم لتقوم المشيمة مقامه بإفراز البروجسترون حتى نهاية الحمل ويمكن استعمال هرمون الـ ( LH ) في علاج تحوصل حويصلات جراف بحيث يساعد هذا الهرمون على تشكيل الأنسجة اللوتئينية من الخلايا الحبيبية كما يستعمل أيضاً لعلاج الإجهاضات المتكررة بالمشاركة مع هرمون الـ ( LTH ) حيث تعطى الهرمونات بانتظام طول فترة الحمل عضلياً أو وريدياً كي تساعد على إفراز البروجسترون المسؤول عن إتمام الحمل .

ويتم الحصول على هرمون الـ ( LH ) من خلاصة الغدة النخامية للأغنام والأبقار ومن بول المرأة الحامل في الفترة ( 30 - 60 ) يوم من الحمل حيث أنه يفرز من الغشاء السخدي ( Chorion ) للمرأة الحامل ويطرح عن طريق البول ويعرف هذا الهرمون في الذكر بإسم الهرمون الحاث للخلايا البينية ( I.C.S.H ) والذي يعمل على نمو وتطور الخلايا البينية وحثها على إفراز هرمون التستوستيرون اللازم لعملية التحور من طلائع المني إلى حيوانات منوية , وقد صنع حديثاً عوامل تحث على تحرر الـ ( LH ) .
وبالإضافة لتواجد عدة حويصلات جراف نامية ومتطورة في المبيض بهذا الطور نلاحظ تواجد جسم أصفر يتناقص فيه إفراز البروجسترون حتى يصل إلى أخفض تركيز له في نهاية هذا الطور ويستمر خلال طور الشبق كما ويحصل زيادة في نمو الخلايا المبطنة لقناة فالوب وزيادة تروية جدران الرحم وخاصة بطانته الداخلية و ارتخاء عنق الرحم وتبدأ خلايا كوبلت الموجودة في عنق الرحم بإفراز سائل مصلي لزج شفاف يمكن ملاحظته من فتحة الفرج التي تبدو متورمة ومحتقنة ويتمثل السلوك العام للأنثى بنهاية هذا الطور بزيادة الاهتمام بالذكر.
ثانياً : طور الشبق Estrus

        وهي المرحلة التي تـُظهر فيها الأنثى الرغبة الجنسية وتبدي ميلها لقبول الذكر نتيجة لتأثير الأستروجين على الجملة العصبية المركزية مما يؤدي إلى ظهور الحرارة الغريزية حيث يزداد تركيز الأستروجين بهذا الطور حتى يصل إلى حدهِ الأعظم فيؤدي إلى تنبيه الجسم تحت المهادي ويحثه على إفراز الأوكسيتوسين ( Oxytocin ) والذي يختزن في الفص الخلفي للغدة النخامية ثم يصب في الدم ويزيد من إفراز هذا الهرمون في الدم ورود ومضات عصبية من الجهاز التناسلي أثناء الجماع أو التلقيح الاصطناعي نحو الفص الخلفي للغدة النخامية.

وبنفس الوقت تفرز خلايا الرحم هرمون البروستاجلاندين حيث يعمل كلا الهرمونيين متآزرين على انقباض الخلايا العضلية الملساء في الرحم وقناة فالوب ويكون اتجاه التقلصات نحو المبيض مما يساعد الحيوانات المنوية في الانتقال من مكان انصبابها في المهبل إلى مكان الإخصاب في الأمبولا .

كما يؤثر كلا الهرمونيين على الخلايا العضلية الملساء الموجودة في الغمد الخارجي لحويصلة جراف فيؤدي بالنتيجة إلى الإسراع بعملية التبويض .
ويشترط لقيام هرمون الأوكسيتوسين بعمله بشكل تام أن يسبقه تأثير الأستروجين والكالسيوم كما ويطرح هذا الهرمون أثناء الولادة فيؤدي إلى زيادة تقلص عضلات الرحم وعضلات البطن ويساعد بالتالي في إتمام عملية الولادة ويؤثر أيضاً على الألياف العضلية الملساء في حويصلات الحليب في الضرع فيؤدي إلى إخراج الحليب .
ومن الصعب كشف الشبق عند الأغنام في هذا الطور لكونه قصير جداً لذلك نلجأ إلى استخدام الكبش الكشاف ( كبش أُجري له استئصال الأسهرين ووُسِم صدره بمادة ملونة يلون بها كفل الأغنام التي تكون بحالة شبق وتسمح له بالقفز عليها ) ومن العلامات الإكلينيكية التي قد تظهرها الأنثى وتدل على أنها بحالة شبق بدء الاضطراب وعدم السكون - قلة شهية - ضرب الأرض بالأرجل - البحث عن الذكر والمشي خلفه وقد تقفز عليه وتأخذ وضعية تساعد الذكر بالقفز عليها  .
تحدث الإباضة في النصف الثاني من طور الشبق وتحديداً قبل حوالي ( 8 ساعات ) من نهاية الشبق حيث تنفجر حويصلة جراف واحدة أو اثنتين ونادراً ثلاثة بفارق زمني بسيط وذلك بأثير هرمون الـ ( LH ) و الأوكسيتوسين أساساً وكمية قليلة من هرمونالـ ( FSH ) بالإضافة إلى زيادة الضغط داخل حويصلة جراف وفي أوعية المبيض الدموية فينساب السائل الحويصلي حاملاً معه البويضة في قناة فالوب حيث تكون زوائد قمع القناة في هذا الطور منتصبة وكأنها تحيط بالمبيض كي لا تقع البويضة في التجويف البطني كما يحتوي السائل الحويصلي على هرمون البراديكانين ( Bradikynine ) والذي يكون بصورة غير فعالة وعندما يصل إلى قناة فالوب يتفاعل مع إفرازاتها ويصبح فعالاً مما يسبب ارتخاء قناة فالوب و استقرار البويضة في الأمبولا للمساعدة في إتمام عملية الإخصاب وتبقى البويضة في القناة الناقلة محتفظة بكامل حيويتها ( 12 - 20 ) ساعة بعد التبويض أما الحيوان المنوي فيحتفظ بقدرته الإخصابية العالية لمدة ( 24 - 30 ) ساعة ضمن الجهاز التناسلي الأنثوي لذلك يكون الوقت المثالي للتلقيح ( الطبيعي أو الاصطناعي ) بعد بداية طور الشبق بـ ( 18 - 26 ) ساعة بشكل عام عند بداية اليوم الثاني .

وتحدث الإباضة غالباً في المبيض الأيمن لكونه أكثر فاعلية من المبيض الأيسر وبعد الإباضة تبدأ الخلايا الحبيبية المبطنة لحويصلات جراف بالتضخم والتحول إلى خلايا لوتئينية تحت تأثير هرمونالـ ( LH ) لتبدأ بعدها بإفراز هرمون البروجسترون وتدخل عندها الدورة التناسلية في طور ما بعد الشبق .

__________________

ثالثاً : طور ما بعد الشبق Metestrus
وهي المرحلة التي يكتمل بها تشكل الجسم الأصفر وذلك تحت تأثير هرمون الـ ( LH ) ويبدأ النسيج اللوتئيني بإفراز هرمون البروجسترون الذي يعمل على نمو الجهاز الغدي في بطانة الرحم وتكوين اللبن الرحمي كما يعمل على تهدئة الرحم ومنعه من التقلص وبالتالي فهو يساعد على إتمام عملية التعشيش واستمرار الحمل .

وارتفاع تركيز البروجسترون يؤثر على الغدة النخامية فيمنعها من إفراز هرموناتها الجونادوتروبينية الـ ( FSH و LH ) وبالتالي يمنع تكون حويصلات جراف ناضجة وظهور الشبق وبهذه المرحلة تُبدي الأنثى علامات اللامبالاة وتعود ردود الفعل الجنسية السلبية نحو الذكر وتعود شهيتها تدريجياً ويزول احتقان الطرق التناسلية و توذمها ويبدأ تشكل السدادة المخاطية في عنق الرحم ليتم بواسطتها عزل الرحم عن الوسط الخارجي ويعتبر طول هذا الطور مساوياً للفترة اللازمة لانتقال البويضة المخصبة من مكان الإخصاب ( الأمبولا ) إلى مكان التعشيش  قرن الرحم .


رابعاً : طور السكون Diestrus
وهي مرحلة الجسم الأصفر والذي يستمر حتى نهاية الدورة التناسلية وذلك بتأثير هرمون الـ ( LTH ) البرولاكتين حيث يفرز هذا الهرمون من الخلايا الحامضية للفص الأمامي للغدة النخامية ويكون مسؤولاً عن استمرار الجسم الأصفر وبالتالي استمرار إفراز هرمون البروجسترون كما يعتبر هرمون الـ ( LTH ) المسؤول الأول عن بدء و استمرار إفراز الحليب وهو أيضاً مسؤول عن سلوك الأمومة عند الإناث البالغة ويشترط لقيام هذا الهرمون بعمله على أتم صورة أن يسبقه تأثير كل من هرموني الأستروجين و البروجسترون .

ويتميز هذا الطور ببلوغ إفراز البروجسترون أعلى مستوى له مع أعلى مستوى لهرمون الـ ( LTH ) وفي نهاية هذا الطور يبدأ الجسم الأصفر بالتقهقر ويتبعه تقهقر في إفراز البروجسترون مما يسمح للغدة النخامية بإفراز هرموناتها الجونادوتروبينية الـ ( FSH - LH ) لتنتهي الدورة التناسلية وتبدأ دورة تناسلية جديدة وهكذا حتى ينتهي فصل التربية وعندها تدخل الأغنام في طور اللاشبق الموسمي أو يتم إخصابها فتدخل بمرحلة الحمل وعندها يستمر إفراز هرمون الـ ( LTH ) وبذلك يستمر بقاء الجسم الأصفر الحملي حتى منتصف الحمل ثم يبدأ بعدها بالتقهقر لتقوم المشيمة مقامه بإفراز هرمون البروجسترون المسؤول عن إتمام الحمل حتى نهايته ( 150 يوم ± 5 ) وقبل الولادة مباشرة ً يحصل انخفاض مفاجئ بإفراز البروجسترون ويزداد إفراز هرمونالـ ( LTH ) ليحث الغدة اللبنية على بدء إفراز الحليب كما يتم إفراز كلاً من الأستروجين و الأكسيتوسين و الريلاكسين وهذا الأخير يفرز من المشيمة والرحم في المراحل الأخيرة من الحمل وهو المسؤول بالمشاركة مع هرمون الأستروجين عن ارتخاء الأربطة الحوضية وعنق الرحم وتفكك المواد الغرائية التي تربط بين عظمي العانة وتعمل هذه الهرمونات مجتمعة على إتمام الولادة وعودة الرحم إلى طبيعته .
و باختصار يمكن القول أن هرمون الأستروجين يسيطر لمدة  - 3٫5 يوم ) من الدورة التناسلية ويشمل طوري ما قبل الشبق والشبق ( فترة حويصلة جراف ) بينما يسيطر البروجسترون لمدة ( 13 - 14 يوم ) من الدورة التناسلية ويشمل طوري ما بعد الشبق والسكون  فترة الجسم الأصفر  .




المصدر: د.عبدالرحمن ابراهيم زنونى
Drzanouny

د.عبدالرحمن زنونى - استشارى الثروة الحيوانية- استاذ(م) بقسم الإنتاج الحيوانى-كلية الزراعة-جامعة المنيا-جمهورية مصر العربية [email protected](002)01092994085

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

784,911